القى الممثل الرسمي للبعث الدكتور خضير المرشدي كلمة البعث ومقاومته الوطنية القومية والاسلامية في الملتقى العربي والدولي لدعم المقاومة الذي بدأ اعماله في بيروت وتستمر لمدة ثلاثة ايام وبمشاركة عربية ودولية تمثل اثنتين واربعين دولة
وفيما يأتي نص كلمة الممثل الرسمي للبعث :
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.)
تحية باسلة… وتحية محبة لشعب فلسطين العزيزة وشعب غزة الصامدة.. الباسلة رجالها ونسائها وأطفالها.. مقاومتها وشهدائها الأبرار.. هناك على الأرض التي باركها الله وأيد أهلها وزيّن في قلوبهم الإيمان وأنزل السكينة عليهم وثبت أقدامهم حتى أصبح شعب فلسطين الحبيبة.. شعب العجائب في الصمود الأسطوري والجهاد و التضحية والفداء.
تحية التأييد و التضامن مع شعب غزة البطل.. غزة الجريحة الصامدة، الثائرة بوجه الباطل والتخاذل والإنهزام و الإستسلام، غزة المنتصرة ومعها كل فلسطين بإذن الله القوي العزيز.
فحيوا معي أيها الأخوة مقاومة شعب فلسطين البطل وصموده الاسطوري وتمسكه بارضه وحقوقه.
ونحيي مقاومة شعب لبنان التي تصدت للصهاينة المجرمين وأفشلت عدوانهم وأسقطت أحلامهم الشريرة في القتل والإحتلال والتدمير وافشلت مشروعهم التوسعي في اقامة مايسمى الشرق الاوسط الكبير.
وحيّوا معي أيها الأحرار في أمتنا والعالم مقاومة شعب العراق الباسلة بكافة فصائلها وجبهاتها وعناوينها ورجالها وطنية وقومية وإسلامية وبكل ما تحمل من مسميات فهي مقاومة شعب العراق باجمعه والتي افشلت المشروع الامريكي وحمت كل اقطار امتنا المجيدة ودول الاقليم وقاتلت نيابة عن الانسانية باجمعها… تحية لهم جميعاً هم شرف العراق والأمة….. هم رفعة رؤوسنا ومحط فخرنا واعتزازنا.
تحية لكم جميعاً ايها الحضور الكرام وشكراً لكل من ساهم في انعقاد هذه التظاهرة الانسانية الكبرى.
المقاومة في العراق قد حققت وعدها وانجزت فعلها الأسطوري وأفشلت أمريكا عسكرياً وإقتصادياً.
وحسب تقرير جمعية قدامى المحاربين الامريكية بلغ عدد القتلى 33415 قتيل من 224 ألف إصابة من جراء 164 ألف عملية.
ولو اعترفنا بما اعلنه البنتاغون من ان عدد قتلاهم 4500 قتيل و 52 ألف جريح والآف المنتحرين والهاربين والمصابين بعاهات نفسية، فأنها تساوي اكثر من ثلث الجيش الامريكي.
وان كلفة الحرب المباشرة هي تريليون و800 مليار حسب ستيكلتز (المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض والحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد) والكلفة الكلية للحرب 3-5 ترليون دولار.
اذن ما بقي لديهم هو رهانهم على إنجاح العملية السياسية الجارية في العراق بعدما قرروا الانسحاب بفعل تلك الخسائر المهمة والاستنزاف البشري لقواتهم والمادي لاقتصادهم المتواصل يوميا.
ان رفضنا للعملية السياسية ومقاومتها ليس لأنها باطلة وغير شرعية وغير قانونية وكونها في ظل احتلال باطل فحسب، ولكن لأنها فاشلة وفاسدة وقائمة على تنفيذ مشروع الإحتلال القائم على التقسيم الطائفي والعنصري والهيمنة والنهب والسلب والابتزاز والاستغلال والاجتثاث والإقصاء والتهجير والقتل والاغتصاب.. وإنهيار منظومة الامن والخدمات بالكامل.
وبذلك فإن من يشترك في هذه العملية السياسية من العراقيين أو يؤيدها ومن يعترف بها من الدول إنما يساهم في تدمير شعب العراق… ومصادرة حقوقه العليا في التحرير والوحدة ومسخ عروبته وإنتماءه الإسلامي ونهب ثرواته ويساهم في إنجاح المشروع الأمريكي الصهيوني في العراق والمنطقة والذي تمثله العملية السياسية الجارية في العراق في ظل الإحتلال وبرعايته.
ظهرت دعوات حول ما يسمى سياسة ملىء الفراغ بعد إنسحاب القوات الأمريكية المزعوم والمقرر في نهاية 2011 وهي لعبة أمريكية ومناورة خبيثة يراد من خلالها ابتزاز أطرافاً عربية وأخرى إقليمية كمحاولة من قبل الادارة الأمريكية.. للإيحاء بأن خطراً في العراق وفراغاً سوف يحدث في حال إنسحابهم المزعوم.. وهناك إتصالات وترتيبات سرية ومعلنة… مباشرة وغير مباشرة بين دول المنطقة وبإشراف أمريكي لوضع آلية ما يسمى "ملء الفراغ" لتحقيق احد هدفين خطيرين وهما:
1. إنجاح العملية السياسية التي جاءت بسبب الاحتلال وبرعايته وتمثل مشروعه الاستعماري في السيطرة على مقدرات العراق من خلال صفقات اقليمية و بصيغة تقاسم النفوذ والثروة والمشروع، وان هذا بالتاكيد لمرفوض رفضا قاطعا من قبل شعب العراق ومقاومته الباسلة لإنه يصادر انجازات العراقيين في المقاومة وهزيمة المحتلين ويتنكر لتضحيات ودماء ابنائه.
2. والهدف الثاني الخطير في حال عدم وجود النية والاتفاق لتقاسم النفوذ، فهو إستبدال احتلال بإحتلال، وهذا هو الاخر مرفوض رفضا قاطعا وسيقاوم كأحتلال اجنبي بغض النظر عن جنسية الجندي المحتل او الدبابة المحتلة
وهنا لابد ان نقول :
إن المقاومة التي هزمت الأمريكان واسقطت مشروعهم، وأجبرتهم على الرحيل القريب بإذن الله لقادرة بتجربتها وخبراتها وطاقاتها الوطنية وقواتها المسلحة على ملأ الفراغ، اذا كان هناك من فراغ، وإدارة الدولة وبناءها وطنيا وديمقراطيا وإن من يقرر مصير ومستقبل العراق هو شعبه ومقاومته.. وليس اجندات ومصالح دول بعينها..
وبسبب من فشل الاحتلال في مشروعه وفعله العسكري، وبسبب من فشل أعوان الاحتلال وعملائه في ادارة البلاد ولغرض خلق الفوضى الأمنية والسياسية لتهيئة بيئة مناسبة للنهب والسلب والتدمير كما يجري الان من سرقة للبنوك في وضح النهار وبطريقة منظمة وبإشراف حكومي ولإلهاء الشعب بهمومه وجروحه ولخلق حالة من الاحباط لدى الجميع ولأغراض انتخابية رخيصة، تجري التفجيرات الموجهة لقتل المدنيين الابرياء لخلط الاوراق وذلك من خلال الصاق التهم بمسميات جاؤوا بها لتبرير أفعالهم الشائنة واصبحت التهمة جاهزة وهي اتهام (البعثيين والصداميين والتكفيريين والقاعدة) في خبطة غريبة عجيبة.
وهنا نقول إن البعث الوطني القومي الانساني المؤمن المقاوم المجاهد قد حّرم وعلى لسان قائده المجاهد عزة ابراهيم وفي اكثر من مناسبة تحريما كاملا ومطلقا استهداف أو مقاتلة أي عراقي مهما كان موقعه في الشرطة اوالجيش أو الصحوات وغيرها الا ما تتطلبه حالة الدفاع عن النفس.
البعث قد أعلن وفي أكثر من مرة ان أستراتيجية البعث ترتكز على التحرير والاستقلال الناجز، وليس غير ذلك مما يدعون. وهنا لابد أن أذكر لكم القصة التالية :
(لقد اظهروا على تلفزيون سلطة الاحتلال شخصين أعترفا بأنهما قاما بالتفجيرات، واعترف هذان الرجلان بأنهما ينتميان لحزب البعث العربي الاشتراكي ومباشرة بعد اللقاء التلفزيوني ظهر السيد بهاء الاعرجي نائب في البرلمان الحالي وقال ان هذه القصة كاذبة ومفبركة.. وأشار بأن وزير داخلية سلطة الاحتلال قد اخبره الان تلفونيا بأنها قصة كاذبة ومفبركة، طبعا ايها الأخوة نحن تابعنا الموضوع وشيء طبيعي ان نتابع الموضوع بحكم مسؤوليتنا الوطنية والإنسانية والأخلاقية أمام شعبنا وامام العالم أجمع ووجدنا الأتي :
ان الشخصين ينتميان فعلا الى حزب البعث العربي الاشتراكي وهما من المجاهدين والمقاومين ويعملان مع إخوانهم في مقاومة الاحتلال حالهم حال الالاف المؤلفة من العراقيين وانهما معتقلان قبل التفجيرات بستة اشهر لدى قوات حكومة الاحتلال.. وان والدهم شيخ كبير السن يتجاوز الثانية والثمانين من العمر قد تم اعتقاله بعدهم واذا بهما يتفاجأ وهما في الزنزانة بوالدهم مكتوف الأيدي وعاري الا من ما خلق الله.. واخذ هؤلاء المجرمون يعذبونه امامهما ويهددون باغتصابه.. اذا لم يعترفا بمسؤوليتهما عن التفجيرات التي لا علاقة لهما بها!!!
هذه واحدة من القصص العجيبة والكارثية والمصائبية التي يمارسها هؤلاء القتلة وهذه العصابات.. فكيف لعاقل أن يتصور ان يتم استقبال هؤلاء كقادة دولة من قبل البعض؟. ويتم الاعتراف بهم والتعامل معهم.. وهم مجموعة من عتاة المجرمين واللصوص والقتلة؟
ايها الاخوة الحضور
وانه لمن المناسب ومن خلالكم وكتعبير عن ارادة شعب العراق المقاوم ان نطلق الدعوات المخلصة التالية كمبادئ لحل شامل وطريق لاحياد عنه لتحقيق اهدافنا وانتزاع حقوقنا كاملة وعلى النحو التالي :
1- دعوة كل إخواني وأعزائي المجاهدين من جميع فصائل الجهاد والمقاومة وبمختلف عناوينهم إلى اللقاء والحوار وفق الية محددة للتوحد أو التنسيق في قيادة مشتركة واحدة أو مجلس وطني موحد او جبهة واحدة، تكون نواة لوحدة الحركة الوطنية باجمعها، انها دعوة صادقة نعلنها ونأمل أن يستجيب لها الجميع، وان نباشر الحوار فورا بلجنة مشتركة تمثل جميع الفصائل تشكل لهذا الغرض.
2- دعوة الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها بتنفيذ قرارها للانسحاب من العراق دون قيد او شرط، وتسليمه لأهله الحقيقيين من رجال المقاومة والحركة الوطنية العراقية، وتنفيذ جميع التزاماتها المترتبة عليها بموجب القانون الدولي كدولة محتلة للعراق بما فيها تحمل مسؤولية العدوان والغزو والتعويضات وتنفيذ كافة حقوق العراق المعلنة في برنامج التحرير والاستقلال.
3- الحوار واللقاء والمصالحة مع جميع العراقيين بدون استثناء على وفق التمسك بحقوق الوطن المعلنة في برنامج التحرير والاستقلال.
4- فتح باب اللقاء والحوار بين المقاومة العراقية والحركة الوطنية العراقية من جهة مع جميع الدول والشخصيات والأطراف، الاعداء منهم والاصدقاء من جهة اخرى عدا الكيان الصهيوني المجرم المحتل لارض فلسطين العربية والمتصهينين والخونة والجواسيس، وان يتم هذا اللقاء والحوار عندما يتبين بالملموس اعتراف كل من يشمله الحوار بحقوق العراق ويحترم مصالحه العليا وسيادته واستقلاله.
5- وطبقا لذلك نقول للقيادة الايرانية والقيادة التركية إن شعب العراق ومقاومته الباسلة وقواته المسلحة هم من سيملئ الفراغ، وإن أي حوار حول مستقبل العراق يجب ان يمر من خلال المقاومة لأنها هي من يمثل شعب العراق شرعا وقانونيا واخلاقيا.
ومن هنا نوجه دعوة صادقة مخلصة ومن موقع الاقتدار والطمأنينة والايمان بالنصر الناجز ونقول :
نريد ونعمل على أن تكون علاقاتنا كعراقيين مع الجارة ايران ان تكون بمثل ماتعلنه من انها إيران المسلمة الثورية العادلة والمنصفة والمعترفة بحقوق العراق كاملة والمساندة لمقاومته الباسلة والمحترمة لحدوده وسيادته واستقلاله، ومراجعة لموقفها الساند والداعم والمؤيد إلى أركان العملية السياسية لانها عملية الشيطان الاكبر كما يقولون وتنفذ من قبل شياطين صغار من أحزاب طائفية عميلة ومرتبطة بالأمريكان والموساد والصهاينة.
وإذا ما قامت إيران وهذا مانتمناه إلى اتخاذ مثل هذه الخطوات فإن ذلك سيكون مدخلا تاريخيا لتأسيس علاقة مستقبلية قائمة على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام حق الجيرة و مبادىء وقيم الإسلام الحنيف والتاريخ المشترك وطبقا للاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
وان ما ينطبق على إيران ينسحب على الجارة تركيا ونرجو أن لا تكون مصالحها الضيقة والمجردة هي العنصر الفاعل في تحركها الاقليمي وخاصة ما يتعلق بالعراق دون احترام حقه في مقاومة الاحتلال واحترام مصالحه وسيادته وارادته في التحرير والاستقلال، وأن إثارة قضايا تتعلق بمكونات شعب العراق وسيادته سوف يفجر المنطقة ويجرها إلى صراعات، ويعقد الموقف إلى أمد طويل.
ولاخوتنا القادة العرب نقول، ان العراق ينتظر منكم موقفا ساندا وداعما لمقاومته وان تكون هي من يمثل العراق وشعبه في لقاءات الجامعة العربية ومؤتمرات القمة لانها تمثل ارادتهم في التحرير والخلاص والعمل على قطع العلاقة مع حكومة الاحتلال ورفض اللقاء مع ممثليها.
6- ان المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق وكل من يقف معها من ابناء الامة العربية داعما ومساندا بالبندقية أو الكلمة أو النية الصادقة والموقف الواضح يشكلون ركائز اساسية لإقامة مشروع النهضة العربية الشاملة… وانبثاق مشروع التحرير العربي الحضاري الثوري.
وبهذا ندعو من هذا المكان ونعلن عن استعدادنا امامكم ايها الاحرار الى الترحيب بحرارة لتشكيل لجنة مشتركة تضم ممثلين عن المقاومات الثلاث لوضع استراتيجة التحرير وإنهاء الاحتلال بكافة انواعه على مستوى الامة وتحديد اولويات الصراع وتوحيد الاهداف والغايات والوسائل وتبادل المعلومات والإمكانيات ووحدة وتنسيق الخطاب الاعلامي والسياسي والتعبوي مع الحفاظ على خصوصية العمل الميداني لكل مقاومة، والعمل بدون تردد او مجاملة على فرز اعداء المقاومة في جميع ساحات واقطار الامة وعزلهم وفضحهم ومقاومة مشاريعهم السياسية البغيضة المتناقضة مع مشروع التحرر العربي والوحدة والتقدم.
هناك اعداء للمقاومة في فلسطين واعداء لها في العراق ولبنان.. فإذا كان من واجب اي مقاوم عراقي ان لا يعترف او يؤيد او حتى يتعاطف مع عدو المقاومة في لبنان او فلسطين.. فأن ذات الواجب مطلوب تأديته من المقاوم الفلسطيني واللبناني وكل ابناء الامة الاحرار بأن لا يعترفوا ولايؤيدوا ولا يتعاطفوا مع اعداء المقاومة في العراق والذين هم اقطاب واركان العملية السياسية الاستخبارية الفاسدة في العراق. هذا هو طريق المستقبل وطريق الخلاص، انه طريق التمسك بحقوق الوطن وحقوق الامة العربية في الوحدة والتحرر وتحقيق العدالة والتقدم.. وان التمسك بخيارالمقاومة بكافة انواعها وفي مقدمتها البندقية لإنتزاع هذه الحقوق كاملة غير منقوصة، هو الخيار الذي لا بديل عنه مهما طال الزمن وغلت التضحيات، وما النصر الا من عند الله العزيز الكريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته