مريم الشروقي
«بصوتك تقدر» لكل من شارك في الانتخابات، أوتتذكّرون هذه الكلمة جيّداً؟ بصوتك تقدر تغيّر وتوصل الأكفأ، وهاهم الأكفأ في مجلس النوّاب، وأوّل مطالبات الشعب هي زيادة الرواتب، وعمّا قريب ستعرض الحكومة ميزانية الدولة للعامين القادمين، فهل يفعلها النوّاب ولا يمرّرون الميزانية إلاّ بزيادة رواتب موظفي القطاع العام والخاص وكذلك المتقاعدين، لتحسين معيشة المواطن البحريني الذي آمن في الانتخابات الأخيرة «بصوتك تقدر»؟
من المفروض ألاّ تمر ميزانية الدولة مرور الكرام، من دون تمحيص وفتح لملفّات أسعار النفط وفرقية النفط (على قولة المعاودة)، وفي هذا المحفل نتمنّى من النائب محمّد العمادي مع بقيّة الاخوة الأعضاء، فتح ملف دخل شركة النفط البحرينية (بابكو)، والتي تقدّر بـ 12 ملياراً!
نوّاب «بصوتك تقدر» لا تنسوا الشركات المملوكة للدولة كشركة «ممتلكات»، فنحن ننتظر منكم الاستفادة من أرباح ممتلكات وإدراجها ضمن ميزانية الدولة، ولا ننسى أملاك البلديات وإيجاراتها، لابد أن تُدرج في ميزانية الدولة، والتأكّد من سعر الإيجار، إذ أننا سمعنا بأنّ الإيجار بخس جدّاً، وجميع التجّار يطمحون الاستفادة من إيجارات البلدية، ففرشة في السوق الشعبي بمدينة عيسى على سبيل المثال، لا تتعدّى متراً في متر، أغلى من عقار للبلدية في منطقة الحورة والقضيبية، هذا العقار الذي تعادل مساحته 50 ضعفاً عن عقار السوق الشعبي، وربّما مدخوله عشرات الآلاف من الدنانير من خلال الإيجارات فقط، ولكن ما يدخل جيب الدولة هو «الملاليم»!
الحمد لله أنّ ميزانيّتنا مازالت قويّة، حتى وإن نزلت أسعار النفط، والدليل امتيازات الوزراء لم تتغيّر، والسيّارات لم تتغيّر، إذ أنّها مازالت «كشخة»، أمّا النوّاب نحدّثكم بلا حرج، لأنّ سيّاراتهم التي ستوزّع عليهم انتشرت صورها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى «المكاسب» الأخرى، وهذا دليل أكيد على قوّة الاقتصاد وعلى أهمّية عدم تمرير الميزانية من دون تعديل، وتحسين الوضع المعيشي للمواطن البحريني.
أوتعتقدون أنّ هؤلاء النوّاب الجدد سيولدون مجلساً قوياً غير محسوب على كتلة من الكتل؟ مجلس ينحاز إلى سلطة الشعب واستفادتهم التامّة قبل استفادته هو! من الممكن أن نشهد هذا اليوم قريباً في الأيام القادمة، فهي كفيلة بإظهار إن كان «بصوتك تقدر» عدم تمرير الميزانية إلاّ بتحسين المعيشة وزيادة الرواتب وإرضاء الشعب، أو يكونوا «بصوتك تقدر» إرضاء الحكومة وتمرير الميزانية بالتقشّف، وربّما قطع بعض الامتيازات عن المواطنين من علاوات وخلافه!
«بصوتك تقدر» هو المحك الرئيسي لمجلس النوّاب في الفصل التشريعي الرابع، فإمّا بصوتك تقدر أيّها المواطن قبل الانتخابات بتغيير كل شيء وإيصال الأصلح والأفضل والأكفأ والأقدر، أو بصوتك أيّها المواطن لا تقدر إلا إيصال من يُبلعكَ القهر ويزيدكَ همّاً على هم!