مريم الشروقي
بصراحة السؤال للحكومة وللمعارضة، ماذا تريد الحكومة؟ وماذا تريد المعارضة؟ وأيضاً السؤال للشعب: ماذا يريد الشعب؟ فلقد طال أمد الأزمة السياسية منذ 2011، واليوم نحن نراجع ما حدث، سواء من الناحية السلبية أو الإيجابية.
ماذا تريد الحكومة؟ نعتقد أنّ الحكومة تريد الأمن والأمان والاستقرار السياسي والاقتصادي للبحرين، كما تريد إرجاع الاستثمار، الاستثمار في المال والطاقات البشرية والثقافة والتعليم والاقتصاد.
حسناً.. ماذا تريد المعارضة؟ هي الأخرى نعتقد بأنّها تريد الأمن والأمان والاستقرار السياسي والاقتصادي للبحرين، كما إنّها تريد أن يرجع الإستثمار على أبناء البلد، وأن يكون الاستثمار في المال والطاقات البشرية والثقافة والتعليم والاقتصاد.
وأخيراً، ماذا يريد الشعب؟ آه الشعب.. الشعب يريد الأمن والأمان والإستقرار السياسي والاقتصادي للبحرين، كما يريد راحة البال من دون قروض أو ديون أو ضرائب تثقل كاهله، فأي شعب من الشعوب يريد لقمة العيش والكرامة والرفاهية، وبهذا يكون أكثر الشعوب سعادةً.
اتّفق الجميع بأنّه يريد الأمن والأمان والاستقرار السياسي والاقتصادي للبحرين، فلماذا لا نتّفق على آليةٍ تجعلنا جميعاً راضين ومتعايشين؟ ولماذا لا نُنهي الأزمة بمصالحة ونقاش وحوار جاد ليُخرجنا من أي أزمة موجودة أو مستقبلية.
تنوير البصيرة هو مصطلح استخدمه الإخوة في إيرلندا الشمالية، جعلت من الحكومة والمعارضة والشعب يوقّعون على اتفاقية الجمعة الطيّبة سنة 1998، ومن هناك أصبحت لدى شعب ايرلندا الشمالية معايير من أجل السلام والتنمية المستدامة.
عندما نقول تنمية مستدامة لا نعني مصطلحاً برّاقاً جميلاً يكتب على الورق، بل نحتاج إلى تنمية مستدامة فعلاً وواقعاً للجميع، فالتنمية هي أصل كلّ شيء، فهي أصل الاستثمار في المال وفي الطاقات البشرية، وفي الثقافة والاقتصاد، وفي التعليم والسياسة.
ماذا نريد من أجل الوطن، فالجميع يخسر حالياً، وغير صحيح من يقول ليس لدينا أزمة، فعندما نجد بأنّ هناك استنفاراً أمنياً فحتّى الصغير يعلم بأنّ هناك أزمة، وعندما لا نريد التوجّه إلى شارع البديع بسبب منطقة الدراز في الدخول والخروج نعلم أيضاً بأنّ هناك أزمة.
ولا أحد يستطيع مساعدتنا إلاّ نحن، عندما ننشر ثقافة التعايش والسلام فيما بيننا، ونضع الحلول على الطاولة من أجل المصالحة ومن أجل الوطن، فليس هناك أفضل من الأمن والأمان والإستقرار والاستثمار.
أحد الأخوة بسّط لنا الموضوع وقال: هل يمكن أن تلعب تنس أرضي لوحدك من دون وجود شخص في الجهة المقابلة؟ هل تستطيع بيع هاتف نقّال من دون وجود أحدٍ يشتري الهاتف؟ هذه معادلة أبسط من البسيطة، وبالفعل لا نستطيع التحدّث أصلاً مع أنفسنا، بل دائماً نريد من يستمع لنا، هذه هي الطبيعة البشرية.
الوقوف من بعيد ورؤية الأطراف لا تتصالح لا يفيد أحداً، والوقوف من بعيد والاستفادة من عدم المصالحة أيضاً لا يفيد أحداً إلاّ المتمصلح الفاسد، ولكن الدخول في «المعمعة»، والتحدّث عن الخطاب السلمي وخطاب المصالحة سيفيد الجميع، نحن والأجيال القادمة.
فدعونا نقدّم المصالحة لكل ابنٍ من أبناء البحرين من أجل التعايش والقبول بالآخر، ونحن على أبواب خوض انتخابات جديدة في 2018 ونريد من الجميع المشاركة، لا جهة واحدة فقط. نتمنى ذلك.