منصور الجمري
مؤتمر «أمن الخليج العربي» الذي افتتح أعماله أمس الثلثاء (12 يونيو/ حزيران 2012) في فندق السوفتيل شهد كلمات افتتاحية بعضها كان يصف الوضع الحالي وطبيعة التهديدات، وبعضها ربما خرج من إطار التحليل الواقعي إلى إطلاق عبارات غير ملائمة ولا يتوقع صدورها ممن يتسنم موقعاً رسمياً.
القائد الجديد للأسطول الأميركي الخامس (المتمركز في البحرين) الأدميرال جون ميلر تحدث أمس في الجلسة الافتتاحية، ولربما أنها أول مرة يتحدث فيها بعد تسلمه مهامه، ولكنه كان لبقاً في مداخلته، وتطرق إلى الأهداف المعروفة للأسطول والمتمثلة في حماية تدفق الطاقة عبر مضيق هرمز، ومكافحة الإرهاب والقرصنة والإتجار بالمخدرات، والتعاون الوثيق مع الدول الصديقة.
رئيس مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة محمد عبدالغفار أشار إلى «التحولات التي يشهدها العالم العربي ومناطق أخرى من العالم تحتم على الدول والمنظومات الإقليمية مواجهتها باستراتيجيات مستحدثة تتواءم وعظم تلك التحولات»، واستذكر ما حدث من حراك طلابي – شبابي في أوروبا في نهاية الستينات من القرن الماضي، وكيف أن تلك الانتفاضة التي قادها الشباب أحدثت نقلة فكرية، لأنها مثلت نقداً للمدارس الفكرية التقليدية «التي لم تتمكن من مواكبة المستجدات آنذاك»، وهي إشارة في مكانها لأن عالمنا العربي يمر بقضايا مماثلة حالياً.
وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة تحدث عن الأوضاع الإقليمية، واعتبرَ «التطرف المذهبي من أبرز مهددات أمن الخليج في ظل وجود أطراف دولية تغذي هذا التطرف وتدعو للتفرقة وتعمل على تسييس الدين واستغلال المذاهب لمبتغيات سياسية متطرفة خلقت حالة من الإرهاب تتبناه بعض الأطراف، وهو ما يشكل تحدياً أمام إقامة الدولة العصرية المتسمة بالتعايش السلمي بين مختلف مكوناتها». والتطرق إلى موضوع التفرقة أمر مهم ويحتاج إلى بحوث معمقة ومدركة لمخاطر التمزق المحتملة، وما يترتب عن ذلك من ضياع هوية الدولة الوطنية بسبب طغيان الانتماءات الفرعية.
هناك موضوعات مهمة على المستوى البعيد، وخصوصاً أن هناك توجهاً نحو المنطقة التي ستأخذ موقعاً من منطقة الشرق الأوسط في العقود المقبلة، وهي منطقة المحيط الهادئ، والتي تمتد من غرب الأميركتين (الشمالية والجنوبية) إلى شرق آسيا، وهذا يعني فيما يعني، أن الترتيبات الحالية للأمن الإستراتيجي تحتاج إلى تطوير يناسب انتقال مركز الثقل العالمي إلى مناطق أخرى.