وزير الداخلية: التطرف المذهبي أبرز تهديد لأمن الخليج
انطلقت أمس (الثلثاء) فعاليات مؤتمر «أمن الخليج العربي: الحقائق الإقليمية والاهتمامات الدولية عبر الأقاليم»، والذي ينظمه مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة DERASAT بالتعاون مع المعهد الملكي للدراسات الدفاعية والأمنية بالعاصمة البريطانية لندن RUSI، يومي 12 – 13 يونيو/ حزيران 2012 بفندق سوفتيل بمملكة البحرين.
وقد افتتح بحضور مستشار جلالة الملك للشئون الدبلوماسية ورئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة محمد عبدالغفار، و بحضور وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني، وقائد الأسطول الأميركي الخامس الأدميرال جون ميلر، ومدير دراسات الأمن الدولية بالمعهد الملكي البريطاني للدراسات الدفاعية والأمنية جوناثن آيال، والكثير من الشخصيات المدنية والأمنية والسفراء والإعلاميين.
وفي كلمة افتتح بها عبدالغفار فعاليات مؤتمر «أمن الخليج العربي: الحقائق الإقليمية والاهتمامات الدولية عبر الأقاليم» أكد مستشار جلالة الملك للشئون ضرورة التعامل مع التحولات التي يشهدها العالم العربي ومناطق أخرى من العالم باستراتيجيات مستحدثة تتواءم وحجم تلك التحولات، وخصوصاً أن بعض تفاعلاتها أصبحت تؤثر على الأمن الداخلي والأمن الإقليمي لدول مجلس التعاون.
ورأى عبدالغفار أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى دول مجلس التعاون للانتقال من مرحلة التعاون إلى الاتحاد جاءت لتعكس تحولاً في الفكر الإستراتيجي لدول المجلس بما يتناسب مع متطلبات الأمن الوطني والأمن الإقليمي لهذه المنظمة الإقليمية المهمة.
وقال: «إن انتقال دول مجلس التعاون الخليجي من مرحلة التعاون إلى الاتحاد يمثل توجهاً إستراتيجياً لدى قيادات من دول مجلس التعاون بدعم من شعوبها التي تطمح إلى تحقيق التلاحم في مواجهة تحديات مشتركة جديدة لم تألفها المنطقة من قبل، فضلاً عن أن تلك الدعوة تعد إدراكاً واعياً بعمق التحولات الراهنة لهذه الدول التي يجمعها هدف ومصير واحد».
وأضاف عبدالغفار «ان المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة لا تقل أهمية عن التطورات السياسية؛ ما يحتم على دول المجلس أن تبادر إلى تطوير برامج التنمية البشرية وتبني الإصلاح الاقتصادي الشامل، والاهتمام بقطاعات الثقافة والتعليم؛ إذ إن دولنا أحوج ما تكون إلى نهضة فكرية تسهم في وضع أسس جديدة لحراك مجتمعي قادر على الانعتاق من الموروثات السلبية المؤثرة على تماسك المجتمع، وطرح معطيات جديدة تتناسب مع مستوى التحولات التي تمر بها المنطقة».
وأكد مستشار جلالة الملك للشئون الدبلوماسية رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة ان قضايا الأمن في منطقة الخليج العربي تتبدل وفقاً للمتغيرات الإقليمية والدولية التي تتفاعل مع ما يجري في هذه المنطقة من تجاذبات واستقطابات لضبط مصالح القوى الفاعلة على ساحة هذه الرقعة الجغرافية المهمة.
وقال إن التحولات التي يشهدها العالم العربي ومناطق أخرى من العالم تحتم على الدول والمنظومات الإقليمية مواجهتها باستراتيجيات مستحدثة تتواءم وعظم تلك التحولات، وخصوصاً أن بعض تفاعلاتها أصبحت تشكل مهددات للأمن الداخلي والأمن الإقليمي لدول المجلس.
وقال وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة في كلمته، إن «الأوضاع الإقليمية التي نشهدها وعدم الاستقرار في بعض الأنظمة وصعود تيارات وتراجع تيارات أخرى، شجّع بعض الدول ذات المطامع التوسعية على التمدد إقليمياً وإعلامياً وعسكرياً مستغلة الاضطرابات والتوترات».
واعتبرَ الوزير «التطرف المذهبي من أبرز مهددات أمن الخليج في ظل وجود أطراف دولية تغذي هذا التطرف وتدعو للتفرقة وتعمل على تسييس الدين واستغلال المذاهب لمبتغيات سياسية متطرفة خلقت حالة من الإرهاب تتبناه بعض الأطراف، وهو ما يشكل تحدياً أمام إقامة الدولة العصرية المتسمة بالتعايش السلمي بين مختلف مكوناتها».
من جهته، تحدث الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني عن دور منظومة التعاون الخليجي في حفظ أمن واستقرار الدول الأعضاء وكذلك الانتقال إلى مرحلة الإسهام الفاعل في الأمن العربي والإقليمي.
وأكد الزياني أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية بات بعد مرور ثلاثة عقود على تأسيسه أكثر قوة ويتحدث بلغة واحدة في معظم القضايا الإقليمية والدولية ويقوم بدور مؤثر وفاعل إقليمياً ودولياً، مبيناً أن «دول التعاون تؤمن بأن أي اعتداء على أية دولة من دول المجلس يعتبر اعتداء على منظومة واحدة ويتم التعامل مع الاعتداءات بالتنسيق والتكامل والتشاور.
وتناول قائد الأسطول الأميركي الخامس الأدميرال جون ميلر موضوع التعاون بين مملكة البحرين ودول الخليج والقوات الأميركية، للحفاظ على أمن المياه وضمان تدفق الملاحة وحركة السفن في بيئة آمنة ولاسيما مع تنامي ظاهرة القرصنة والإرهاب ويرى الأدميرال ميلر أن العمل المشترك كفيل بالسيطرة على تلك الظواهر.
بعدها بدأت جلسات المؤتمر لمناقشة محاور مختلفة بدءا بجلسة عن السياسات الأمنية الغربية في منطقة الخليج العربي التي ناقشت تعزيز آليات التعاون بين هذه الدول في ظل بروز المستجدات التي تشهدها المنطقة العربية، وتناولت العلاقات المستقبلية بين الولايات المتحدة وبريطانيا والخليج ودور الغرب ومشاركته في استقرار منطقة الخليج ومدى تأثر العلاقات التاريخية بالتطورات والأحداث الأخيرة في المنطقة العربية, وما إذا كان الغرب لايزال يملك المقومات لأن يكون الضامن الأمني للمنطقة.