هاني الفردان
اليوم الأربعاء (19 سبتمبر/ أيلول 2012) سيشهد جلسة اعتماد تقرير البحرين الحقوقي، في إطار آلية المراجعة الدورية الشاملة، في مقر مجلس حقوق الإنسان التابع إلى الأمم المتحدة في جنيف.
اليوم لن يكون نهاية الطريق، بل نتمناه أن يكون بدايةً لنهاية أزمةٍ خانقةٍ عصفت بوطننا الحبيب. بداية حقيقية لتنفيذ جميع توصيات لجنة تقصي الحقائق وتوصيات مجلس حقوق الإنسان بشكل يقنع القريب قبل البعيد، حتى لا يخرج هذا ليتهم ذاك بالتلاعب والتسويف، وحتى لا يخرج ذاك ليتهم هذا بـ «العمالة» والارتماء في أحضان الخارج.
من أجل أن نغلق الملف نحتاج إلى جراءة العمل، ومن دون الحاجة لملايين تصرف على شركات العلاقات العامة لتحسين الصورة، إذ كم هو جميل لو صرفت تلك الملايين في إنصاف المتضررين، فشركات العلاقات العامة فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق الهدف، وكبدت الدولة خسائر مالية وحتى إعلامية.
واكب حموة انشغال الرأي العام بما يمكن أن نسميه «معركة جنيف»، غزوةٌ جديدةٌ على محلات 24 ساعة في منطقة البسيتين، ليرتفع بذلك عدد الغزوات على محلات جواد إلى 60 غزوةً بالتمام والكمال، ومن دون حسيب أو رقيب سوى آسيوي واحد فقط يقدم للمحاكم حالياً ككبش فداء، على رغم وجود أشرطة مصوّرة بالصوت والصورة توثق وتكشف وجوهاً واضحة من مجاميع بشرية ورجال أمن، ساهموا في إحدى غزوات جواد في الرفاع.
اليوم ستتحدث الحكومة عن إنجازاتها في مجال حقوق الإنسان، كما ستتحدث عن الأضرار الاقتصادية التي طالت البلاد والعباد مما ستصفه بـ «المخربين»، وبالتأكيد لن تتحدث الحكومة ولا وزير الخارجية ووزير شئون حقوق الإنسان والوفد الرفيع معهما من تجار وبرلمانيين وعلماء دين وما يسمون بـ «حقوقيين»، عن ما يحدث لمحلات جواد من غزوات لأن من قام بها ليسوا ضمن خانة «المخربين» الذين يجب أن يُشهّر بهم في كل مكان، بل هم في خانة «الشرفاء» الذين يقومون بواجبهم لحفظ البلاد والعباد، وما تكسير وتخريب محلات جواد، إلا في هذا الإطار.
هذه حقيقة لن تصمد معها كل «إنجازات» الدولة في جنيف، التي ستتحدث عن الاقتصاد، من جانب واحد فقط، وتغض البصر عن الجانب الآخر.
هذه الحقيقة، كم من المحلات خربت وكسرت وسرقت من قبل «المخربين» وكم هي التي سرقت وخربت من قبل «الشرفاء» خلال غزواتهم الكثيرة. الحقيقة، أن استنكار وشجب الإضرار بالاقتصاد، لا يشمل تكسير وتخريب وسرقة محلات 24 ساعة المستمرة منذ أكثر من عام، فهذه المحلات ليست اقتصاداً، وليست في البلاد، وليس مالكها من المواطنين، وهي حلالٌ وغنائم لكل الشرفاء من أصحاب الغزوات.
لماذا جنيف؟ ولماذا يلجأ المعارض إلى جنيف؟ هل ليشوّه سمعة بلده وينشر غسيلها؟ لماذا لا يكون الحل داخلياً بين أبناء الوطن الواحد؟
أسئلة كثيرة يطرحها الطرف الآخر، والجواب عليها واحد، أين الحل للكثير من القضايا التي طُرحت داخلياً، متهمون بالقتل العمد وبالتعذيب يسرحون ويمرحون، «غزوات جواد» مستمرة لا تتوقف بدعمٍ من «الشرفاء»، والانتهاكات لم تتوقف بعد.
مهما كانت النتائج والمخارج، سنبقى في هذا الوطن كلنا نبني من أجل مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.