أكد محمود حميدان عضو وفد الجمعيات السياسية في البلاد التي وصلت الى لبنان عبر سوريا في الأيام الأخيرة لإيقاف العدوان الصهيوني على شعبها وأراضيها ومياهها وأجوائها وذلك للإعراب عن تضامن شعب البحرين بقواه السياسية ومؤسساته الوطنية مع لبنان وشعبه في هذه المحنة التي صمد فيها أمام الغطرسة الإسرائيلية عن حقيقة التفاف المواطنين اللبنانيين بجميع فئاته وطوائفه مع حزب الله وقيادته ومقاتليه في الجنوب الذين سطروا بدمائهم الزكية أروع آيات الصمود والمقاومة التي أجهضت خطط العدو الإسرائيلي واربكته في ما كان مقدما عليه.
واستدل حميدان على ذلك بالقول ان العدو الإسرائيلي مرة يقوم بتغيير قيادته ومرة يحشد دباباته ومرة يستدعي جنوده الاحتياطي ومرة يقصف الجسور ومرة المباني السكنية وقرية وراء أخرى، ومرة يقصف بطائراته شاحنات المؤن والمساعدات الإنسانية ومرة يلجأ الى إنزال المظليين من نخبه ولم يسلم من هذا القصف الجنوني حتى راكبي الدراجات النارية ظنا منهم ان الذين يقودونها من عناصر حزب الله. جاء ذلك في ندوة في التجمع القومي مساء الاثنين الماضي تحدث فيها محمود حميدان عضو التجمع، ذكر فيها أن الوفد البحريني مكون من جمعية العمل الديمقراطي، الوسط العربي الإسلامي، الوفاق الإسلامية، المنبر التقدمي، العمل الإسلامي، التجمع القومي وجمعية مقاومة التطبيع. كما أشاد بالروح الرفاقية والتعاون الذي ساد أعضاء الوفد مشيرا الى ان أول استقبال لهم كان من قبل حرم نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني التي كانت في دمشق لحظة وصولهم وكانت فرصة أيضا للقاء ببعض فصائل المقاومة الفلسطينية الموجودين في دمشق، كما قام الوفد بزيارة الى أماكن الإغاثة في سوريا شاهدنا من خلاله أن الشعب السوري فتح أبواب منازله ومدارسه وتقاسم العيش مع النازحين والهاربين من قصف الطائرات الإسرائيلية، كما كانت فرصة لنا لزيارة الجبهة القومية التقدمية في سوريا. وأماط اللثام من خلال حديثه عن ان اللقاءات والزيارات التي قام بها الوفد وجدت الترحيب بالوفد البحريني وتلمسوا من خلاله انهم على اطلاع بما يقوم به المجتمع البحريني من نشاطات تضامنية مع لبنان وشعبه منذ بداية الحرب عليه مطلع يوليو الماضي مشيدين بالروح القومية التي تميز بها شعب البحرين في التعبير عن تضامنه كل مرة مع أحداث الأمة العربية. وذكر أنه بعد الوصول بيوم كان القرار صعبا هل نذهب أم لا حيث نصحهم الجميع بعدم الذهاب لخطورة الوضع ولغلق المنافذ التي توصل الى بيروت، إلا ان الأمر قد حسم بقرار جماعي بالذهاب عبر طرابلس فبدلا من ساعتين وصلنا بعد ثمان ساعات الى بيروت، والوفد البحريني هو الوفد الثاني الذي وصل قبل نهاية الحرب حيث سبقنا الى ذلك الوفد المصري بموقفه المشرف في القدوم والإعراب عن تضامنه مع لبنان في هذا الظرف الصعب، وكان القصف على أوجه في الأيام الأخيرة للحرب، وفي آخر ليلة لوقف إطلاق النار قصف العدو الصهيوني 18 عمارة سكنية قبيل الصباح سقط خلالها 1029 شهيدا معظمهم من النساء والأطفال، فتصوروا كيف كان الإسرائيليون يتصرفون ضد الأبرياء والمدنيين بهذه الوحشية! ومن جهة أخرى كشف محمود حميدان عن الزيارات التي تشرف الوفد بها مثل: التنظيم الناصري في صيدا ولقاء مع الأستاذ معن بشور الأمين العام للمؤتمر القومي العربي سابقا بالإضافة الى اللقاء مع قيادة الحزب الشيوعي في لبنان والذي قدم تسعة من أعضائه خلال العدوان على لبنان حيث ساهم الحزب مساهمة لوجيستية. أما بالنسبة لما تعرضت له الضاحية الجنوبية من بيروت فقد أعرب عن ذلك بالقول: «انه لشيء مخيف تدمير على مد البصر ومنها مبنى قناة المنار«. وبعد وصولهم بيومين بدأت الأجواء تختلف وكان ذلك صباح الاثنين موعد قبول الطرفين وقف إطلاق النار حيث تبادل المواطنون فيه التهاني والتبريكات بوقف القصف الهمجي على بيوتهم بالإضافة الى صمود الشعب اللبناني والتفافه حول المقاومة الإسلامية وحزب الله وإلحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني حيث اعلن بقاءه في الجنوب ووصوله الى نهر الليطاني ولكنه أرغم على الإنسحاب. أما حول بعض القصص والانطباعات التي لمسوها في بيروت العاصمة العربية الصامدة والتي يجب ان يتعلم منها العرب معنى الصمود كأساس للنصر هو صعوبة الحصول على الأكل وعدم وصول المؤن المرسلة لهم،ووصولها الى مواطنين دون آخرين وبروز فئة من أصحاب المصلحة عرفوا بـ «تجار الحرب« إلا انهم كانوا مكشوفين ولم يتعامل معهم أحد. وأكد حميدان عضو التجمع القومي في ختام ندوته حول زيارة وفد الجمعيات السياسية في البحرين الى لبنان قبيل وقف إطلاق النار بالقول: ان صمود الشعب اللبناني خلال الحرب وحّدهم وأفشل المشروع الأمريكي الإسرائيلي تجاه مشروع الشرق الأوسط الجديد وانحسر المد الشعبي لمجموعة 14 آذار وفي مقدمتهم وليد جنبلاط والذي تبرأ منه صديقه الكاتب البريطاني غالاوي قياسا الى سعد الحريري الذي يملك رصيدا في الشارع الللبناني بدأت موازينه تهتز لانكشاف دوره في ما تعرض له لبنان ولكونه عضوا فاعلا في مجموعة الرابع عشر من آذار التي تتبنى وتصر على سحب سلاح حزب الله.
(*) نشرفي: أخبار الخليج