هاني الفردان
مجموعات مفردها مجموعة، وهذا يعني أن العدد كبير جداً.
«مجموعات» مخرج جديد ورد في بيان وزارة الداخلية بخصوص أحداث دوار ألبا، «مجموعات» تعبير حمل الصفة الإيجابية لا السلبية في الحدث، وخصوصاً إذا ما عرفنا أن العادة في مثل هذه الأحداث كانت تحمل مفردتي «مخربون» بدلالاتها السلبية العالية، و«مجهولون» بدلالاتها اللفظية منخفضة السلبية، ودلالتها الشعبية كونهم في حكم المجهول لا يمكن الوصول إليهم.
مدير عام مديرية شرطة المحافظة الوسطى صرح، بأن مجموعات قامت، بالخروج في تجمعات «غير قانونية» بالقرب من دوار ألبا بالرفاع، وقام البعض منهم بـ «إتلاف» سيارتين، والاعتداء على «أسواق 24 ساعة»، كما قامت مجموعة أخرى بالتوجه إلى النويدرات، وتم «منعهم» من قبل رجال الأمن من الدخول إلى المنطقة، مضيفاً أن الأجهزة الأمنية انتقلت إلى مواقع هذه الحوادث وقامت بمعاينتها، كما تم التحفظ على التسجيل الخاص بالكاميرا الأمنية لـ «أسواق 24 ساعة»، وتأتي هذه الإجراءات لتحديد هوية مرتكبي هذه الأفعال واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم لتقديمهم للعدالة.
ففي الفقرة أعلاه، وردت مفردات كثيرة أعطت الحدث درجة عالية من التخفيف، ففي البداية أكد التقرير أن مجموعات خرجت في تجمعات – وليس تجمع – غير قانونية، إلا أن البيان وكما عوّدنا من قبل في مثل هذه الأمور لم يذكر لنا أنه تم التعامل معهم وفق القانون لإعادة فتح الطريق الذي أغلق، ومنع تلك التجمعات من تفتيش المركبات، فقد ترك هؤلاء يفعلون ما يشاءون دون رادع رغم وجود الأمن.
كما ورد في البيان مفردة «إتلاف» سيارتين، وهي مفردة مخففة جداً لا ترتقي إلى تخريب، إذ إن مفردات «خرب، يخرب مخرباً» وكذلك «مخربون» لا يمكن أبداً أن ترد في مثل هذه الحوادث، ولهذه المفردات التخريبية حوادث معينة ومناطق محددة فقط.
كما أن الاعتداء على «أسواق 24 ساعة» لا يمكن أن يوصف بالتخريب، لأن هذا الاعتداء رقم 56 من الجماعات المعروفة ذاتها لدى الجميع.
رئيس الأمن العام في تصريح له يوم الأربعاء الماضي أكد أنه تم القبض على عدد من المشتبه بهم في عملية إتلاف سيارتين، والاعتداء على «أسواق 24 ساعة» بمنطقة الرفاع، في الوقت الذي تكثف الجهات الأمنية من جهودها لتحديد هوية بقية الجناة تمهيداً للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة.
ومع انتشار الصور ومقاطع الفيديو المسجلة على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن عملية البحث لن تكون صعبة، إذا ما عرفنا أن الوجوه كانت واضحة، بل كانت تتحدث وتسير وتقف بالقرب من رجال الأمن أيضاً التي كانت هي الأخرى واقفة تراقب ما يحدث.
© جمعية التجمع القومي الديمقراطي 2023. Design and developed by Hami Multimedia.