منصور الجمري
ازدادت الزيارات المكوكية من وزراء لدول صديقة للبحرين خلال الفترة الحالية، وهناك الكثير من الدفع باتجاه حلحلة الأوضاع من خلال البحرينيين أنفسهم، وذلك عبر حوار مباشر وصريح بين الأطراف الفاعلة على الساحة، وان على المسئولين أن يلعبوا دوراً ريادياً واضحاً في هذا المجال.
وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط أليستر بيرت التقى بعدد غير قليل من المسئولين وبممثلين عن أطراف في المعارضة والمجتمع المدني، وعقد مؤتمراً صحافياً في السفارة البريطانية يوم أمس، وتحدث بصورة متفائلة عن إمكانية تحريك الجهود بصورة متواصلة باتجاه تنفيذ جميع الخطوات التصحيحية التي تحدّث عنها تقرير لجنة تقصي الحقائق، والبدء بالحوار، ونبذ جميع وسائل العنف بمختلف أشكالها، وعدم تبرير أيٍّ منها، والتواصل مع الجميع لإدخالهم في عملية الحوار وإقناعهم بأن هناك مساراً أفضل للبحرين، ومن خلال البحرينيين أنفسهم.
الوزير البريطاني أشار إلى أن بلاده عانت من مشكلة كبيرة في شمال ايرلندا التي كانت قد وصلت إلى طريق مسدود، وانقطعت الاتصالات بين فئتي المجتمع هناك، وقوات الأمن كانت خالية من إحدى فئات المجتمع في شمال ايرلندا، ولكن في وجه كل تلك التحديات أصرت الحكومة البريطانية على المضي قدماً نحو إيجاد حل يعتمد الحوار، وتواصلت مع الجميع، حتى مع الذين كانوا يؤمنون بالعنف، وعندما ترسخت القناعة بجدية المحاولات الحكومية نحو الحوار بدأ التأييد لذلك المسار ينتشر في أوساط الفئتين الرئيسيتين في شمال ايرلندا، وهذا ضغط على الجميع لإنهاء تلك الأزمة وإشراك الجميع في عملية تشاركية.
وبحرينياً، فإن المستقبل يكمن فقط في الحل السياسي، ولن يخرج أحد منتصراً مما يجري حالياً، والذين يتشددون ويواصلون نهجهم غير المقبول إنما يأملون في تضييع الوقت وتشتيت الجهود التي يمكن أن تجمع القلوب نحو مستقبل أفضل للجميع من دون استثناء.
نعم، يبدو حالياً أن التحرك نحو الحل السياسي القائم على الحوار التشاركي مستحيل في ظل أجواء التعنت والتشكيك والممارسات المدانة من المجتمع الدولي، ولكن لا يوجد شيء يستحيل على من يدرك أن الطريق الحالي ليس فيه سوى الضياع والخراب… وفي مقابل ذلك، هناك مازالت فرصة لمنع النتيجة المأساوية التي لن تفرح أحداً، وأنا من المؤمنين بأنه لا شيء يستحيل أمام الإرادة الواعية.