صعقت وأنا أقرأ خبر المستحقين لإعانات التعطل سواء من خريجي الجامعات أو من الثانوية العامة.. وما صعقني وهزني اكثر هو ارتفاع عدد المستحقين الجامعيين خلال الشهور الستة الماضية، وهذا لا يعني الاستخفاف بغير الجامعيين وحقهم سواء في الحصول على عمل أو المعونة كبديل مؤقت. ولكن ما يجري من ارتفاع في عدد المستحقين بالنسبة لخريجي الجامعات شيء غريب، يعكس مؤشرات عدة منها ان العلم والتخصص مكانته مهتزة في عالم مملكتنا الحبيبة.. وان فرص الحصول على عمل بالنسبة للبحرينيين ليست بالأمر الهين ولربما التعيين في وزارات الدولة محدود نسبيا.. وقد تسألون من قال ذلك؟ وكيف؟
والجواب بكل بساطة مدون في الأرقام الواردة في تقرير وزارة العمل الذي نشرته «أخبار الخليج« يوم الخميس الماضي، مع تقديري للوزارة على جرأتها في نشر هذه المعلومات بشفافية، قياسا على الكثير من الوزارات التي مازالت تتحفظ على أبسط المعلومات أو تلك التي يستشيط وزيرها غيظا ويهدد الصحفي بالمساءلة إن تطرق إلى شيء من أمور وزارته في المرة القادمة. إذاً دعونا نتمعن في الأرقام الواردة في الخبر، حيث ان عدد المستحقين لإعانات التعطل في ديسمبر من العام الماضي كان 1450 جامعيا وارتفع إلى 1771 جامعيا في يناير 2008 أي بزيادة 321 مستحقا عن عدد المستحقين في ديسمبر الماضي ثم ارتفع إلى 2007 جامعيين في فبراير 2008 أي أن عدد المستحقين الجامعيين قد زاد عن يناير هذا العام 336 وواصل ارتفاع عدد المستحقين من الجامعيين حتى بلغ 2104 جامعيين في مارس الماضي وهي أعلى نسبة في الإحصائية لكون عدد المستحقين قد ارتفع 97 جامعيا عن الشهر الذي سبقه ومرتفعا 554 مستحقا جامعيا عن إحصائية ديسمبر الماضي. كما تشير الأرقام إلى حدوث تراجع لأول مرة في عدد المستحقين الجامعيين في ابريل 2008 حيث انخفض إلى 1869 أي بفارق 255 وهذا مؤشر جيد لانخفاض العدد أي بمعنى حصول (255) خريجا جامعيا على وظائف. ولكن الأمر لم يسر في طريق انخفاض العدد بل عاود الصعود من جديد ليصل عدد المستحقين الجامعيين في مايو الماضي إلى 2095 أي بزيادة 226 مستحقا جامعيا.. والله أعلم كم سيصل هذا العدد في غضون الأشهر القليلة القادمة؟ ونحن على أبواب تخرج أفواج جديدة من أبنائنا وبناتنا الجامعيين سواء من داخل البحرين أو من خارجها. وفي نهاية المقال أقول: صحيح أنني أخذت شريحة واحدة من المستحقين لمعونة التعطل وتركت الشريحة الثانية (غير جامعي) وهي شريحة كبيرة بالطبع وهي خليط غير متجانس من المستويات الدراسية لأن الناتج النهائي لأعداد مستحقي معونة التعطل في تراجع بشكل عام لطالما تشمل الشريحتان ولكني أخذت الشريحة الجامعية ممن تلقت المعونة لكوني أرى أن هناك إجحافا أكبر في ان تظل بدون عمل.. والدولة تستوعب ما شاء الله من الجامعيين ومن هم أقل مستوى دراسي. فهل سنرى تراجعا كبيرا في أعداد المستحقين من الشريحتين قريبا؟ أم ستظل لعنة العلم واللا علم تلاحقنا أينما ذهبنا؟ هذا الوضع ذكرني بلعنة الفراعنة.. والفرق بين اللعنتين شاسع حيث ان لعنة الفراعنة تصيب من يحاول سرقة القبور بينما هنا اللعنة تصيب من درس وتعلم وتمادت اللعنة اكثر لتطال من لم يتعلم أيضا.