استنكار لإستمرار العنف الرسمي وقتل المواطنين واستهدافهم في حقوقهم
جماهير المعارضة تحتشد وتؤكد: الثورة البحرينية مستمرة في عامها الثالث ويستحيل التراجع
سنبني دولة للجميع دون وجود أسياد وعبيد
لم نذهب لحوار يكرس السلطات لأسرة آل خليفة وإنما لإنتزاع حقوق الشعب
شعب مستعد للتضحية على الدوام
بحرينيون احتشدوا في اعتصام الجمعيات المعارضة بجزيرة سترة أمس
«المعارضة» تحشد جماهيرها في اعتصام «صامدون» بجزيرة سترة
سلمان: لن نتوقف عن حراكنا السلمي الإصلاحي… ولن نقبل بحوار لا يستجيب لإرادة الشعب
أكد الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان أن الحراك السلمي والإصلاحي، لن يتوقف حتى يحدث التغيير، وينعم جميع شعب البحرين، بالكرامة والحقوق، وأن يكون مصدراً للسلطات، مشدداً على أن القوى المعارضة لن تتنازل عن هذه الحقوق بعنوان «الحوار» أو غيره.
وقال سلمان، في اعتصام نظمته الجمعيات المعارضة، عصر أمس الجمعة (3 مايو/ أيار 2013)، في جزيرة سترة، إنهم لن يقبلوا بحوار لا يستجيب لإرادة الشعب، مشيراً إلى أنهم ذهبوا للحوار من أجل «انتزاع» الحقوق للشعب.
وأوضح «نحن في القوى الوطنية المعارضة السياسية، مع الحوار الجاد الصادق الذي يوجد توافقاً سياسياً، على أساس احترام هذا الشعب، ويستجيب لإرادة الشعب، ولو كانت هذه الإرادة إرادة ظالمة لتوقفنا عن ذلك، ولكن عندما يكون هذا الشعب يريد المساواة، هل يجوز أن يقف الحوار ويقول لا، نريد التمييز، فهذا حوار مرفوض، الحوار الذي ينتقص من هذا الشعب وحقوقه، فهو حوار مرفوض. ذهبنا للحوار من أجل انتزاع هذه الحقوق، والتوافق على كيفية تنفيذها، لا للتنازل عنها».
وطالب السلطة والجهات الخارجية بألا تطلب من المعارضة التنازل عن حقوق الشعب، قائلاً: «لا يطالب أحد المعارضة بأن تتنازل عن حقوق شعبها، لا بعنوان حوار أو غيره، فنحن ننتمي لهذه الثورة وسننتمي للثورة».
وأردف «نجح الحوار أم لم ينجح، سنبقى في الساحات حتى تتحقق مطالبنا (…) لن نتوقف حتى نرى هذه الأرض ينعم فيها جميع أبنائها، سنة وشيعة، بالكرامة وبالحقوق وبوطن يحتضنهم».
وشدد على أن «الثورة السلمية الإصلاحية مستمرة حتى تغيير الواقع الذي تعيشه البحرين، وهو الواقع الفاسد والمستبد، ولن تتوقف الثورة بمجرد تغييرات شكلية أو سطحية، أو تغيير هذا المسئول بذاك المسئول، فالثورة مستمرة حتى نحصل على حقوقنا»، مشيراً إلى أن «نفس الشعب طويل، وسيستمر في حراكه في السنة الثانية والثالثة والرابعة وحتى العاشرة، وما بعد العاشرة، حتى يحصل على حقه، وينتزعه».
ورأى أن «هذا الشعب من حقه أن ينتخب سلطة تشريعية وتنفيذية، ويتمتع بسطة قضائية عادلة، وأن يشارك في الأجهزة الأمنية، في تكوينها وتشكيلها، وفي رسم سياستها، وتقرير ماذا تفعل من أجل حفظ هذا الوطن».
وأكد أن «الانتفاضة والثورة مستمرة حتى يحدث التغيير الذي يتمتع فيه المواطن بأن يكون مركزاً للسلطات، وتنتهي فترة الاستفراد بالسلطة… هذا الواقع الفاسد المرير انتهى بسقوط الشهداء والجرحى، ونحن على موعد من النصر بمزيد من الصبر».
وتحدث سلمان تحت عنوان «عدالة القضية والاستعداد للعطاء من أجلها»، مؤكداً أن المعارضة لم تظلم أحداً ولن تظلم أحداً، وقال: «نحن لم نكن نظلم أحداً من قبل، وعندما ثرنا لم نظلم أحداً، وإذا حدث خطأ فردي لا يمكن ولا يجوز أن يحمل الثورة، وأما الثورة في أهدافها وبرامجها وأنشطتها، فهي بعيدة عن الظلم بأي شكل من الأشكال».
وبيّن سلمان «نحن نناضل من أجل قضية عادية، محقة، ومطالب شعب ضرورية لا غنى عنها لأي شعب من أجل أن يتمتع بالكرامة والإنسانية في وطنه…».
وفي سياق كلمته، اعتبر أن «الثورة ليست صورة شخص أو جمعية أو فصيل سياسي بعينه، هي ثورة شعب بأكمله، والوفاق جزء من هذا الشعب، تخدمه، وتخدم الثورة وتشارك فيها، والقوى السياسية والشبابية فصائل من هذا الشعب، يخدمون الثورة ويعملون من أجل إنجاحها، وإيصالها إلى أهدافها الكبيرة».
وتابع أن «لا حساسية بين هذا الفصيل أو ذاك، الجميع ينشد الحرية والديمقراطية، والكرامة، ولذلك يا قيادات ويا شباب، ضعوا يدكم في يد بعضكم البعض… ولا تنشغلوا بالمعارك الجانبية، التي توجدها جهات مشبوهة بين حين وآخر، مستخدمة وسائل الاتصال الاجتماعي، لشغل الرأي العام هنا أو هناك، في قضية جزئية وفي سفرة هناك أو لقاء هنا».
ولفت إلى أن «الوفاق ومن خلفها الجمعيات السياسية، وقبلهم المرحوم الشيخ عبدالأمير الجمري، دخلوا من أجل هذا الشعب، ولم يأخذوا شيئاً لأنفسهم، وسيواصلون هذه المسيرة من أجلكم، وأحرم عليهم أن ينتفعوا من هذه الثورة بأي شكل من الأشكال، إلا عبركم، وعبر انتفاع بناتكم وأولاكم، وهذا هو النفع الذي نريد، وهذا هو النصر الذي نبحث عنه».
هذا وشهد الاعتصام الذي حشّدت المعارضة جماهيرها فيه، فقرة إنشادية، وقصيدة شعرية، إضافة إلى كلمة لبنت الشهيد جعفر الطويل، وأخرى لوالدة المحكوم بالإعدام علي الطويل، إلى جانب كلمة لجمعية «وعد» ألقاها نائب الأمين العام للجمعية يوسف الخاجة.
وقال الخاجة في كلمته إن أهالي سترة أعطوا قبل 12 عاماً درساً في الأخلاق والسمو على الجراح، من أجل أن يعيشوا ويعيش البحرينيون بحرية وكرامة، مؤكداً أن «البحرين للجميع وليس من حق أحد أن يتعامل مع ممتلكاتها كأنها عزبة له ولعائلته».
وتحدث عن العدالة والتنمية الاجتماعية، معتبراً أنهما «غائبتان في البحرين»، موضحاً أن «التنمية الاجتماعية والعدالة الاجتماعية غائبتان، ولذلك نرى أكثر من 55 ألف طلب إسكاني، ومئات المعتقلين وفي مقدمتهم الرموز السياسية، إضافة إلى الجرحى والمفصولين».
وأشار الخاجة إلى أن مطالب المعارضة «المشروعة» واضحة، وأكدت عليها وثيقة المنامة، مشدداً على رفض ما وصفه بـ «الخنوع والظلم»، ومطالباً بـ «الدولة المدنية الديمقراطية، دولة ليس فيها أسياد وعبيد، بل كلنا أسياد، والبحرين لكل أبنائها، وليس لفئة دون أخرى».