عبد الكريم الخزرجي
بغداد هي اكبر مدن العراق وثاني اكبر المدن في الوطن العربي، بناها الخليفة المنصور في القرن الثامن، واتخذها عاصمة للدولة العباسية فكانت اكبر مراكز العلم على تنوعه واختلافه في العالم ومركز علماء العالم والدارسين على مر العصور وكانت تاج على رؤوس العالم الذي كان يعيش أنذاك في ظلام دامس في ظل خلافة هارون الرشيد ويعتبر عصر بغداد الذهبي، حتى غزاها المغول التتارعام 1258م حتى بداية القرن السادس عشر حيث تنافس على احتلال بغداد العثمانيون والصفويون ورزحت بغداد تحت ظل العثمانيون قرابة اربعة قرون ابتداء من عام 1535م حتى سيطرت الانكليز عليها عام 1917م واضحت تحت الانتداب البريطاني، ثم عاصة للمملكه العراقية عام 1921م والجمهورية العراقية عام 1958م.
نعم ان بغداد احتلها اسماعيل الصفوي وامر قائده حسين لاله بتهديم بغداد وقتل اهل السنة والصحابة فهدم قبر الشيخ عبد القادر الكيلاني ونبش قبر ابي حنيفة حيث استمر هذا الاحتلال من عام 903 هجرية حتى العام 904 هجرية.
واليوم ونحن في الالفية الثانية من القرن العشرين يخرج علينا احد المسؤولين الايرانيين، من اصحاب القرار ليقول ان بغداد هي عاصمة الامبراطورية الايرانية، فهل يعقل ذلك؟، واي منطق هذا؟
العراق دولة مستقلة واحد ابرز المؤسسين للجامعة العربيه، وعضو في الامم المتحدة، ثم انه جزء لايتجزأ من الامة العربية، وشعبه 90 بالمائة عربي صحيح النسب، فهل يجوز التطاول عليه بهذه الطريقة الفجه والتي تكشر بأنيابها بتدخل سافر في شؤون دولة مستقلة؟ يبدو ان الاوراق اختلطت عند هذا المسؤول الايراني ولم يدرك اننا نعيش في محيط دولي فيه قوانين وضوابط لتنظيم العلاقة البينية بين الدول في اطار الامم المتحدة والمنظمات الدولية، ثم انه قد نسى او تناسى انه قد مس كرامة الانسان العراقي بهذه التصريحات اللامسؤولة واجج في نفوسهم المشاعر الوطنية والقومية برفض كل اشكال التهديد والوعيد على الرغم من وجود نفر يدين بالولاء ليس للعراق وانما لايران نفسها لربما يرحبون بمثل هذه التصريحات ويتمنونها لانهم ايرانيوا الهوى، لكن غالبية العراقيين يستنكرون ويستهجهنون مثل هكذا تصريحات تطعن في كرامتهم ونخوتهم العربية المعروفة.
ستبقى بغداد حاضرة الدنيا، رغم مأسيها التي سببها الاحتلال الامريكي لكي وسمح للاخرين بأن يدنسوا ترابها، كل ذلك مقابل ثمن مصالح امريكا نفسها، الم تكن هي التي باعت شاه ايران بجرة قلم بعد ان كان شرطييها الامين في الخليج العربي..؟ فها هي الان باعت العراق والخليج العربي مقابل تأمين مصالحها، انها دولة كونية لاينازعها منازع في هذا الظرف التاريخي، ولكن لاينبغي ان يكون ذلك على حساب الشعوب وهي من ترفع شعار الحرية، فهل للحرية معايير مزدوجة،،، لربما اخيرا نقولها بثقة المؤمن بالله وبقدرته الخارقة ان بغداد لن تكون عاصمة لاحد، انها عاصمة المنصور وهارون الرشيد حتى يلج الجمل في سم الخياط.