بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
·ماذا استفادت قيادات حماس من موالاتها لإيران
·وماذا استفادت قيادات فتح من موالاتها لإسرائيل اللقيطة؟
·وماذا حقق الموالين للاستعمار الفارسي
من أخطر ما تمر به المقاومة المسلحة (أي مقاومة) هو نجاح أعدائها في تحويل الصراع بينهما إلى صراع داخلي بين فصائل المقاومة، ففي فلسطين المحتلة استطاع أعداء العرب النجاح في تحويل الصراع من صراع يدور بين العرب والمسلمين ضد الصهيونية والامبريالية العالمية إلى صراع بين الدول العربية، تارة صراع حدودي وتارة فكري وتارة أيديولوجي . وهكذا تناسى العرب والمسلمين قضيتهم المركزية تحرير فلسطين والتهو في الصراع فيما بينهم فضاعت الحقوق واحتلت أراضي أخرى منهم نتيجة ذلك! وضاعت المطالب وتحولت إلى توسلات!. أما في العراق فقد نجح المحتلين بتغيير مسار الصراع ضدهم إلى صراع بدأ بين السنة والشيعة ثم بين الفصائل المقاومة فانحرفت مقاومة المحتل عن طريقها الرئيسي الذي وجدت من اجله ألا وهو تحرير القطر وانشغلت فئات المجتمع العراقي فيما بينها والمحتلان الرئيسيان استغلوا الفسحة في تثبيت وضعهم وتمكين قواتهم وعملائهم.! لاسيما وان بعض القوى أخذت موقف المدافع عن المحتل في انحراف خطير و خياني للوطن فاستقبلت بصدورها الرصاصات الموجهة للأعداء! وكذا الحال في الاحواز وعموم إيران حيث تفتقر جبهات المقاومة لوحدة تجمعها وتقوي كيانها فنحن لا نرى ما يمنع من توحيد جبهات المقاومة في عربستان مع مجاهدي خلق بل وحتى الاتصال والتنسيق (بصورة حذرة) مع معارضة النظام المسموح لها بالعمل .
ومن اخطر ما يجعل مسار المقاومة وأهدافها ينحرف هو استمالتها وعمالتها للجهات المؤثرة ماديا ومعنويا ودعائيا في المنطقة التي تحيط بها، ولا بد أن نحدد هنا الأحزاب الشيعية التي تحالفت مع المحتل قبل الغزو وخانت بلدها و (الموالية لإيران) وإيران دولة فارسية تبيت العداء للعرب وخاضت حربا ضد العراق رفضت أن تنهيها إلا مجبرة . والتي تحالفت مع المحتل قبل الغزو وخانت بلدها، كذلك الأحزاب السنية التي باركت وجود المحتل ورفضت مقاومته أو التي خانت بلدها وأبناء شعبها حين طعنتهم من الخلف ووضعت يدها بيده في صحوات عكسية فصارت اليد التي يبطش بها المحتل ليقتل كل الخيرين من أبناء هذا الوطن .
نتساءل هنا أيضا ماذا استفادت قيادات حماس من موالاتها لإيران غير حرب من طرف واحد سمحت وأعطت الفرصة لعدوها بان يدمر ويقتل في غزة كيفما يشاء وماذا استفادت قيادات فتح من موالاتها لإسرائيل اللقيطة؟ وماذا حقق في العراق الموالين للمحتلين وماذا أنجز الموالين للفرس من أبناء الاحواز؟ لا شيء بالطبع لا نريد الدخول في التفاصيل وهي تفاصيل واضحة للعيان ولكن نسأل هؤلاء المعنيين بكلامنا ونطلب منهم القيام بعملية حسابية بسيطة أي مناظرة على ورقة واحدة بين ما حققوه للشعب وبين ما فرطوا فيه .. بالتأكيد ستكون النتيجة مائلة بعمق لصالح كفة الضرر و الإساءة للوطن والشعب .،، اللهم إلا المصالح الشخصية الأنانية التي كانت ثمن خيانتهم .
الخطر الآخر هو انحراف مثقفي الأمة عن مسارهم الصحيح بسبب غباء في الرؤيا او ضعف في تحليل النتائج او قصور في اكتشاف المؤامرة وكان ثمرة هذا الانحراف هو التعاون مع المحتل على شكل صحوات في انبار العراق وصحوات في فلسطين، لكنها ليست صحوات لا من ناحية انطباقها مع اللغة العربية ولا من حيث المقصود بل هي تلميع لكلمة الخيانة والاستسلام ..وفي رأي الشخصي أجد أن هؤلاء اشد خطرا وفتكا بالأمة من غير هم واقصد أمثال الصحوات في العراق وكتاب عرب انضموا لقافلة مولاة الفرس فكشفوا عن عوراتهم وباتوا يلمعون في صورة المحتل بل وعمدوا على تحريف الفكر العربي والتأييد الشعبي المناهض للاحتلال.
الآية الكريمة (ودوا لو تدهن فيدهنون، و لا تطع كل حلاف مهين) 9- 10 – القلم
ذكر المفسرون فيها نحو عشرة أقوال مثل ودوا لو تكذب فيكذبون، ودوا لو تكفر فيتمادون على كفرهم، أي مجاملة العدو وممايلته، النفاق وترك المناصحة يقال ادهن في دينه وداهن في أمره أي خان فيه واظهر خلاف ما يضمر، وقال مجاهد :المعنى ودوا لو ركنت إليهم وتركت الحق فيمالئونك .
نقدم الكلام أعلاه أيضا للأحزاب التي تدعي أنها أحزاب دينية وإنها تتبع الشرع في بناء حكمها وعقيدتها، خالق البشرية الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء قالها في الآية السابقة وهي حكمة وهي قانون وهي مبدأ وعقيدة وهي خط فاصل بين الإيمان وإتباع أحكامه وبين الانحراف والتنازل عن بعض أحكامه .. لا ادري لماذا يقفز إلى تفكيري (كلما أفكر فيهم) أولئك الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ما جاء فيه؟! يا ترى هل هو التشابه بين الفريقين؟؟ لان الذي يدهن في دينه ويوالي الكافر او المحتل لبلد عربي مسلم هو بالنتيجة كمن يقف معه ضد دينه الذي حرم موالاة الأعداء فكيف بمن يساعدهم ويعينهم على احتلال البلاد الإسلامية ويمكنهم من البقاء وترسيخ أهدافه؟ .. لا ادري كيف تنام فئة من المنظمين لتك الأحزاب والقيادات التي تدعي أنها إسلامية، و لا ادري كيف تخلصوا من الصراع الفكري والعقائدي في بيان التناقض الصارخ والواضح بين أن تنصر أخاك وبين أن تخونه وتكون معين للعدو للنيل من اهلك وبلدك . كيف نام هؤلاء طول هذه المدة وكيف تخلصوا من عذاب الضمير ومحاسبته. هل مات عندهم الضمير أم هل أعطوه إجازة كقول البعض الضرورات تبيح المحظورات؟! فباتوا علنا يشاركون المحتل في جرائمه .
الخطر الآخر هو فقدان وانعدام الدعم العسكري والمادي والمعنوي للمقاومة، فقيادات المقاومة مهما كانت غنية وتمتلك من المادة والسلاح إلا أنهما مادتان قابلتان للنفاد والانتهاء ومن غير دعم الشعب لأ بناءه فان المقاومة ستضعف وسيطول عمر الاحتلال
والمؤاخذ على الشعب العربي انه عاطفي سريع النسيان وسبب ذلك أنهم لا يملكون سياسة النفس الطويل .. وهذا سبب فشلنا وتأخرنا، لسنا كالفرس والصهاينة ودول الغرب فهم حين يرسمون سياستهم فإنهم يحيكوها كقصص أفلام واقعية يحدد فيها خط احمر لا يمكن تجاوزه ومراحل التغيير وصولا لهدفهم حسب الخطة و خططهم هذه ربما تأخذ عشرات أو مئات السنين فتبقى مرسخة في ذهونهم وعقولهم لأجيال طويلة يتربون عليها منذ الصغر. فهل سنجد لدينا مماثل لذلك نزولا عند قول المولى (إنهم يكيدون كيدا، وأكيد كيدا، فمهل الكافرين أمهلهم رويدا) الطارق، 15، 16،