مريم الشروقي
قرأنا في الصحف المحلّية ادراج هيئة مكتب مجلس النواب طلب إسقاط عضوية النائب أسامة مهنا التميمي من مجلس النواب، الموقّع من قبل 25 نائباً، على جدول أعمال جلسة النواب اليوم الثلثاء (6 مايو/ أيار 2014)، للتصويت على إحالته للجنة الشئون التشريعية والقانونية في المجلس.
القضية ليست قضية العضو أسامة التميمي، وليست قضية تشريع شُرّع بعيدا عن مجلس منتخب لصياغة الدستور واللائحة الداخلية، لكن القضية أكبر من ذلك بكثير، فمجلس كهذا المجلس تركَ موازنة الدولة ومليارات المليارات والأراضي المسلوبة بشهادة من كان بالمجلس السابق، وكذلك ترك أموال النفط وفساد ( ألبا/ ألكوا)، ليتحرّك بكل قوّته من أجل اسقاط جنسية العضو أسامة، آسفة… من أجل اسقاط عضوية وليس جنسية العضو أسامة، مع اننا نقول إن الاسقاط ليس بغريب عليهم!
لماذا لم يتحرّك الـ25 عضوا من أجل ابتسامة وزير المالية وهو يستهزئ بهم وعموم الشعب البحريني حول أموال النفط الـ16 مليارا التي تكلّم عنها العضو العمادي؟! ولماذا لم يستأسدوا على هذا الوزير الذي ضيّع أموال الشعب والبلد؟! أين الرجولة في سرقة أوراق العضو أحمد قراطة لاستجواب وزير المالية؟! الظاهر أنّ كاميرات المجلس معطّلة ولا ترى الاّ ما يريد البعض أن يرا. أين قوّتكم يا الـ25 عضوا في زيادة رواتب المواطنين ولو باليسير؟! جلّ ما تستطيعونه اسقاط عضوية أسامة التميمي فقط، وكما قلناها لكم سابقا «أبوي ما يقدر الاّ على أمي»؟! هل من شيم العرب التغاضي عن أملاك الدولة وأموالها التي لا تريدون استرجاعها، والالتفات الى بعضكم البعض؟!
المضحك في الأمر هو انّ أسامة التميمي انتخبه الشعب ولا يسقطه الاّ الشعب، وليس أعضاء مجلس النوّاب، ففي العالم أجمع لم نسمع عن عضو ينزعج منه زملاؤه النواب، ويوقّعون من أجل اسقاط عضويته، ألِهذا الحد أزعجكم صوت التميمي وهو فرد وأنتم جماعة؟! وكذلك تم التوقيع ولم نعرف سبب اسقاط العضوية الاّ عن تصرّفاته؟! فماذا عن تصرّفات الآخرين تجاهه؟!
نطالب الأعضاء الموقّعين على كشف المستور، فالتميمي وقف مع الشعب في كثير من المطالب الشرعية، وكذلك نطلب منهم أو من المواطنين المتابعين للتميمي عرض فيديو لكل مطالب قدّمها التميمي أو وقف وقفة مشرّفة تجاه الفساد، حتّى يتبيّن لنا سبب انزعاج الـ25 عضوا منه.
في المجالس الأخرى وصل النقاش بين الأعضاء الى حد الشجار والضرب بالايدي، حتى في الدول المتقدّمة، ولم نسمع باسقاط عضوية النائب، أما في البحرين فانّ الأعضاء حساسون جدا جدا من الكلام، ولم نجدهم حسّاسين في الحفاظ على قسمهم بالدفاع عن حقوق المواطن الشاقي!
ما أجمل مجلس نوّابنا البحريني! فما ان سلّطوا التوقيعات على العضو أسامة، فاننا علمنا علم اليقين سقوطه مقدّما من دون دفاع ولا البحث في المواد التشريعية من أجل عدم سقوطه، بل نحن نعتبر سقوط هذا العضو بدأ منذ أول تصريح له بمحاسبة من يحاول العبث في تغيير نتيجة الانتخابات التي دخلها سواء بالاغراء أو بالتوجيه! يا رئيس المجلس قلت في يوم من الأيام «واذا بُليتم فاستتروا»، ونحن نقول لكم اذا بُليتم بأعضاء مقدّمين لاسقاط عضوية عضو آخر من دون التوقيع على كشف الفساد واستجواب الوزراء، فاستتروا يرحمكم الله!
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 4259 – الثلثاء 06 مايو 2014م الموافق 07 رجب 1435هـ