برحيل الرئيس جمال عبد الناصر ومجيء أنور السادات لسدة الحكم، بدأت مصر تفقد كرامتها وعروبتها بسرعه. وليس أدل على ذلك من أتفاقية معسكر داؤد (كامب ديفد) فمنذ توقيع تلك الأتفاقية المهينة، فقدت مصر موقعها القيادي لحركة التحرر العربية، وأصبحت كوكبا صغيرا يدور في فلك الصهيونية العالمية وكيانها المسخ المسمى أسرائيل. لقد قدم أنور السادات مصر على طبق من ذهب ألى دولة الكيان الصهيوني، فتلاشى موقع مصر في حركة التحرر العربية، وأصبح قادة دولتها أدوات تسيرها حكومة تل أبيب. فكلما أراد الأحتلال الصهيوني أن يشن حربا على غزة أو جنين أو جنوب لبنان ذّهب وزير دفاع ذلك الكيان الصهيوني المحتل ألى القاهرة، وأطلع الأئمعةحسني مبارك عما سيحدث، وأمره باتخاذ الموقف المساند للكيان الصهيوني. لقد شهد العالم كله كيف فرض حسني مبارك الحصار على قطاع غزة، وكيف كان يمنع حتى المرضاء من العبور ألى مصر لتلقي العلاج. ولا ننسى أيضا أن المطية حسني مبارك قد باع العراق حين أرسل قوات من الجيش المصري لتشترك مع القوات الأميركية في الحرب على العراق أيام بوش الأب، كما ووقف مع بوش الأبن في حرب أميركا الثانية على العراق، وردد أمر بوش حين طلب من الرئيس صدام الرحيل عن العراق. لقد رفض الرئيس صدام مغادرة وطنه وفضل أن يواجه الأعدام بدلا من الركوع للأعداء وخيانة الوطن، ويكفيه فخرا أن آخر كلمات نطق بها قبل أن يسلم روحه لخالقها كانت "تحيا فلسطين حرة عربيه، " وقابل الموت بكل شجاعه، هذه الوقفة الشجاعة للرئيس صدام الشهيد سيحفظها التاريخ مهما حاول الأمعة حسني مبارك وأسياده من طمس للحقائق خدمة للصهيونية العالميه.
لقد صبر أخوتنا في مصر طويلا على سياسة مبارك وخنوعه وبيع الكرامة مقابل مليارين من الدولارات سنويا وهي الثمن الذي ورد في أتفاقية كامب ديفد. لقد حان الأن الوقت لأعادة مصر ألى كرامتها وعروبتها. منذ أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قامت الصهيونية ومن ورائها الغرب بعمل المستحيل لأبقاء مصر والأقطار العربية في حالة من التمزق السياسي، ولذا صبوا كل حقدهم على الجمهورية العربية المتحدة، وعملوا المستحيل لفك هذه الوحدة بين مصر وسوريا، وذلك تخوفا من الوحدة العربية الشاملة، وحاربو كل ما هو عربي. وقد سار انور السادات وخليفته حسني مبارك على خط التأمر على العروبة وقبض الثمن منذ كامب ديفد ألى اليوم. وفي تلك الفترة كان مصير مصر وكل العرب يتقرر في تل أبيب، ويقوم الأمعة حسني مبارك بعملية تنفيذ مل خططه حكماء صهيون، وكان يكافأ على أخلاصه هذا بالمال، وهكذا أصبح حسني مبارك من أثرى أثرياء العالم بعد أن كان ضابطا مغمورا لا يتعدى راتبه ألفي جنيه، وأصبح أبنه جمال يمتلك كل المنتجعات السياحية في شبه جزيرة سيناء.
اقد طفح الكيل، ولذا هب شعبنا العربي البطل لأعادة الكرامة ألى مصر، ولأعادتها ألى موقعها القيادي في حركة التحرر العربيه. فبعد اليوم تغيرت المعادلة وأصبح مصير مصر، لا بل الوطن العربي بأكمله يقرره الثوار الأبطال في مصر والعراق وتونس وفلسطين.
أيها الأخوة الثوار في مصر وكل أرض العرب أناشدكم أن تتمسكوا بالديمقراطية لأنها أقوى سلاح للحفاظ على العروبة والكرامة والسيادة، ولهذا يجود بها الغرب على نفسه، ويمنعها عن غيره عن طريق مساندته للأنظمة الدكتاتورية في العالم الثالث. بعد زوال نظام العميل حسني مبارك أقيموا حكما ديمقراطيا مبنيا على العلمانية، حيث تكون المواطنة هي الأساس الذي تقوم عليه الدولة، ويتساوى فيه كل المواطنين في الحقوق والواجبات بغض النظر عن انتماأتهم الدينية والسياسيه. وبعد أرجاع السيادة ألى مصر يجب تحريرها من معاهدة كامب ديفد التي تعطي الحق للكيان الصهيوني بمنع الحكومة المصرية من أدخال القوات المصرية ألى شبه جزيرة سيناء أو السماح لها، وكذلك تقضي الأتفاقية المهينة بأبقاء قوات أجنبية في سيناء، ألأمر الذييجرد مصر من السيادة الكاملة على أراضبها.
قبل الأبتلاء بالسادات وحسني مبارك كان هنالك مقاطعة عربية للكيان الأستيطاني الصهيوني، وكان ينضم ألى هذه المقاطعة العربية معظم دول العالم. وكان هذا الكيان يكاد يختنق من العزلتين السياسية والأقتصادية، ولكن بفضل ما قدمه العميلين السادات ومبارك أصبح هذا الكيان يتمتع بصلات سياسية واقتصادية قوية مع العديد من دول العالم، كما وأصبح قوة أقتصادية لا يستهان بها. بعد زوال العميل حسني مبارك يتوجب على العرب أعادة أحكام طوق العزلة على هذا الكيان الأستيطاني الغريب عن المنطقة، فوجوده فى المنطقة ليس ألا سرطانا يتوجب علينا استئصاله وتطهير المنطقة منه.
عشتم يا ثوار أمتنا الأحرار وعاش وطننا العربي حرا كريما وسيدا
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار الذين سقطوا وسيسقطون دفاعا عن الثورة العربية في مصر العراق وفلسطين.
ألأول من شباط 2010