إذا ما رجعنا الى تاريخ الصراع بين عرب الرسالة الإسلامية والإمبراطوريات الفارسية والبيزنطية، نجد انها مليئة بمعارك النصر مثلما أنها حافلة بمعارك الهزيمة. فالصراع التاريخي هو سلسلة من المعارك والمواجهات امتدت منذ قرون.. ويبدو انها سوف تستمر لقرون قادمة أيضا. والخطر لا يكمن حقيقة هنا، فالنجاحات العسكرية التي تحققها القوى الاستعمارية في أي من المعارك والمواجهات لن تحقق الانتصار على الأمة العربية بالمعنى التاريخي والحضاري والأخلاقي والعقائدي للكلمة الا عندما تتحول النجاحات العسكرية الى نجاحات سياسية وحضارية وقيمية تترجم على أرض الواقع بقبول القوات الغازية والتعايش مع مخططاتها الاستعمارية في البلد المحتل.. اما اذا أصر الشعب على أبقاء ساحة المواجهة مفتوحة… ومشرعة على كافة الاحتمالات والمواجهات، فأن النصر العسكري يظل مجرد نصر عسكري محكوم بموازين القوة في الزمان والمكان.
لذلك نحن نقول أن الأخطر من نكبة الاحتلال الصهيوني لفلسطين، والأخطر من نكبة الاحتلال الأمريكي – البريطاني للعراق هو نكبة ضياع المرجعيات التي تحافظ على الأبعاد الحضارية والعقائدية والمبدئية لمعارك الأمة المصيرية. والمقصود هنا ليس مرجعيات العمل القومي العربي فحسب، بل حتى مرجعيات ديننا الإسلامي الحنيف
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.