محكمة بروكسل تؤكد أن الهدف الحقيقي للغزو الذي قادتها أمريكا هو تفكيك الدولة العراقية
تتكشف يوما بعد آخر الأهداف الحقيقية للغزو الهمجي والاحتلال الغاشم الذي قادته الإدارة الأمريكية ضد العراق في آذار عام 2003 تحت افتراءات زائفة وادعاءات وحجج واهية، وعلى رأسها امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل المزعومة والتي سوقها رئيس الادارة السابقة بوش الصغير، وتابعه الذليل ( توني بلير ) رئيس الحكومة البريطانية الاسبق .
فقد أكد ( ديرك ادريانسنز ) عضو اللجنة التنفيذية لمحكمة بروكسل في تقرير له نشر مؤخرا" إن من بين الاهداف الرئيسية لاحتلال العراق، هو تفكيك الدولة العراقية السابقة وتدمير بنيتها التحتية .. مشيرا الى التصريحات التي ادلى بها ( بول وولفويتز ) نائب وزير الحرب الامريكي بعد ايام قليلة من احداث الحادي عشر من ايلول عام 2001 والتي أكد فيها ان التركيز الرئيسي للسياسة الخارجية للولايات المتحدة سيكون انهاء الدول التي ترعى ( الارهاب ) .. واصفا العراق بأنه "دولة ارهابية".
وأوضح التقرير "إنه بناء على تلك المزاعم أعلن الرئيس الامريكي بوش الصغير، العراق جبهة رئيسية في ما تسمى حملة الحرب على الارهاب العالمية، وحشد لذلك مئات الالاف من القوات الامريكية لغزو العراق بصورة غير قانونية تحت هدف سياسي متعمد وواضح هو تفكيك الدولة العراقية الذي كانت عواقبه وخيمة على الصعيد الانساني والثقافي .. مشيرا الى ان الاحتلال السافر تسبب بمقتل اكثر من مليون و 300 ألف مدني عراقي وتدمير البنية التحتية لهذا البلد الجريح .
ولفت (ادريانسنز ) الانتباه الى ان تقرير الامم المتحدة لحقوق الانسان الصادر في الربع الاول من عام 2007 أكد أن 45% من العراقيين يعيشون بأقل من دولار في اليوم, إضافة إلى لجوء أكثر من 2.5 مليون عراقي الى الخارج ونزوح نحو ثلاثة ملايين آخرين في الداخل، حيث كانت نسبة المهجرين واحدا من بين كل ستة عراقيين، كما وصلت نسبة السكان الذين يعيشون في الاحياء الفقيرة الى 53 % من اصل 19 مليون شخص يقطنون المدن الحضرية.
وأكد عضو محكمة بروكسل ـ المكوّنة من مجموعة من الشخصيات العلمية والأكاديمية والأدبية ذات المنزلة العالمية المعروفة والمرموقة ـ في التقرير ان الحالة التي يواجهها التعليم في العراق منذ بدء الاحتلال البغيض عام 2003 لا تزال خطيرة جدا، لا سيما بعد حرق ونهب وتدمير 84% من مراكز التعليم العالي، اضافة الى ما تدمير اكثر من 700 مدرسة ابتدائية طالها القصف الامريكي واعمال العنف التي ما زالت مستمرة حتى اليوم .. مشيرا الى ان التفجيرات التي استهدفت جامعة المستنصرية اسفرت عن استشهاد واصابة اكثر من 335 من الطلبة و الموظفين، كما احتلت القوات الغازية والقوات الحكومية التي نشأت في ظل الاحتلال المقيت المئات من المدارس واستخدمتها كمقرات عسكرية, وهو ما يعد خرقا واضحا لاتفاقية لاهاي.
وأوضح التقرير ان الاحتلال الغاشم واعمال العنف التي شهدها العراق لا سيما خلال الفترة الواقعة بين عامي ( 2006 و 2010 ) تسببت بمقتل نحو ( 200 ) استاذا جامعيا واكاديميا، كما قتل خلال هذه الفترة ( 197 ) اعلاميا وصحفيا، فيما اجبرت اعمال العنف والممارسات القمعية والانتهاكات الصارخة التي ارتكبتها قوات الاحتلال والقوات الحكومية، المئات من الصحفيين على مغادرة العراق.
وشدد التقرير على أن الهجمات التي ان استهدفت المحفوظات والمعالم الوطنية التي تمثل الهوية التاريخية للشعب العراقي خلفت خسائر فادحة غير مسبوقة, ادت الى خراب ثقافي لا سيما بعد سرقة الاف القطع الاثرية العراقية بينها ( 15000 ) قطعة نفيسة تعود الى حضارة وادي الرافدين التي كانت موجودة في المتحف الوطني في العاصمة بغداد, اضافة الى العديد من القطع الاخرى التي تم سرقتها من نحو 12 ألف موقع تأريخي تركته قوات الاحتلال بدون حراسة، بالرغم من تحذيرات المختصين الدوليين .. مشير إلى أن اكثر من ( 8500 ) قطعة أثرية لا تزال مفقودة حتى الان.
وبين التقرير أن قوات الاحتلال الامريكية قامت منذ غزوها العراق في آذار عام 2003, بتحويل سبعة مواقع اثرية الى قواعد او معسكرات لها, بينها مدينة ( اور ) التي تعد واحدة من اقدم المدن في العالم ـ وهي مسقط رأس النبي ابراهيم عليه السلام ـ اضافة الى مدينة بابل التاريخية التي دمرتها القوات الغازية بشكل لا يمكن اصلاحها.
وخلص ( ديرك ادريانسنز ) في تقريره الى التأكيد بان الحرب القذرة التي قادتها الادارة الامريكية ضد العراق لا تزال مستمرة، حتى بعد اعلان الرئيس باراك أوباما انتهاء العمليات القتالية وسحب معظم قوات الاحتلال الامريكية نهاية العام المنصرم، وذلك لان ادارة اوباما ابقت على اكثر من ( 50 ) ألف جندي امريكي، بينهم 5800 من الطيارين، بحجو تقديم المشورة، وتدريب القوات الحكومية وتوفير الأمن في العراق .. موضحا ان من حق المجتمع الدولي الاطلاع على الحقيقة الكاملة وغير المتحيزة لمدى التورط الأمريكي في جرائم القتل الوحشية التي طالت مئات الالاف من ابناء الشعب العراقي، والمطالبة بتعويض ذوي الضحايا .
نشر بتاريخ: الأربعاء 04-01-2012 03:45 مساء
يقين نت + وكالات