إن المستوى الثقافي يمثل أحد الساحات الرئيسة في تشكيل وعي المواطن بشكل وطني وديمقراطي لمواجهة منطق الطائفية والتمييز الطائفي ، وإبراز الوجه الحضاري الأكثر رقياً وحساً في وطننا ، وهذا الهدف النبيل لا يمكن بلوغه إذا ما أغفلنا حقيقة تدني الواقع الثقافي عندنا ، وأغفلنا النوافذ على عقولنا و أوصدنا الأبواب في وجه الإبداع والتطور والتنوع الثقافي. هل وزارة الإعلام والقائمين على شؤون الثقافة عندنا من مؤسسات وأفراد يدركون هذه الحقيقة ؟؟ أم أن صرخات بعض المخلصين لإنقاذ الوضع الثقافي ستضيع في البرية كما يقال ؟ أنه مجر سؤال ؟ ؟
الاستعمار والاحتلال في كل الأوقات وفي كل الظروف يعبر عن أدنى وأحط مستوى حضاري يمكن أن تبلغه الإنسانية. كما أن الموقف من هذا الاحتلال يكشف عن مدى الصدق مع النفس ومع المبادئ التي ندعي إيماننا بها. ترى هل موقف بعض القوى السياسية من الاحتلال الأمريكي ـ البريطاني للعراق الشقيق وفي محاولة إذلال وقهر شعبه هل يفصح هذا الموقف عن إيمان بمبدأ إنساني حضاري أم هو حسابات وأجندات سياسية وطائفية ؟ ؟