مريم الشروقي
ما الحكاية؟ هل فعلاً ستنفجر حرب صاوية في محيط الخليج العربي؟ هل بالفعل هناك من التجّار من يقوم بسحب أمواله من منطقة الخليج إلى الخارج؟ هل يقرأ السياسي المحنّك الموقف ليرى حرباً ضروساً ستنشب بين إيران وبين الخليج العربي؟ من الذي يسعى إلى هذه الحروب أميركا أم حزب الله؟
لا نتمنّى الحروب ولا نريدها، ولا نتمنّى الثورات ولا نريدها، ولكنّها قضاء الله إن أراد لها فيقول كن فيكون، أما عن أميركا وحزب الله وإيران، فإنّنا نريدهم أن يتركونا في حالنا، فالمطالب التي يطالب بها الشعب هي مطالب شرعية، كوجود برلمان حر وحكومة منتخبة وتعديل الوضع المعيشي وإرجاع أملاك الدولة المسروقة، وأموال النفط التي لا ندري إلى الآن أين تذهب (على قولة المعاودة) ما دامت لا تدخل ميزانية الدولة!
لا إيران ولا حزب الله لهم شأن في البحرين، وقد يقول قائل بأنّ شأنهم هم الرافضة الصفويون الموجودون على هذه الأرض، وأنّ ولاءهم لإيران أكثر من البحرين وولاؤهم لحزب الله أعظم من ولائهم لقيادتهم، ولكننا على رغم هذا الكلام كلّه ننظر إلى المواطن العادي الذي تربّى في البحرين وعاش وشرب لبن البحرين، هذا المواطن الذي لا نجده يختلف عن أي مواطن آخر من طائفة أخرى، فالعادات واحدة والتقاليد واحدة وإن اختلفت هنا وهناك، والأعمق من ذلك هي السماحة واحدة، فلو توقّفت سيّارة أحدهم في الشارع هرع الجميع سواءً كان سنياً أو شيعياً أو بوذياً أو بهائياً أو يهودياً أو نصرانياً لمساعدته وتقديم يد العون له، فهل تغيّر هذا بعد الأحداث؟
هناك من يقول بأنّ هذا الكلام لا يُقنع، ونحن نقول بأنّ بيننا الأيام، فالبحريني بحريني، أصيل في الطباع وليس له وجهة إلاّ البحرين، وجوازه الأحمر على رغم من تزايده عند بعض الجاليات إلاّ أنّه متميّز بين يديه، ونحن نتكلّم عن الجميع وباسم الجميع، فالطائفة تذوب أمام حب الوطن، وما المطالبة بالحقوق إلاّ جزءًا من هذا الحب ومن العشم في التغيير للأفضل!
قيل لنا بأنّنا أوّل من سيُقتل إذا ما انتشر المد الصفوي، لأنّنا وببساطة وقفنا معهم، ونحن نقولها للجميع لم نقف مع أحد بل وقفنا مع وطننا البحرين، حتى لا ينهار ما بناه أجدادنا، ولا يتحطّم ما قام به آباؤنا من أجل الوحدة والكرامة، فمن يدافع عن الحقوق المدنية لابد أن نقف معه، لعلمنا بأنّ الحال لا يسر، وأن التغيير الطيّب لابد أن ينتشر ليعمّ الخير على الجميع، وأنّ أيادي الخبثاء والعابثين والفاسدين لابد أن تنتهي للأبد، لأن البحرين فيها خير كثير، ولكن الفساد أكبر من الخير كما ذكر ذلك ديوان الرقابة المالية ولجنة أملاك الدولة السابقة وغيرهما! إيران ليس بيننا وبينك إلاّ خليجنا العربي وليس الفارسي، ونحن نقول لكِ اتركي الخليج العربي في حاله ولا تتعدّي عليه لا باللفظ ولا بالفعل، وحزب الله شيعة البحرين ليسوا لكَ تبعا، وعندما قامت المظاهرات قامت بمطالب جوهرية، فلا تخرّب اليوم على الشعب طموحهم في الحصول على الحرّية والعدالة الاجتماعية والكرامة. انتهى الكلام وننتظر الأفعال!
تذكير لجمعيات ائتلاف الفاتح: ما هي الـ 80 % من المطالب التي اتّفقتم عليها مع المعارضة؟!