بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
كلمة في مادبا/ مجمع النقابات المهنية –
بمناسبة الذكرى 45 للنكسة
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
عمتم مساءا الشكر للملتقى الوطني في مادبا بدعوته لنا للمشاركه في احياء الذكرى الخامسة والاربعين لنكسة حزيران والتحية والتقدير والفخار لمأدبا الاهل والعشيرة
السيدات والسادة الاكارم
حرب حزيران عام 1967 كانت إحدى الجولات في سلسلة المعارك التي ما فتئت أمتنا العربية تخوضها مع العدو الصهيوني… وهي ذكرى أليمة ينبغي التوقف عندها دائما لاخذ العبرة والدروس.. لانها رغم كارثيتها تعتبر محطة هامة من محطات كفاح جماهير شعبنا ضد هذا العدو المغتصب المتغطرس.. يجب التأمل فيها وتحليلها لكي نتعلم ونتعظ منها.
هذه الحرب (حرب الايام الستة.. كما اطلق عليها الصهاينة واعوانهم) تفاخرا بأنها استغرقت ستة ايام فقط..استطاع بها العدو الصهيوني احتلال ما تبقى من الارض الفلسطينية بما فيها القدس وغزة وهضبة الجولان وسيناء
لقد كانت نكسة حزيران محصلة خطيرة للكثير من المؤامرات والمخططات الصهيوي أمريكية التي ترافقت مع بعض الاخطاء في تقديرات بعض الانظمة الرسمية العربية وتخاذل بعضها وتجاهل ارادة الشعب وقمعها ما ادى الى الخوف على انظمة الحكم فيها وكراسيها.. ما تسبب في وقوع كوارث قومية وفشلا ذريعا لسياسات هذه الانظمة نتيجة استبعادها وتجاهلها لدور القوى والحركات الشعبية واعتمادها لاساليب قمع الحريات والانكفاء القطري نظرا لان هذه الحرب جرت في ظل عوامل وابعاد غير واضحة نطرح عنها التساؤلات التالية:
1- عدم وضوح الاهداف… وهل كانت الانظمة الرسمية العربية تريد حربا ومستعده لها ام هي كانت مجرد مناورة منها؟
2- اعتماد اسلوب الفزعة وبالتالي غياب التنسيق العربي حتى اللحظة الاخيرة.. فالقوات العراقية مثلا لحقت بالحرب في السادس من حزيران وضربت على الطريق وقبل ان تصل ساحة المعارك بدون اي غطاء جوي واستعدادات كافية
3- تغيب كامل لدور الشعب.. فقد همشت الجماهير العربية واستبعدت من المواجهة
4- الاختراقات الصهيونية التجسسية للمفاصل الامنية العربية ومعرفة العدو بتفاصيل التحصينات العسكرية وخصوصا المطارات المصرية
5- العدو من جانبه خاض المعركة الشاملة (السياسية والعسكرية والاعلامية والنفسية والاقتصادية.. وكانت المبادرة للعدو الصهيوني فأوقع المفاجاءة الكارثية واحتل كامل فلسطين بالاضافة الى اراضي عربية اخرى وتفاخر العدو بان جيشه لايقهر وانه بات قوة اقليمية فأحدث مزيدا من الاحباط واليأس والعجز والفشل لدى النظام الرسمي العربي
ايها الاخوة
العنصر الهام الذي افرزته تلك الهزيمة للنظام الرسمي العربي هو تفجير طاقات النضال والثورة للجماهير العربية متجاوزة سلوكيات وسياسات الانظمة تجاه القضية المركزية للامة معتمدة مبدأ الكفاح المسلح والعمل الفدائي الشعبي لتحرير الارض والانسان.. وقد جاءت معركة الكرامة بعد وقت قصير تلاحم الجيش العربي الاردني والثورة الفلسطينية المسلحة لتسجل اول نصر عربي مباشر على العدو الصهيوني فوق ارض الكرامة المباركة حيث اعتبرت من المعارك الحاسمة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني الغاشم كونها اعطت العرب دفعة وحافزا معنويا اكد بأن العمل الشعبي المسلح والارادة والتصميم الجماهيري تمثل عوامل مهمة في تحقيق النصر على العدو حيث جاءت بعدها حرب اكتوبر عام 73 التي حقق فيها الجيش المصري انتصارا عظيما في اقتحام خط بارليف و تحطيم القوة الصهيونية والمزاعم عن الجيش الذي لايقهر، واذا كانت القيادة المصرية آنذاك لم تستثمر هذا النصر لاسباب تكشفت فيما بعد فانه يحق لنا ان نسأل هل استفادت الانظمة الرسمية من هذه التجارب وبنتائج عزلها الشعب عن المشاركة في صناعة القرار واشراكه في الامور المصيرية والمشاركة بالحكم كونه مصدر السلطات.. انتم ايها الاخوة الاقدر على الاجابة.. فالشعب قد قال كلمته في كافة الساحات العربية… ولا بد من القول هنا للتاريخ ايضا ان الثورة والمقاومة الفلسطينية كانت على الدوام محورا للتآمر عليها من مختلف الانظمة العربية واغتيال قادتها المؤثرين
الحضور الكريم
ان واقع الامة المجزأ والتخلف الذي فرض ويفرض عليها نتيجة المؤامرات العربية الرسمية والدولية الغربية والقوى الاقليمية الطامعة بالوطن العربي عبر صفحات الصراع وخاصة في فلسطين والعراق يجعلنا واثقين ان المراهنة الفاعلة انما تعتمد على دور الجماهير العربية كقوة حاسمة في هذا الصراع الطويل ضد كل العناصر المعرقلة والمعيقة لنهوض الامة ومشروعها الحضاري الكبير الذي كان طرحه البعث العربي الاشتراكي منذ اربعينات القرن الماضي وان ما تشهده ساحات الوطن العربي من هبات وانتفاضات هو خير دليل على هذا التحليل ونحن اليوم ندعو الى حماية وتأطير هذه الانتفاضات لقطع الطريق على قوى الردة والشد العكسي والاستعمار لحرفها عن مسارها الصحيح ونجدد الدعوة لقيام جبهة وطنية داخل كل قطر عربي مقدمة لتحقيق الجبهة القومية الشعبية للدفاع عن حقوق الامة وانتفاضة جماهيرها حتى تتحقق الاهداف في الحرية والوحدة والعدالة الاجتماعية.
وهنا في الاردن فان لجنة التنسيق العليا لاحزاب المعارضة الوطنية الاردنية تؤكد على (ان المطالب الاصلاحية التي حددتها احزاب المعارضة والجبهة الوطنية للاصلاح والحراكات الشعبية والشبابية هي مطالب عادلة وموضوعية وضرورية لمصلحة الوطن والمواطن وأنها لم تكتمل لغاية الآن كون نظام الحكم ما زال مترددا ومسوفا في إنجازها وتبقى) تتمثل بما يلي :
1- تعديلات دستورية هادفة للاصلاح الحقيقي تزيل التناقض بين المواد الدستورية بما يمكن الشعب من ان يكون مصدر السلطات وان يكون مجلس الامة بشقيه منتخبا انتخابا حرا دون تدخل حكومي لتزوير ارادة الناخبين وتحصين مجلس النواب من الحل
2- التأكيد على ضرورة اجراء الانتخابات النيابية هذا العام 2012 يعتمد قانون انتخاب متفق عليه يمكن المواطنين من التعبير عن اراءهم ومصالحهم يعتمد النظام المختلط الذي يجمع بين القائمة النسبية المغلقة على مستوى الوطن والقائمة المفتوحة على مستوى الدوائر الانتخابية بعد اعادة توزيع الدوائر على اسس موضوعية تحقق التوازن بين مختلف الابعاد السكانية والجغرافية والتنموية بنسبة 50 بالمائة لكل منهما
3- التأكيد على ضرورة الاسراع في تحقيق الاصلاح والاستجابة لمطالب الشعب للخروج من الازمة المركبة التي يعيشها المواطن بابعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وادانة الاساليب التي يتم التعامل بها من قبل قوى الشد العكسي في النظام بالتحريض على قوى الاصلاح الحزبية والشعبية وتحريك قوى التشكيك المرتبطة بها في نواياها وردع محاولات التصدي للفعاليات الجماهيرية السلمية باستخدام القبضة الامنية بكل مسمياتها في ملاحقة الناشطين واعتقالهم
4- التحذير من سياسة رفع الاسعار ونبش جيوب المواطنين وفرض الضرائب غير المباشرة وعوضا عن ذلك تبني استراتيجية اقتصادية وطنية تعمل مخلصة على استعادة مقدرات الشعب وثروات الوطن المنهوبة وتعيد النظر في جميع صفقات الخصخصة لاستثمار خيرات الوطن استثمارا مجديا… علاوة على ضرورة انهاء حالة التبعية الاقتصادية لمراكز العولمة الرأسمالية الشرسة وتشديد حملة مكافحة ومحاربة الفساد والفاسدين باخلاص وبطريقة منهجية صحيحة تستهدف مصالح الوطن وتقطع الطريق على كافة المتلاعبين والنهابين تحت غطاء الولاء للنظام والتزلف له
الحضور الكريم
اننا على ثقة اليوم اكثر من اي يوم مضى بأن ظلام الليل الحالك الذي خيم على بعض جوانب وطننا العربي سوف ينجلي قريباً رغم ما يقتضي ذلك من التضحيات.
وإن عودة رفات شهداءنا الأبطال… رفات الشهداء في مقابر الارقام… غرست في الأرض شتلة جديدة لروح التصدي ومجابهة الاحتلال… فهنيئا للأرض التي احتضنت رفات شهداء العزة والكرامة…!!
تحية إلى أرواح الشهداء الطاهرة…والتحية إلى ذويهم الصابرين
تحية لشعب فلسطين ولأبنائه الذين يواجهون الموت بعزم وإيمان لرسم صورة للحياة الحرة الكريمة في مقاومته المتواصلة للدفاع عن الارض والحقوق والهوية، وندعوا الى سرعة انجاز مشروع المصالحة والوحدة الوطنية الذي من شانه توفير الحماية للمقاومة ومشروعها،..
تحية عز وتقدير للأسرى في المعتقلات
تحية للكرك الابية واهل الربة الذين طردوا الصهاينة قبل ايام عن الارض الاردنية
رحم الله من عاش واستشهد وهو يقول عاشت الامة
عاش العراق وعاشت فلسطين حرة ابيه من البحر الى النهر
والله اكبر… الله اكبر… الله اكبر وليخسأ الخاسئون.
عضو القيادة العليا
حزب البعث العربي الاشتراكي
م. هشام احمد النجداوي