كلمة لجنة دعم ومقاومة التطبيع ومناصرة فلسطين في الاعتصام الجماهيري
يوم الثلاثاء الموافق 1/6/2010 – أمام مقر الأمم المتحدة
يلقيها الاستاذ فؤاد سيادي – رئيس لجنة دعم
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة والأخوات العزيزات
أسعد الله مساءكم جميعا – شاكرين لكم وقفتكم الوطنية والإنسانية في هذا اليوم الذي شهد فيه كل العالم أبشع جريمة ضد المتضامنين الدوليين مع شعبنا الفلسطيني وضد الحصار الظالم ضد أهلنا في قطاع غزة .
أيها الإخوة والأخوات ..
أن ما قامت به سلطات الاحتلال الصهيوني يوم أمس من مجزرة ضد اسطول سفن الحرية الذي كان على ظهرها ما يقارب الثمان مائة متضامن دولي من جميع الدول الاروبية والاسلامية والعربية كانوا قد يفترقون في الانتماء السياسي والديني ، لكنهم كانوا تجمعهم الإنسانية والإيمان بعدالة القضية الفلسطينية وواجبهم الإنساني تجاه شعب محاصر منذ أربع سنوات من دون مأوى أو غذاء ، فجمعتهم الإنسانية لتلبية نداء الحرية التي لم يتردد العدو الصهيوني بما يحصل عليه من تغطية ومؤازرة من الولايات المتحدة الأمريكية ومن تواطؤ بعض الأنظمة العربية الخائنة عن اقتحام القافلة والاعتداء على المتضامنين الدوليين وقتل ما يقارب العشرين متضامنا وجرح العشرات منهم ومصادرة كل السفن وما عليها من موؤن غذائية ومواد بناء ومساكن جاهزة كانت قد تجير أطفال ونساء وشيوخ قطاع غزة من جزء يسير من الجرم الذي فرضته قوات الاحتلال الصهيوني على شعب فلسطين .
ايها الاخوة والاخوات ..
أن ما قامت به قوات الاحتلال من جرم ليس وليد لحظته كما يدعون ويبحثون عن تبريرا يقنع المجتمع الدولي وأعوانهم من متخاذلين وخونة لجريمتهم , بل كان فعل أجرامي مخطط له منذ أن انطلقت أولى قوافل المساعدات الإنسانية ومحاولات كسر الحصار الغاشم على قطاع غزة ، وحتما فقد كان هذا الجرم بعلم وبضوء أخضر من عدوة الشعوب أمريكا – لايشفع للأخيرة أن تدعي بأنها قد صدمت بما قامت به " اسرائيل " من فعل ، ولم تستحي – أي أمريكا –عندما أضافت علي لسان رئيسها الذي صدقه بكل أسف الكثير من أبناء أمتنا العربية والإسلامية التي كانت ومازالت تتطلع لسلام عادل تبجحت الولايات المتحدة بأنها ستعمل علي تحقيقه في صالح الشعب الفلسطيني- لمجرد أنه نطق باسم الاله العلي العظيم في أول خطاب له في جامعة القاهرة – وعوِل الكثيرين منا على أن هناك عرق إنساني أو اسلامي قد بدأ يتحرك ويجري في عروق هذا الرئيس الديكور في النظام السياسي الأمريكي ، فإذا بهذه الولايات المتحدة الأمريكية أمام هذه الجريمة البشعة بحق الإنسانية جمعاء تمتنع وتمنع مجلس الأمن الدولي من إصدار قرار يدين هذا الكيان ودولته العنصرية أو فرض أية عقوبات عليها ويلزمها برفع الحصار الظالم عن شعبنا الفلسطيني !!
لاشك بأن هذه الجريمة البشعة التي أرتكبها العدو الصهيوني أمس الأول لن تكون الأولى أو الأخيرة فالعدو الصهيوني مازال يهدد بالمزيد غير آبه بالمجتمع الدولي ولا بقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ’ فهو بهذا الجرم – كما قال عنه رئيس وزراء تركيا – رجب طيب أردوغان – قد داست أي " اسرائيل " بقدمها النجسة كل قرارات الأمم المتحدة وخرجت عن المجتمع الدولي . وكما تابعتم أيها الاخوة والاخوات فأن أقطاب هذا الكيان لم يأبهوا بنفي ارتكاب جريمتهم بل كانوا جميعا يتباهون بها وأحتفلوا بما حققوه من منع لقافلة الحرية من الوصول الى غزة – بل كان جل اهتمامهم في تدارس لغة التبرير لحلفاؤهم من العرب والامريكان لتبرير فعلتهم الاجرامية ، فما قادهم ذكاءهم الا الى القول: " أنهم كانوا في مواجهة حقيقة مع عناصر إرهابية جاءوا من كل بقاع العالم للاعتداء على أمن " إسرائيل " وهم بفعلهم هذا كانوا يساهمون في مواجهة الإرهاب الدولي ويحق لهم مواجهته في أي مكان يتواجدون فيه !! هكذا ايها الاخوة نجد في وضعنا المتردي تنقلب المفاهيم ويتحول الارهابي الحقيقي الى وديع وتصبح الضحية متهمة بالإرهاب !!
وبكل أسف سنجد من يشيع مثل تلك المفاهيم ويبرر لهذا العدو فعلته بترديد المقولات والادعاءات الصهيونية حول سبب الجريمة : بأن المتضامنين الدوليين الذين كانوا على ظهر القافلة والذين لم يكن معهم من السلاح الا إنسانيتهم وإيمانهم بعدالة قضية الشعب الفلسطيني وإصرارهم على كسر الحصار هم من أعتدى على الصهاينة ، عندما قاموا بمواجهة الصلف الصهيوني بكل ما دجج للاعتداء عليهم من قوات عسكرية وأسلحة نارية لقتل من قتل وجرح من جرح .
علينا أيها الإخوة في الأيام القادمة أن لا نغرق في مثل هذه المتاهات التي قد تمارسها علينا الأجهزة الإعلامية العربية الرسمية , ويجب أن نحصن أنفسنا ونحصن أولادنا من شر ترويج ثقافة الاستسلام والمهادنة ، وبأن لا نسمح لأي كان باللعب على عقولنا تحت يافطة البحث عن السلام والتسامح مع هذا العدو المجرم الذي بدون شك بأنه بهذه الجريمة قد كشف عن آخر الأقنعة عن وجهه الإجرامي أمام من يدعون ويمارسون العلاقات العامة والهرولة السريعة نحو التطبيع السياسي والاقتصادي معه .
ايها الاخوة والاخوات
لعل العدو الصهيوني أراد بهذه الجريمة المنظمة أن يزرع الرهبة فينا من أي عمل تضامني أو نشاظ انساني نقوم به تجاه أخوتنا في فلسطين عامة وفي قطاع غزة خاصة . اراد أن يقول بأن من يريد التصدي لما يفرضه من حصار مجرم بحق أهل غزة سيكون مصيره مصير المتضامنين الدوليين من قتل وإبادة واعتقال وتعذيب .
في الوقت الذي أكدت معظم شعوب العالم المحبة للسلام والحرية والمدافعين عن الإنسانية بأن قوافل الإمداد والمطالبة برفع الحصار عن أهل غزة لن تتوقف وستتالى القوافل المساندة واحدة بعد الأخرى .. فما ذا نحن فاعلون في مملكة البحرين ؟
أسنسكت عن مثل هذه الجرائم .
اسنتبع حكامنا في الهرولة نحن التطبيع مع هذا العدو المجرم ؟
أم أننا سنضم صوتنا مع كل أحرار العالم لنطالب حكامنا العرب وأولهم حكامنا في البحرين :بمطالبنا التالية :
1 –العمل على كسر الحصار بخطوات عملية ، والعمل على إصدار قرار من الجامعة العربية برفع الحصار عن قطاع غزة فورا. وإلزام كل الدول العربية بتنفيذه فورا.
2 – الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية من أجل رفع يدها عن قرارات الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في معاقبة دولة العدو الصهيوني , اذا أرادت الحفاظ على مصالحها مع الدول العربية وفي المنطقة بشكل عام .
3 – وقف كل الخطوات التطبيعية مع الكيان الصهيوني ، ووقف كل الاتصالات والمحادثات المباشرة وغير المباشرة مع هذا الكيان ومؤسساته الصهيونية في كل العالم .
4 – مطالبة حكومتنا الموقرة برفع شكوى دولية ضد ما يسمى بدولة " اسرائيل " بسبب غطرستها وإهانتها لكل المواثيق الدولية بفعل جريمتها ضد المتضامنين الدوليين المسالمين ومن ضمنهم أربعة من أبناء شعبنا البحريني .
5 – الاستمرار في العمل معا من أجل كسر الحصار عن شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والاستمرار في تنظيم الفعاليات التضامنية والمنددة للجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني .
6 – أخيرا وليس آخر – اسمحوا لي باسمكم جميعا بأن نتوجه للشعب التركي الصديق والحكومة التركية وعلى رأسها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بالتحية والشكر الجزيل على مواقفهم الإنسانية والتضامنية المبدأية مع نضال شعبنا الفلسطيني ولكل ما قاموا به من مبادرات ونشاطات من أجل كسر الحصار عن أهلنا في غزة . فلهم من شعب البحرين ألف تحية . ونتوجه باسمكم للشعب التركي بأحر التعازي على روح الشهداء الأتراك الذين ضحوا بارواحهم من أجل نصرة الحق ونصرة القضية الفلسطينية .
كما نتوجه بالشكر والتقدير الى كل المتضامنين الدوليين المشاركون في قافلة الحرية من أجل كسر الحصار عن غزة . فلهم جميعا منا ألف تحية .
أخيرا – كل التضامن مع نضال شعبنا الفلسطيني في وجه العدوان الغاشم مؤكدين لهم بأننا مستمرون في دعمهم من أجل نيل حريتهم ومن أجل تحرير كامل ترابهم الوطني .. مناشدينهم جميعا من خلال منظماتهم الفلسطينية الوطنية المناضلة بالعمل سريعا على رأب الصدع الداخلي والعمل بكل حرص وطني من أجل تحقيق المصالحة الوطنية والتمسك بالوحدة الوطنية الفلسطينية المقاومة للاحتلال .
الخزي والعار للمتخاذلين
ولنسمع ايها الأخوة والاخوات .. أخواننا في غزة المحاصرة لصوتنا المشترك :
لا للحصار الغاشم .. معا لكسر الحصار
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته