منصور الجمري
متابعة الأخبار العالمية لسباق الفورمولا – 1 المنعقد حاليّاً في البحرين توضح المفارقات التي وصلنا إليها. فمن جانب نرى أن شعار الفورمولا الرسمي يتحدث عن مناسبة مفرحة لتوحيد بلادنا، واعتماداً على فكرة أن الجميع يسير من أجل خير البحرين. ومن جانب آخر فإنّ محاولة منع مراسلي الصحف والوكالات الدولية انعكست بشكل مخالف لرغبة من أصدر قرارات المنع. فهؤلاء المراسلون يضاعفون جهودهم بطرق شتى تحول قرار منعهم إلى عقاب لمن حاول معاقبتهم.
إننا نعيش في عالم منفتح معلوماتيّاً، وممثلو وسائل الإعلام الدولية لا يمكن التعامل معهم وكأنهم موظفون في وزارات ومؤسسات خاضعة لأوامر رسمية، وهؤلاء لا تستطيع حتى حكوماتهم منعهم من تتبع الأخبار التي يودون متابعتها وتحليلها، وبالتالي فإنّ معاملتهم بالطريقة التي حدثت إنما زادت من عزيمتهم على متابعة الخبر البحريني بالطريقة التي يريدونها.
نعم إننا بحاجة إلى ما يوحِّد بلادنا، ونحن كانت، ومازالت لدينا فرصة لتحقيق ذلك من خلال تنفيذ جميع توصيات تقرير تقصّي الحقائق (نصّاً وروحاً)، وأن نسير نحو مصالحة وطنية وحلٍّ سياسيٍّ يعتمد المبادرات الإيجابية التي لم يُسمح لها أن تتنفس على أرض الواقع. فالحل الذي يُخرجنا من كل ما نحن فيه بسيط جداً، وهو يتطلب التنفيذ الكامل لجميع توصيات لجنة تقصّي الحقائق والأخذ بعين الاعتبار ملاحظات وتصريحات المفوضية السامية لحقوق الإنسان التي عبّرت عنها «نافي بيلاي» ومن يتحدث باسمها مرات عديدة.
الخطوة الأولى للمَخرَج ممّا نحن فيه تتطلب انصياعاً كاملاً ومؤكداً للقانون الدولي لحقوق الإنسان، وهو القانون المتمثل بالعهدين الدوليين والاتفاقيات الحقوقية التي اعتمدتها البحرين وأصبحت جميعها جزءاً لا يتجزّأ من قانوننا المحلي، وهي ملزمة، ويتطلب الالتزام بها إلغاء جميع القوانين والقرارات والأحكام التي تخالف المواد التفصيلية المذكورة في هذه الاتفاقيات، ولاسيما العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والذي صدر كقانون بحريني في 2006 (قانون 56 لسنة 2006).
ويتضمن المَخرَج أيضاً التوصل إلى تسوية سياسية تاريخية وعادلة من خلال الحوار واحترام حقوق جميع المواطنين الأساسية ومساواتهم أمام القانون بغضّ النظر عن انتماءاتهم الأسرية أو الطائفية أو أيّة فروقات أخرى لا علاقة لها بمنطق حقوق الإنسان الذي يحكم الضمير العالمي. إننا بحاجة إلى الاستفادة من كل ما يمُرُّ بنا، ونحتاج إلى ترجيح كفة الميزان لصالح الحل السياسي القادر على إبعاد بلادنا عن الاستقطابات السلبية، وبذلك نسير ونسعى جميعاً من أجل خير البحرين.