بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
نشر موقع (كتابات) يوم 14/5/2008 مقالا بعنوان (صدام حسين) للكاتب حمزه الكرعاوي فنّد فيه بالوقائع أكاذيب العملاء الطائفيين الباطلة عن الرئيس الشهيد صدام حسين. يبدأ الكاتب مقاله بالقول (أنا لم أكن بعثيا في يوم من الايام، ولم أتبنَ وادعُ للفكر البعثي، ولا إستلمت من صدام والبعث أي شئ في حياتي) ثم ينتقل الى إستعراض صفتين من صفات الرئيس صدام حسين حاول عملاء الإحتلال الإنتقاص منهما وهما شجاعته ووطنيته، ويسرد الكاتب أحداث ووقائع تثبت أن الرئيس الشهيد لم يساوم على وطنه ويخلص الى أن (صدام يعرف جيدا أن رأسه هو المطلوب فلو كان عميلا وجبان لضعف وهان أمام مطالبهم، وخلص رقبته، لكنه أبى، وختمها باحسن شئ، وهو الشهادة.) ثم يستعرض مواقف الرئيس صدام حسين الشجاعة ليخلص الى القول (صمد صدام صمود الابطال وسجل التاريخ له صموده، ولا يستطيع أحد أن ينكر هذا، والعراقييون الان يترحمون عليه).
وإذا تعيد شبكة البصرة نشر هذا المقال فإنها تدعو الشرفاء من أبناء العراق أن يواصلوا فضح الإحتلال وعملاء الإحتلال. إن قول الحقيقة وإنصاف أبطال العراق هي إحدى أمضى الأسلحة لهزيمة الإحتلال الذي هو الباطل بعينه. ومن عزّت عليه المقاومة المسلحة فليقل الحقيقة ولا يكتم شهادته، وليكن كحمزه الكرعاوي الذي قال (هذه شهادتنا قلناها لاننا رأينا بأعيننا خلاف ما قال المنافقون والكذابون).
وما النصر إلا من عند الله
وأدناه مقال السيد حمزه الكرعاوي
عندما نريد نكتب عن شخصية صدام حسين ونتناولها بكل أبعادها يجب أن نكون محايدين، وغير مقلدين لاحد، لان الله أمرنا بإعمال العقل والفكر، ولانكون مقلدين للاخرين، ولا نكون كالببغاء نردد ما يقوله الاخرون، سواء كان صدقا ومطابقا للواقع، أم كذبا ومخالفا للواقع ومجانبا للحقيقة.
وكل إنسان يريد أن يحقق ويتعرف على حقيقة ما، عليه أن يتجرد عن كل العوامل التي تجعله يزيغ عن قول الحقيقة، وعدم الوصول اليها، ولا يستشهد أو يأخذ بأقوال الذين يتواطئون على الكذب، لان دعواهم وأقوالهم تسقط أمام الحقيقة، ولا يصلح الاستشهاد بها كأدلة.
أريد أن أصرح وأبين حياديتي في هذا الموضوع، أنا لم أكن بعثي في يوم من الايام، ولم أتبنَ وادعُ للفكر البعثي، ولا إستلمت من صدام والبعث أي شئ في حياتي، وأنا من الذين حرموا أيام حكمه، وعشتُ في منزل من طين خال من التدفئة، والتدفئة في منزلنا هي (المنقلة) جمر الحطب، ولم يبنِ لي مدرسة صدام، حتى يجعلني متملقا، بل ذهبت الى المدرسة التي تبعد عن بيتي عشرة كليو مترات في البرد القارص مشيا على الاقدام، وعلى البايسكل اذا لم يكن الجو ممطرا، وأستعين بعض الاحيان بفرسنا حتى لا أتأخر وآكل الفلقة من المعلم، ولذلك قررت أن أخوض في هذه المسألة لقول وكشف الحقيقة التي يجب أن تُكشف.
لانحتاج في هذا المقام الى علم المنطق لاجل الاستدلال، والوصول من المعلوم الى المجهول، لانه لايوجد مجهول هنا، الذي يوجد هي حقائق وشهادات يجب إخراجها وقولها للناس، قبل أن نموت وتبقى بدون تدوين، ومن الناس وخصوصا العلماء منهم من يخشى الناس ولا يخشى الله، فيبقى مجانبا للحقيقة وكاتما لها خوفا من اللوم وربما الموت أحيانا، ولا عذر لهم هنا وعليهم قول ما يجب قوله حتى وإن ضحى بحياته اذا تطلب الامر وتوقفت عليه المصلحة، سواء كانت دينية أم لا.
وربما يعترض علينا معترضون، وكما إعتادوا على الشتم والصاق التهم جزافا، لكنني أقول لهؤلاء إلتفتوا وراءكم الى أصحابكم أين هم؟ وفي خدمة من؟ وبعد ذلك إعترضوا على ما تريدون الاعتراض عليه وهو حقكم، لكن يجب أن يحكم المنطق والعقل، لان الاجيال تطالبنا بكشف الحقيقة، وكشف شهادتنا وما راينا.
لا أريد أن أتكلم عن حكم صدام حسين للعراق ولا ما فعله، الذي أريد أن أتناوله في هذا المقام أمرين فقط وهما :
هل أن صدام حسين عميل أم لا؟.
هل أن الرجل جبان أم شجاع؟.
كانت تراودني فكرة الكتابة عن هذين الموضوعين منذ أن تم تنفيذ حكم الاعدام يوم العيد، لكن الظروف لم تسمح لي بذلك.
طبلت مجاميع ما يسمى (المعارضة) طيلة سنوات وقوفها في الطابور أمام الخارجية البريطانية والامريكية، وسفارات دول العالم، طبلت أن صدام حسين عميل لامريكا، وغير ملتفتين الى مكان وقوفهم، لكنني لا الومهم، وألوم الذين صدقوهم، وكما قلنا سابقا أن محمد العربي ص جاء بالاسلام ليخاطب العقل ويحارب الجهل، والقران يقول (اذا جاءكم فاسق بنبا……. الى اخر الاية)، والمنطق يقول (الخبر يحتمل الصدق والكذب) فهل فكرت الامة التي صدقت مقولة هؤلاء وهم في طابور العمالة والخسة، أن تسألهم أولا ماذا تفعلون هناك؟ وهل أفرزت الصدق من الكذب باستخدام العقل الذي أمر الله تعالى ونبيه الاكرم ان يستخدم ليكون الانسان خليفة لله في الارض، يفكر ويستنتج ولايكون بوقا ينفخ فيه الاخرون، لان الانسان اذا استخدم عقله لاتنطلي عليه ألاعيب المنافقين والمخادعين.
ولحد هذه اللحظة ونحن في السنة السادسة لاحتلال العراق، تغنى نفس الاغنية، وهي (النظام البائد، وصدام عميل، وهمش الشعب، وووو) والقوم ركعا سجدا لامريكا، لانها أوصلت أراذل القوم ليتحكموا بشرفاء العراق ومصيرهم، وبيع العراق وأهله مقابل نيل كلمة معتدل.
هل صدام حسين جبان؟.
الجواب : لا، صدام حسين رجل شجاع في كل أيامه التي عاشها الى رحيله عن هذه الدنيا.
الادلة : طبعا نستعرض جزءا منها لضيق المقام، وهي كافية وتدلل على خلاف ما قاله الاعداء، لان شهادتهم ساقطة امام منطق العقل، ولانهم كذابون، وهم في العمالة غاطسون (لاتنه عن خلق وتاتي بمثله عارعليك اذا فعلت عظيم).
الدليل الاول : صدام حسين ابن قرية، والقرى في العراق كانت مظلمة ولا توجد فيها إنارة، اي بخلاف ابن المدينة، ويختلف ابن القرية عن ابن المدينة، ويكتسب شجاعته من المجتمع الذي يحيط به، ومن الظلام الحالك، فإبن المدينة اذا انقطعت الكهرباء لايستطيع أن يخرج من باب الدار، بخلاف ابن القرية الذي تعود على الظلام، وعاش مع الحيوانات المفترسة، وكل حياته محفوفة بالمخاطر، والثارات العشائرية، اضافة الى الحراسة في الليل المظلم.
الدليل الثاني : كان صدام ايام النضال السلبي مطاردا من قبل الحكومات في العراق، وكان متخفيا في الصحراء، والغابات، وشارك في عمليات إغتيال ضد عبد الكريم قاسم، وجرح، وتخفى، وعبر الحدود مع سوريا، وحفة به كل المخاطر.
الدليل الثالث : شارك في القتال في حرب ايران، ووصل الامر الى أن تحاصر الوحدة العسكرية التي هو فيها، وقاتل في المعركة، وفي السلاح الخفيف، فلو كان جبانا لم يصمد، ولم يذهب الى الخطوط الامامية ويقاتل.
نكتفي بهذه الادلة التي من خلالها أثبتنا أن الرجل شجاعا، واسقطنا شهادة المنافق موفق الربيعي، ومثل هذا لايعتد بشهادته لانه أوسخ إنسان على وجه الارض، فضلا عن أنه غير محايد، وذيل من ذيول الاحتلال.
هل صدام حسين عميل؟.
لايوجد للعمالة مصداق ينطبق على غير سكان المنطقة الخضراء، ولا لها لون وطعم ورائحة، هي الركون للمحتل الغازي.
هل رأينا صدام في البيت الابيض؟، الذين رأيناهم هم الذين قالوا أن صدام عميل لامريكا، ياللمهزلة، واذا قال لنا أحد أن صدام استقبل رامسفلد أثناء الحرب العراقية الايرانية، واشترى الاسلحة من امريكا.
فنقول هناك فرق بين رئيس الدولة وبين التابعين للمحتل، واستقبال رامسلفد مثل استقبال العرب في صدر الاسلام الاول وما بعده لرسل الاعداء لنقل الرسائل، وشراء الاسلحة، يقابله شراء ايران اسلحة من اسرائيل، وخير دليل فضيحة (ايران جيت) فلا حجة لكم علينا في هذا الامر.
مسألة الحفرة أو القبو الذي أُسر فيه صدام حسين، هو خندق في المعركة التي كان صدام وغيره من العراقيين يستخدمه لمقاومة الاحتلال، وهو اسير حرب وليس القاء القبض عليه بدليل أن القاء القبض يجب أن يصدر من قاضي شرعي في ظروف طبيعية، لا من جهة محتلة للبلد.
صدام حسين أسير حرب تم انتهاك اتفاقيات جنيف بمهزلة المحاكمة التي تم تمثيلها لشرعنة احتلال العراق، وأن هؤلاء هم حكومة والخ من المهازل التي لا زالت مستمرة.
عندما ذهب بول بريمر مصطحبا معه كلابه ليتعرفوا على ان هذا الاسير هل هو صدام أم لا؟ كما قالوا، هذا كذب لم يذهبوا للتعرف عليه، لان صدام غني عن التعريف، ويعرفه العالم كله، ذهبوا للشماتة، وليقولوا أننا انتصرنا وتحقق أحد أهداف أمريكا، لكن ماذا حصل هناك؟.
حصلت فضيحة عندما سأل موفق الربيعي صدام، وقال له لماذا لم تقاتل؟ فقال له صدام وهل قاتلت أنت (انت تعرف إتكاون) فنسي نفسه الربيعي وقال نعم، فقال صدام اين قاتلت؟ فقال الخاسئ في ايران -اي ضد العراق – طبعا كذب لانه ليس رجل قتال حتى وان جاء معه أشجع الشجعان، وبعدها أحسن أن صدام استدرجه، وقال لصدام أنا أسألك لاتسألني.
زاره دونالد رامسفلد، وقال له نستطيع أن نخلي سبيلك اذا اصدرت بيان واوقفت المقاومة، ونرتب لك لجوء الى الدولة التي تريد، فقال له صدام توقعتك أن تعتذر مني لان قواتك احتلت بلدي، لا أن تضيفني الى قائمة العملاء، فقال رامسفلد، نحن امرنا جلال طالباني أن يعترض على اعدامك.
صدام يعرف جيدا أن رأسه هو المطلوب فلو كان عميلا وجبان لضعف وهان أمام مطالبهم، وخلص رقبته، لكنه أبى، وختمها باحسن شئ، وهو الشهادة، ألم يردد فقهاء السراديب (اللهم أرزقنا حسن العاقبة) فحسن العاقبة شاهده العالم كله عندما وقف على منصة الاعدام.
ولو افترضنا أن صدام قتل وذبح شعبه حسب ما ينعق وينهق سكان المنطقة الخضراء فالشهادة في سبيل الوطن تكفي ويحاسب الرجل على أعماله الاخرى وامره الى الله.
أولاده وحفيده قاتلوا واستشهدوا، فماذا قدمتم انتم لانفسكم، ولانريد منكم أن تقدموا للعراق شئ، الذي نريده منكم أن ترفعوا الاهانات عنكم اليومية من قبل جنود الاحتلال.
صمد صدام صمود الابطال وسجل التاريخ له صموده، ولا يستطيع أحد أن ينكر هذا، والعراقييون الان يترحمون عليه، وتعجبت من كلام صدام عندما قال لرامسفلد أتحداك أن تجرى انتخابات حقيقية، وانني سافوز فيها، وتاكدت من انه متاكد عندما سمعت كل العراقيين يترحمون عليه حتى في الاهوار قال احدهم النظام افضل واشرف من هؤلاء الحرامية.
انتهاك تعاليم الاسلام يوم العيد :
الموت يجب أن يحترم ويأخذ الناس منه العبر، لانه انتقال من حياة الى أخرى، وفي اسلام محمد ص لايجوز الضحك خلف جنازة، المهم تبينت ضحالتهم عندما قالوا صلوا على محمد ص، والمعروف عند المسلمين أن الذي يريد ان يجهز على عدوه يقول الله اكبر، وهم جبناء لانه واحد وهم مجموعة محمية من قبل قوات الاحتلال التي تراقب من الخارج، وتضحك عليهم وهم يظنون أنهم هم الذين ينفذون الاعدام، ومنهم من أخذ يرتعد من صدام، وأحدث بعضهم (بال في ملابسه) والرجل مقيد، وكانت شجاعته أن قال لهم هي هذه المرجلة؟.
وقف كالاسد ورفض ان يلبس قناع الموت الذي كشف كذب موفق الربيعي، والذي فضحهم بيع الشريط المصور لوسائل الاعلام، فلو كانوا رجال فعلا، لاخفوا التصوير أو لم يصوروا لكن الله اراد أن يفضحهم، وادانهم من استخدمهم ووصفهم بالهمج الرعاع، وأدان عملهم القاضي حكمه.
سقطت جثة صدام وانتهكوا اسلام محمد ص عندما رقصوا وتخاصموا عليها، والنبي يقول (لاتجوز المثلة ولو بالكلب العقور) والامام علي ع، قال للحسن (الله الله باسيركم فان مت فضربة بضربة ولا تمثلوا بالرجل وذكرهم بالحديث اعلاه) وان شفيت من ضربتي هذه أنا ولي امره.
أقول العربي صقر لاينقر الجثة اذا سقطت الذي ينقرها الغراب، والعربي صاحب مبادئ وشيم، اذا وجد خصمه نائم يوقظه ليدافع عن نفسه، واذا سقط سيف عدوه ينتظره الى أن ياخذ سلاحه، هذه ليس من عاداتنا نحن العرب، جاءتنا من الخارج.
لو كان صدام حسين في بيتي وهو عدوي لم اسلمه لامريكا مهما كان الامر، وسلام على الامام السجاد عندما قال (والله لو إئتمنني قاتل ابي الحسين بالسيف الذي قتل به والدي لاديت الامانة) هل انتم من أخلاق اهل البيت بشئ؟.
هذه شهادتنا قلناها لاننا رأينا بأعيننا خلاف ما قال المنافقون والكذابون.
قالوا صدام عميل وهم في أحضان من احتل العراق، وياليتهم عملاء كباقي عملاء امريكا الاخرين، لم يلقوا اي إحترام ممن استخدمهم.
بالامس رايت صورة على أحد المواقع بانت لي وكأنها فك لكلب أجرب أجلكم الله واذا بها صورة جانبية لعبد الانكليز لعنة الله عليه.
وأخرى لشخص جالس قربه لم أره من قبل، وبقيت أركز على الصورة، ورأيت على الطاولة سدارة سوداء واذا بها سدارة الخرف زعيم جبهة المرافق الهاشمية أجلكم الله.
فليشتم من يريد ان يشتم طريقنا هو فضح كل عميل وخائن وجاسوس ومنافق لان القران لعنهم على لسان رسوله ص، وشرعا لا كرامة لهذا النوع من البشر.
نشر في : شبكة البصرة