قرأنا خبر تصفية مركز البحرين للدراسات والبحوث الاستراتيجية والدولية، وحزنا كثيراً لغلق هذا المركز البحريني النشط، وقد يعلم المسئولون في البحرين سبب غلق هذا المركز، ولكننا كمواطنين نجهل هذا السبب.
المركز يُعد مهماً بالنسبة للبحرين ولدول الخليج المجاورة، وليس هذا فقط، فهو مهم على المستوى الإقليمي والدولي كذلك، وقرار إغلاقه قد يكلفنا الكثير، إذ نطمح دائماً إلى زيادة مراكز البحوث في البحرين، ونحتاجها لدراسة الظواهر والمشكلات التي تطرأ. كما أن دور هذا المركز في الدورات التدريبية الاحترافية لا يُغفل، فلماذا كان قرار الإغلاق؟
العالم المتقدم لديه مراكز للدراسات والبحوث في شتى الميادين، ونحن نغلق مراكز الدراسات والبحوث! أليس من الواجب إعادة الحساب والتفكير بإعادة مثل هذا المركز البحثي المهم؟ فالقيمة ليست في وجوده فقط، بل بالإثراء الفكري الذي حصد العديد من الجوائز على مدى العديد من السنوات.
إضافة إلى ذلك، لطالما طالبنا المجتمع البحريني بدراسة مشكلاته حتى يتم حلها، وبغلق مركز كهذا وتصفية النخبة وتوزيعها على وزارات الدولة الحكومية والى القطاع الخاص، فإننا نخسر فريقاً مؤسساً من أجل الحصول على أفضل البحوث وأهمها في البحرين.
إننا نحتاج إلى دعم هذا المركز وخصوصاً من قبل تجارنا، لأنه الوسيلة الصحيحة من أجل دراسة ورصد المشكلات وحل الأزمات وتعريف المجتمع بأسبابها، إضافة إلى العديد من الميزات التي قد نستفيد منها خلاله.
وجود مركز للبحوث في مجتمع ما يدل على المستوى الفكري له، ووجود مركز دراسات وبحوث بحريني، قائم على طاقات وكوادر بحرينية لهو أكبر مثال على رقي المجتمع البحريني، ولكن خروجه من الخريطة يعد زلزالاً جديداً لهذا الفكر، وزيادة للمشكلات القائمة أصلاً عندنا، فما يقوم به المركز من رصد للمشكلات وإعطائنا حلولاً على يد الخبراء، يجعلنا نتوجه إلى تنمية المجتمع ونهوضه مرة أخرى، بعد الزلازل التي أحاطت بنا من كل جانب.
نتمنى من المسئولين في الدولة إعادة النظر في قرار إغلاق المركز، أو حتى فتح مركز مماثل له، من أجل المساهمة في حل مشكلاتنا وإدارة أزماتنا، ورصد الظواهر القادمة وحلها قبل أن تفجر المنطقة بكوارث أخرى، فهل لنا الحصول على هذا المطلب؟
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3324 – الجمعة 14 أكتوبر 2011م الموافق 16 ذي القعدة 1432هـ