أصدر المؤرخ الإسرائيلي شلومو ساند كتابا تناول فيه مسألتين أساسيتين لا يمكن في نظر اليهود أن تخضعا للنقاش او الجدل اولاهما ان كل اليهود يرجعون الى أصل واحد بغض النظر عن الاختلاف في اللون والشكل وثانيهما ما يسميها اليهود «قضية الشتات» التي يدحضها المؤلف تماما.
وفي الكتاب الذي توقع مراقبون أن يثير الكثير من الاعتراضات والذي حمل عنوان «متى وكيف نشأ الشعب اليهودي؟» يطرح استاذ التاريخ الإسرائيلي في جامعة تل ابيب السؤال التالي «إذا كان أغلب اليهود لم يغادروا فلسطين أبدا فما الذي حدث لهم؟»
ويجيب بقوله «لم يبق شعب من الشعوب خالصا وان احتمال ان يكون الفلسطينيون منحدرين من مملكة يهوذا القديمة ثم تحولوا الى الاسلام – هو اكبر من احتمال ان يكون الاسرائيليون من احفاد سكانها.
* تشكيك
ويضيف إن زعماء الصهيونية الأوائل حتى ثورة العرب (من عام 1936 الى عام 1939) مثل بن غوريون وبن زفي كانوا يعرفون انه لم يكن هناك نفي وأن الفلسطينيين هم سكان يهوذا.
اما عن تفسير وجود الكثير من اليهود في اقطار العالم فهو يعود استنادا الى الكتاب الى عملية التهويد التي قام بها اليهود اذ في القرون التي سبقت ظهور المسيحية مباشرة كانت اليهودية تقوم بالتبشير بشكل نشيط حين كانت تبحث عن متهودين خلافا للمعتقد السائد وهذه الحقيقة اكدتها الادبيات الرومانية.
يقول الكاتب إن اليهود لم يتشتتوا على أيدي الرومان وإنما على العكس اذ بقي اليهود في ارضهم ولم يتعرضوا للشتات.
* فكرة كاذبة
واضاف نتيجة لذلك فإن فكرة الرجوع الى الوطن التي تتبناها الحركة الصهيونية هي فكرة كاذبة ولا اساس لها تاريخيا.
وتابع إن وصف اليهود بأنهم مترحلون ومنعزلون وصلوا الى اطراف الارض ثم بعد ظهور الصهيونية رجعوا الى وطنهم الوحيد جماعات هو «ميثولوجيا قومية» مضيفا ان اليهود قاموا بمثل ما قامت به بقية الحركات القومية الاوروبية التي صنعت لها عصرا ذهبيا وصنعت لنفسها تاريخا بطوليا لتثبت ان شعوبها كانت موجودة منذ بدء التاريخ فكذلك اليهود صنعوا لهم تاريخا قوميا يرجع الى دولة داوود الاسطورية، وقال «انا لا اخشى من أن أكون من الخزر ولا أخشى من تقويض وجودنا ولكن الذي يقوض وجودنا اكثر هو طبيعة دولة إسرائيل التي يجب ان تصبح دولة مفتوحة متعددة الثقافات وأن تكون دولة لكل سكانها»
وأضاف «اننا يجب ان نعمل بجد لتحويل بلدنا الى جمهورية اسرائيلية حيث العرق والدين ليس لهما دور في نظر القانون وإذا كنت فلسطينيا فإنني سأثور على دولة مثل هذه مع أنني لست عربيا بل إسرائيلي»
النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية يوم الجمعة 14 نوفمبر 2008