قلنا ان حزب البعث العربي الاشتراكي هو اليوم اقوى بكثير من الامس بسبب تخلصه من عناصر كانت تمثل مراكز عرقلة في مسيرته مثلهم كمثل من يضع العصا في الدولاب من خلال ممارسات خاطئة كانت تدفع الى خلق شرخ في البناء التاريخي لنضال الحزب وعلاقة الحزب بقاعدته تلبية لمصالحها الخاصة الا انها بفضل الله وحكمة القيادة السياسية فشلت في تحقيق غاياتها الشيطانية ولكنها وبخبرة ومساندة اجهزة المخابرات الاقليمية والدولية ومن دون الخوض في تفاصيل هذا لا خوفا من احد بل في تحد واصرار فنحن نمتلك كل التفاصيل وادقها وبالوثائق الدامغة ولكن لكي لا نعطي الذريعة المناسبة لفرض متابعات تلك الاجهزة المخابراتية لرجال الحزب في دولها نبتعد عن الخوض في تفاصيلها، عادت اليوم تلك العناصر لتطفو الى السطح تحت عناوين تحاول الايحاء للمواطن البسيط انها ذات صلة بالحزب او كانها اليوم تحاول اصلاح خلل قد حصل في دستور الحزب على غرار عنوان العودة او المراجعة والتغيير او توحيد صفوف الحزب او حتى اقتباس الاسم الصريح لحزب البعث العربي الاشتراكي كأنهم كتلة انشقت منه، والان تحاول من خلال بيانات وشعارات فضفاضة التمظهر بقيادة المقاومة او على اقل تقدير الانتماء اليها لا بل دفعتها الحالة السياسية التي اصبح فيها القطر ووقاحتها الى تجاوز حجمها الحقيقي بكثير فلماذا تمردت على مسيرة الحزب؟ ولماذا اصبحت تتذرع بمختلف الوسائل للعودة اليه وما الدافع لتفريق الشمل حتى يلتم الان؟
اذا كان ثمة من يدعي انه جزء من حزب البعث العربي الاشتراكي ومتمسك بدستوره ونظامه الداخلي وبقيادته الشرعية فماذا يعني بالمراجعة وعن اي تغيير يتحدث ومع من يتوحد؟
هل يعني مراجعة مسيرة الحزب خلال قيادته للجماهير منذ عام 1968؟ ام ما قبلها ام ما بعد العدوان الامريكي ام يتحدث هذا البعض عن تاريخ الحزب النضالي ام ماذا يعني بالتحديد؟
الم يشاهد ان تلك القيادات تضرب اروع الامثلة في الصمود والبطولة والتضحية وندخل التاريخ من اوسع ابوابه واصبحت انشودة لا للعراقيين او العرب فحسب بل لكل الاحرار في العالم؟
الم يتغنى الجميع بملاحم الرئيس الشهيد صدام حسين التي اسر من خلالها جلاديه فاصبح انشودة الاحرار؟
هل يجوز لمن يتغنى ببطولة بصدام حسين وصمود رفاقه ان ينتقد او يراجع مسيرته او يعلن تخليه عن تلك البطولة والفترة الزمنية التي قادت نضال الجماهير فيها؟
انها ازدواجية في المواقف ليس اكثر
من يطالب الحزب باعتذار… عن ماذا؟؟
عن المشاريع الجبارة والمنجزات العملاقة التي نفذتها قيادة الحزب والتي لا تعد ولا تحصى وانتقلت بالقطر الى مصاف الدول المتقدمة… ام الاعتذار عن وقفة البطولة في الدفاع عن حدود بلدنا وصيانة شرف نساءنا وكرامتنا… ام عن مواقفنا القومية… ام عن الحقائق التي فشل اركان العدوان حتى الساعة من قلبها… عن ماذا مطلوب الاعتذار؟؟؟
اللهم الا شيء واحد يجب على القيادات البعثية السابقة والحالية الاعتذار عنه للشعب العراقي هو سماحتها ودماثة خلقها واملها في اصلاح الخونة والصفح عنهم حفاظا منها على كل قطرة دم من ان تهدر فقدمت قيادات الحزب حياتها ثمنا لهذا الخلق الكريم.
ليس من المناسب النقاش في تجربة الحزب السابقة لان اوراق الاحداث الخافية قد تكشفت وجرت سياقاتها بناءا على معطيات ظروفها التي خطط لها وفق الصراعات الدولية التي اصبحت امتنا العربية والاسلامية جزءا منها رغما عن الجميع وصواب ودقة ما ذهب اليه قيادة الحزب في المعالجة وفي النتائج.
اما الان فان حزب البعث العربي الاشتراكي ومعه كل القوى الخيرة تشرفت بقيادة المجاهد عزة ابراهيم الدوري لا ايمانا باستحقاقه النضالي او بحكمته وتجربته النضالية فحسب بل انسجاما مع مباديء الحزب ودستوره ونظامه الداخلي، وبارادة الله وتماسك شعبنا وبفضل هذه القيادة اقتربت ساعة الحسم النهائية وهذا ليس ادعاءا منا بل تعترف به اكبر قوى الغطرسة العالمية وانهارت اكبر امبراطورية في التاريخ ودفعت ثمن عدوانها فهل يقصد البعض تغيير هذه القيادة؟؟
لماذا؟؟ ومن البديل؟؟
هل مطلوب منا ان نستسلم لقيادات تأتمر باوامر اجهزة المخابرات مقابل تأمين حياتها وحياة عوائلها في الوقت الذي يعلم الجميع ما يجري داخل القطر حتى لاصدقاء الحزب وكيفية المواجهة والصمود، ام لقيادات تعقد صفقات مع القواعد الامريكية في داخل القطر او خارجه ولا يمكن الا ان نسميها متخاذلة تخلت عن شعبنا وفرت من ارض المعركة؟؟
لسنا بحاجة الى نشر الغسيل القذر وبعيدا عن التخوين الذي لا يروق الحديث به للبعض ونحتفظ بالاسماء وبتواريخ اللقاءات وما دار فيها لوقتها المناسب ولكن فقط نشير الى ان احد دعاة التغيير او التوحيد الجدد استدعته اجهزة مخابرات احدى دول الجوار التي يقيم فيها وتوفر له الحماية ليسرد لها وباسلوب التحقيق المذل مجريات زيارته الاخيرة لطهران بالتفصيل الممل وصفقات المساومة التي توسل مع المخابرات الايرانية لعقدها وربما لم يعلم ان ما سيدلو به يسجل ليعرض كورقة ضغط ومساومة اخرى على من معه وقد وصلتنا نسخة من شريط التسجيل فهل يمكن الصفح عن هذا والتعامل معه على انه مواطن صالح يستحق قليلا من الاحترام ليس اكثر؟
ثمة من يدعو الى عقد مؤتمر استثنائي للحزب برعاية واستضافة احدى الدول العربية او البحث عن دولة بهذه المواصفات ومع جل احترامنا وتقديرنا لكل الدول العربية منها وغير العربية التي تحتضن ابناء العراق نقول ان حزب البعث العربي الاشتراكي بكل شموخه المعروف لن يخضع لاملاءات احد مهما كانت المبررات ولعل من حاول ذلك يمتلك من الشجاعة ليتحدث عما حصل معه ونشك في انه قادر ولو على التطرق الى هذا الموضوع.
هنا على مسرح الاحداث والتعاطي مع الجماهير ومعاناتهم اليومية بشكل مباشر لا من خارج الحدود وتلبية مصالح الغير من اجل حفنة دولارات تكمن القيادة الحقيقية ويجب على من يبحث عن القيادة ان يقف بين الرجال ببندقيته ويتواصل معهم ويضحي معهم ويقاتل المحتل من اجل حرية العراق وشعبنا ولا يساوم على مقدراتنا.
اذن بالعودة الى عنوان الموضوع فان استهداف البعث ومسيرته الجهادية في الوقت الحاضر هو اخطر الوسائل واخبثها التي اجتهد اعداؤه في الداخل او الخارج كل جهدهم واعتبروها منهجا للانحراف به بعد ان عجزت باقي الوسائل الاخرى كالاجتثاث وحملات الاعتقالات والتصفيات الجسدية من النيل منه وكل لبيب بالاشارة يفهم.