مسيرة الديوان الملكي تنتهي بهجوم لحاملي السلاح الأبيض على المحتجين وإطلاق مسيلات الدموع

أصيب عدد كبير من الأشخاص بإصابات مختلفة معظمها اختناق، بالإضافة إلى الرضوض والكدمات وجروح بعد أن هاجمت مجموعة مضادة تحمل السلاح الأبيض المحتجين الذين كانوا قد توجهوا نحو الديوان الملكي بالرفاع الغربي عصر أمس (الجمعة 11 مارس / آذار 2011)، وحدث الهجوم أثناء رجوع المسيرة بعد أن وصلت إلى مسافة تبعد عن «دوار الساعة» في الرفاع بـ 300 متر. وبدأت مجموعة تحمل السلاح الأبيض بالهجوم على المسيرة بعد أن تجاوزوا الجدار البشري لرجال الأمن، وبدأت بعدها قوات الأمن بإطلاق مسيلات الدموع على المسيرة العائدة أدراجها.
من جانبها، قالت وزارة الداخلية إنها «اضطرت إلى استخدام ثماني طلقات مسيلة للدموع» لتفريق مجموعة من المتظاهرين حاولت فتح السياج العازل ومجموعة أخرى من المتجمعين بدوار الساعة اندفعوا نحو المتظاهرين، وأوضحت أن الطلقات استخدمت «لمنع المناوشات بين المجموعتين حفاظاً على سلامة الجانبين».
حاملو السلاح الأبيض هاجموا مسيرة «الديوان الملكي»
الوسط – محرر الشئون المحلية
أصيب عدد كبير من الأشخاص بإصابات مختلفة معظمها اختناق، بالإضافة إلى الرضوض والكدمات وجروح بعد أن هاجمت مجموعة مضادة تحمل السلاح الأبيض المحتجين الذين كانوا قد توجهوا نحو الديوان الملكي بالرفاع الغربي عصر أمس (الجمعة 11 مارس / آذار 2011)، وحدث الهجوم أثناء رجوع المسيرة بعد أن وصلت إلى مسافة تبعد عن «دوار الساعة» في الرفاع بـ 300 متر. وبدأت مجموعة تحمل السلاح الأبيض بالهجوم على المسيرة بعد أن تجاوزوا الجدار البشري لرجال الأمن، وبدأت بعدها قوات الأمن بإطلاق مسيلات الدموع على المسيرة العائدة أدراجها.
وبدأت المسيرة في حدود الساعة الثالثة والنصف من عصر أمس بالقرب من مدرسة تدريب السياقة في عالي متوجهة إلى الديوان الملكي وقابل المسيرة التي شاركت فيها حشود كبيرة، جدار بشري من قوات مكافحة الشغب، وحاول المتظاهرون إعطاءهم الورود البيضاء والحمراء قبل أن تتراجع إلى الوراء، وتوقفت المسيرة على بعد نحو 300 متر من دوار الساعة الذي كانت تتجمع فيه جماعات مضادة حاملة السيوف والسكاكين والعصي وغيرها من الأسلحة البيضاء، بالإضافة إلى تواجد قوات الجيش بالقرب من الدوار. وبعد توقف المسيرة حاول رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني برفقة رئيس كتلة المستقلين النائب عبدالله الدوسري التحدث للمسيرة إلا أنه لم يستطع ذلك. وتراجع المشاركون أدراجهم باتجاه مدرسة تدريب السياقة إلا أنهم تفاجأوا بالجماعات المضادة ترمي عليهم الحجارة وتعرض بعض المشاركين للضرب بالسلاح الأبيض ما أدى لإصابتهم بجروح، وتدخلت حينها قوات مكافحة الشغب التي أمطرت المشاركين في المسيرة الذين كانوا يعودون أدراجهم بمسيلات الدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي تزامناً مع رمي الجماعات المضادة للحجارة على المشاركين.
وأدى استخدام مسيلات الدموع بكثافة إلى تعرض عشرات الأشخاص للاختناق، فضلاً عن تعرض العديد من المشاركين لجروح جراء إصابتهم بالحجارة والسلاح الأبيض الذي استخدمته مجموعة كانت قد تمركزت في دوار الساعة. وكان رجال الأمن يفصلون بين المحتجين الذين رفعوا أعلام البحرين، والمجموعة المسلحة بالسلاح الأبيض، ولكن عندما بدأت مسيرة المحتجين بالعودة، قامت المجموعة المذكورة بالهجوم عليها بعد أن تجاوزت حاجز رجال الأمن.
ونقل معظم المصابين إلى مركز عالي الصحي إذ فاق عدد المصابين القدرة الاستيعابية للمركز، كما نقل عدد كبير من المصابين إلى قسم الطوارئ والحوادث بمجمع السلمانية الطبي. ولوحظ تواجد عربات تابعة للجيش في المنطقة.
وذكرت مصادر طبية أن «هناك 3 حالات تم إدخالها الإنعاش منها شخصان مصابان أصلاً بمرض القلب لذلك وضعا تحت الملاحظة فقط ولكن حالتهما مستقرة».
اعتداءات على سيارات ومن فيها من قبل مجهولين
وتعرض عدد من المواطنين المارة إلى الاعتداء بالضرب والسب من قبل مجهولين. وقال علي محمد (57 عاماً) إنه تعرض وابنته للاعتداء من قبل مجهولين، موضحاً أن «الحادث وقع بينما وصلنا إلى المنطقة القريبة من مركز شرطة الرفاع ولم ألتفت إلا بسيارة من نوع «رنج روفر» تحمل رقم (…) تعترض سيارتنا، وترجل منها عدد من الأشخاص ولم ألاحظ إلا وقد طوقت السيارة بعدد كبير من المجهولين الذين اعتدوا على السيارة بأسياخ الحديد ورمي الحجارة ما أدى إلى تخريب الزجاج الخلفي للسيارة، بالإضافة إلى النافذة اليمنى من الخلف وإصابة المصابيح والسيارة بخدوش كبيرة»، وواصل «طلبوا مني الكاميرا وأعطيتهم إياه وقلت لهم إذا أردتم الحافظ سأعطيكم إياه فهو خالٍ تماما وليس به أي شيء وسلمتهم إياه وبعد ذلك سلمتهم الكاميرا»، وتساءل: «كيف يسمح لهم بالاعتداء على الناس من دون أن يوقفهم أحد؟، لم يحترموا كبر سني ولا وجود ابنتي معي».
وأضاف محمد «تجاوزنا المنطقة بقليل وكانت هناك شرطة وأبلغناهم بتعرضنا إلى الضرب والاعتداء فأبلغونا أن علينا أن نبلغ مركز شرطة الرفاع ولكننا أخبرناهم أن المجهولين هددونا بالقتل».
وبين أن «شرطة مدنية رافقتنا إلى مركز الشرطة، وقدمنا فيه بلاغاً إلا أنهم أخبرونا أن علينا أن نراجعهم يوم غد (الأحد) من أجل تسلم رقم البلاغ، إذ بينوا لنا أن البرنامج به خلل معين»، وأوضح أن «الشرطة أبلغوني أن تصليح السيارة هو من شأن شركة التأمين».
إلى ذلك أشار 5 أشخاص إلى أنهم تعرضوا إلى الضرب على مرأى من الشرطة، وبينوا أنهم كانوا «متجهين بالسيارة إلى المسيرة وفي أثناء الوصول إلى منطقة عالي كانت وراءنا سيارة من نوع «فورد» رقمها (…) وقامت بملاحقاتنا»، وتابعوا «وبعد أن أطلق صوت أبواق السيارة قمنا بتخفيف السرعة وبعد ذلك اصطدمت بنا السيارة أكثر من مرة، ووصلنا إلى منطقة يتواجد فيها رجال المرور والشرطة»، ولفتوا إلى أن «أحداً من رجال الشرطة لم يستحب لنا، وفي هذه الأثناء خرج من السيارة 8 أشخاص واعتدوا علينا أمام الشرطة، ليتم نقلنا إلى مجمع السلمانية الطبي».
«حقوق الإنسان» المجموعات المسلحة مرتبطة بأجهزة متضررة من الحل السلمي
أكدت الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان على لسان أمينها العام عبدالله الدرازي أن «فريق الرصد الذي تواجد في المسيرة المتجهة إلى الديوان الملكي أكد أن هناك إصابات متعددة». وشدد الدرازي على أن «الجمعية تؤكد أن هذا التصعيد خطير اتجاه اعتصام سلمي لا يصب في صالح البحرين ولا في صالح الحوار الذي يدعو إليه سمو ولي العهد»، معتبراً أنه «يؤثر على الجهود التي تبذلها جميع الأطراف للجلوس على طاولة الحوار ولكن بعد التصعيد الذي جرى من قبل مجموعات مسلحة بالسلاح الأبيض وتفرض دوريات ونقاط تفتيش وتضرب المواطنين وتخرب السيارات وتقوم بكل ذلك على مرأى ومسمع قوات الأمن يعقد الأمر ويرجعنا إلى الوراء»، ونبه إلى أن «هناك تقارير وصلت إلى الجمعية بأن هناك عدداً كبيراً كان متواجداً في دوار الساعة بأسلحة بيضاء وهم برفقة رجال الأمن وكان عليهم أن يمنعوهم لأن في نيتهم إثارة الشغب»، وختم «أبلغنا في الجمعية عن اعتقال حسين الشهركاني وهو موقوف في مركز شرطة الرفاع بتهمة الإساءة لرجال الأمن».
وقال الدرازي: «يبدو أن هناك من يعتد أنه سيتضرر من أي حل سلمي للأزمة الحالية، وهو يسعى للتشويش على مبادرة ولي العهد ويسعى إلى إثارة الفتنة الطائفية عبر أعمال عنف، هذا في الوقت الذي التزم المحتجون بالأسلوب السلمي».