تعليق: عشتار العراقية
اختراق الطائرات الصهيونية المجال الجوي السوري وضرب أماكن في دمشق، وضع الناس الذين في خندق ثوار الناتو في حيص بيص وفي حرج شديد، وتذكرون أنه في حرب تدمير العراق عام 1991، حين تعاونت الدول العربية وأولهم سوريا على ضرب الجيش العراقي من حفر الباطن تحت القيادة الأمريكية، فعل الأمريكان المستحيل لتهدئة واسكات (اسرائيل) بعد أن ضربها العراق بصواريخه التي هدمت نظرية الحدود الآمنة. كانت أمريكا تظن أن الوقت لم يحن بالنسبة للشعوب العربية وحكامها للقبول بالكيان الصهيوني شريكا في الحرب على دولة عربية. والآن يبدو أن الوقت قد حان، بشكل علني ، لأن (اسرائيل) اشتركت بالسلاح في 1991 وكذلك اشتركت بالسلاح والتدريب والعناصر في 2003 ليس بشكل علني ولكن الكل صار يعرف. الآن نضجت الطبخة وأصبح الكيان الصديق العزيز والحليف الأكيد للعرب ، ولهذا لم ار مناسبا أن يستنكر هؤلاء هجوم الكيان على سوريا. حسنا.. ماذا حدث هل خرجت مظاهرات؟ هل أغلقت سفارات؟ هل سمعنا سوى كلمات تنديد خجولة ليس لأن (اسرائيل) اعتدت بدون مبرر على دولة عربية ولكن لأن القضية أحرجت عرب الناتو. وهكذا رأينا التفسيرات والتبريرات فمنهم من وضع اللائمة على بشار الأسد لأنه استفز الكيان بنقل اسلحة ايرانية الى دمشق. صحيح كيف يجرؤ؟ يمكن ان ينقل اسلحة صينية او اسرائيلية او جنوب افريقية او امريكية او روسية ولكن ايرانية؟ غلطة لا تغتفر!! وبعضهم فسر حركة الصهاينة على أنها (تقوية) لموقف الأسد لأنه صديق قديم. وبعضهم فسر على أنها (تقوية) لموقف المعارضة المسلحة التي بدأت تفقد تقدمها أمام الجيش السوري. ولكن رأيي يختلف.
أرى انها حركة لاختبار المجال الجوي السوري لمعرفة شكل الدفاعات وإذا كانت روسيا قد زودت سوريا بأنظمة دفاع جيدة، وإذا كانت هناك شبكة حماية. ولم يكن هناك شيء من هذا. سمعنا أن سوريا اسقطت طائرة وأن الطيارين في حوزة سوريا، ولكن لو حدث هذا فعلا لرأينا الأدلة على الشاشات بلمح البصر. لم يكن هناك شيء من هذا. إذن دفاعات سوريا ضعيفة. وبما أن الكيان الصهيوني لم يكن ليقدم على هذه الخطوة بدون ضوء أمريكي أخضر، فأمريكا الآن لديها قناعة بأنها تستطيع التدخل بدون مشاكل.
تأكيدا لهذا ، دعونا نقرأ هذا الخبر، انظروا كيف قفز اعضاء الكونغرس الى هذا الاستنتاج وليس غيره "بعض رجال الكونغرس الامريكان يقولون ان الضربات الاسرائيلية في سوريا توضح ان الولايات المتحدة يمكنها اتخاذ الاجراءات لحماية المدنيين السوريين من القتل المرعب وتعجل بسقوط بشار الأسد.
وكانت ادارة اوباما قد زودت الثوار السوريين بمساعدات غير فتاكة إضافة الى مساعدات انسانية للاجئين السوريين ولكن الادارة كانت تعارض نداءات فرض منطقة حظر طيران جوي بحجة احتمال تعرض المقاتلات الامريكية لأنظمة الدفاع السورية.
ويقول عضو الكونغرس عن الحزب الجمهوري توم كوتون بأن الضربات الجوية الاسرائيلية يوم الجمعة والأحد وضحت انه ليس هناك اساس لهذه المخاوف.
"الضربات الاسرائيلية خلال الـ 48 ساعة الماضية اشارت الى ان تلك الانظمة الدفاعية الروسية في سوريا ليست بكفاءة الدعاية عنها . يمكننا ايقاف بشار الأسد من قتل شعبه ونستطيع ان نوقف العنف في سوريا."
كان كوتون يتحدث في برنامج (واجه الصحافة) على قناة ان بي سي وكان معه ايضا السيناتور الديمقراطي باترك ليهي الذي وافقه أن افعال اسرائيل كشفت ضعف الدفاعات الجوية السورية.- المصدر
++
إذا كان هذا التحليل صحيحا، فسوف نرى تحولا في الموقف الأمريكي المتراجع عن التدخل العسكري في سوريا.