أبدوا تخوفهم من النتائج وطالبوا بفصل التعليم عن «الأحداث الأخيرة»
متفوقون: أسئلة مقابلات البعثات سياسية والنسبة ظالمة
أبدى عدد من المتفوقين من خريجي الثانوية العامة تخوفهم من نتائج توزيع خطة البعثات، معولين في ذلك على قرار وزارة التربية والتعليم الذي أقرته العام الماضي بشأن تدشين آلية جديدة للحصول على البعثة الدراسية تشمل مقابلة تخصص لها نسبة 40 في المئة، فيما تخصص النسبة المتبقية للمعدل التراكمي، ووصفوا النسبة «بالظالمة» كما رأوا أن بعض أسئلة المقابلة سياسية، والتي تقيس رأي الطالب وتوجهه وعدم قدرتها على تحديد كفاءة الطالب وتحديد مدى استحقاقه للبعثة الدراسية.
وطالبوا بإلغاء المقابلات أو تقليل النسبة و»تقنين» الأسئلة وحصرها في الأسئلة الأكاديمية والثقافية في أقل تقدير.
وإلى ذلك كان لـ»الوسط» يوم أمس الثلثاء (3 يونيو/ حزيران 2012) حديث سريع مع عدد من المتفوقين بشأن الموضوع ذاته، إذ قال المتفوق أحمد والراغب في دراسة الهندسة الميكانيكية إن أسئلة المقابلات تحمل ما وصفه بـ»المنحى السياسي بشكل مبطن تارة وصريح تارة أخرى»، ويعبر عن موقف الطالب من الأحداث السياسية، والبعض الآخر «تعجيزي» ولا يقيس كفاءة الطالبة وشخصيته ومدى استحقاقه للبعثة الدراسية.
وتابع بأن النسبة التي خصصتها الوزارة للمقابلة عالية جداً و»ظالمة» ومن شأنها أن «تظلم» أصحاب المعدلات العالية والذين جدوا للحصول على هذه النسبة طوال سنوات.
أما المتفوقة فاطمة فلم يختلف رأيها كثيراً، فقد رأت أن الأسئلة سياسية وأن الطالب يقف حائراً في الإجابة عليها خوفاً من خسران بعثته الدراسية، فيما عبرت المتفوقة زينب والحاصلة على نسبة تفوق الـ98 في المئة والراغبة في دراسة الطب عن تخوفها من نتيجة المقابلات والمترتبة عليها نتيجة البعثات ورأت أن النسبة المخصصة للمقابلة فيها «ظلم كبير»، وأبدت عدم ارتياحها للأسئلة التي وجهتها لها اللجنة المكونة من 3 أشخاص.
وقالت: «أعتقد بأن مثل هذه المقابلات تسهم بشكل مباشر في ضياع جهد الطالب وعلى وزارة التربية والتعليم إعادة النظر فيها لمصلحة الطلبة».
المتفوق أحمد والراغب في دراسة التربية في كلية المعلمين، رأى ضرورة فصل السياسة عن التعليم، مشيراً إلى أن وزارة التربية والتعليم تؤكد أن المقابلات من شأنها أن تساعد الطالب على تحديد اختياره فقط لا أن تحرمه البعثة، وعلق بأن ذلك غير صحيح ولو كان كذلك لما خصصت النسبة 40 في المئة للمقابلة ولكان دور مقابلات البعثات دور «استشاري» فقط وهو الأفضل على حد قوله.
واقترح أن تقوم الوزارة بتدشين محاضرات وورش عمل للمقبلين على التخرج بالتنسيق مع محاضرين من الجامعات والمؤسسات التعليمية تؤهلهم وتساعدهم على تحديد ميولهم.
أما المتفوقة روان والحاصلة على نسبة 91 في المئة فرأت أنه لا فائدة من المقابلات وأنها لا تقيس كفاءة الطالب ولا تركز على الجوانب المهمة وبعض أسئلتها سياسية، مبدية تخوفها من نتائج البعثات.
ورأى المتفوق علي الذي يرغب في دراسة المحاسبة بعد حصوله على معدل 96.6 في المئة، أن الأسئلة لا تتعلق بالنواحي الأكاديمية أو الثقافية أو تكشف ميول الطالب وأنه من الظلم أن تحدد 5 دقائق في هذه المقابلة مصير الطالب الذي اجتهد طوال سنوات.
يذكر أن إدارة البعثات والملحقيات بوزارة التربية قامت بإجراء المقابلات الشخصية للطلبة المتفوقين من خريجي المدارس الحكومية والخاصة من داخل وخارج مملكة البحرين الذين حصلوا على معدل تراكمي 90 في المئة فما فوق، أو ما يعادله، استقبلتهم 54 لجنة، يعمل فيها 162 عضوا يقومون بإجراء المقابلات، وذلك ابتداءً من الساعة الثامنة من صباح الاثنين 18 يونيو/ حزيران الماضي.
وذكرت «التربية» أن الطلبة الراغبين في التقدم للتنافس على البعثات الدراسية بلغوا (1331 من خريجي المدارس الحكومية، و378 من خريجي المدارس الخاصة)، وأجريت لهم المقابلات، كل بحسب المركز الذي حددته الوزارة له في إعلان سابق، وقامت الوزارة بتوفير مواصلات لطلبة المدارس الحكومية الذين يتبعون مراكز المقابلات التي هي من خارج منطقتهم، إذ حددت الوزارة 25 مركزاً لخريجي المدارس الخاصة، وسبعة مراكز للطلبة من خريجي المدارس الخاصة والطلبة من خارج المملكة.
وأشارت إلى أن عدد لجان المقابلات في المدارس الحكومية بلغ 43 لجنة عدد أعضائها 129، بينما بلغ عدد اللجان في المدارس الخاصة 11 لجنة يقوم عليها 33 عضواً.
هذا ويتنافس الطلبة على 2476 بعثة ومنحة دراسية سبق أن اعتمدها وزير التربية والتعليم ضمن خطة البعثات الطلابية للعام الدراسي 2012/2013.
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3588 – الأربعاء 04 يوليو 2012م الموافق 14 شعبان 1433هـ