وجه نائب رئيس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة يوم الرابع والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول 2011 للانتهاء من قضايا
المفصولين في القطاعين العام والخاص، وذلك تنفيذاً لتوجيهات عاهل البلاد، والأمر الصادر عن رئيس الوزراء.
كما وجه سموه بعقد اجتماع برئاسة وزير العمل رئيس اللجنة المكلفة بالنظر في قضايا المفصولين من جميع الشركات التي قامت بالفصل ممن انتهت اللجنة المكلفة بالنظر في قضاياهم والتوصية بإرجاعهم ورفع تقرير عن مدى تعاون الشركات في تنفيذ التوجيهات خلال أسبوعين.
ما هو في الأعلى جزء من خبر بثته وكالة أنباء البحرين (بنا)، فقد انتهت مهلة الأسبوعين ولم نسمع أي شيء جديد عن عودة المفصولين سوى أرقام ترمى هنا وهناك، لا دليل على صحتها، ولا صدقية لها.
حال المفصولين كما هو لم يتغير، وربما زاد سوءاً وتعقيداً مع تقادم الأيام، ومن الواضح أن ما كان يحدث ربما من أجل «الدعاية الإعلامية» فقط.
سألني أحد الزملاء وهو من المفصولين طبعاً من إحدى المؤسسات الحكومية، كيف تقرأ بيان نائب رئيس الوزراء؟ وهل سيتم إرجاع المفصولين بشكل كامل؟
قلت له صبراً، فقد تعلمنا من قبل أن مثل هذه الأمور لا يحكم عليها بسرعة، وستجد الكثير من المعوقات والتصريحات التي تلحقها، ومن ثم معايير جديداً، وأرقاماً مختلقة، ستنهي لك كل القضية في لمح البصر، عبر أوراق الصحف فقط.
لا تستعجل فقد قيل من قبل إن جميع المسرحين في القطاع العام عادوا لأعمالهم، وإن القضية منحصرة في بعض المسرحين فقط في شركات جارٍ حلها أو بالأحرى تسويتها.
لا تستغرب إن قرأت خلال الأيام المقبلة عنواناً كهذا «أنهينا أزمة المفصولين … وعاد الجميع لأعماله»، لا تستغرب إن وجدت من يحتفل بذلك، حتى وأن نفذ المسرحون عشرات الاعتصامات، قد يوصفون بعد ذلك بـ «مخربين» أو «مدسوسين».
انتهت المهلة ولا يعني ذلك أن الحياة توقفت، وبالتأكيد العمل جارٍ على قدم وساق لإرجاع المفصولين والجهود المبذولة «جبارة»، وستلحق تلك المهلة مهل غيرها، وتشكيل لجان لدراسة عمل اللجان السابقة، وإتمام عملها ومراجعتها.
وقد تحتاج القضية لرؤية واستراتيجية وخطة خماسية، وموازنة مالية، وكوادر فنية، وخبرة أجنبية، والاطلاع على تجارب غربية.
هذا هو حالنا، لن تجد لأي توجيه تنفيذاً، ولا تأخذ بأي تصريح على محمل الجد، وأقرأ التصريحات والأرقام مقلوبة لتتضح لك الصورة، حتى وإن قلت لكم: «مبروكين على عودة جميع المفصولين»
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 3353 – السبت 12 نوفمبر 2011م الموافق 16 ذي الحجة 1432هـ