بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الدكتور خضير المرشدي: لا مكان للطائفية وأحزابها ومروجيها وشخوصها في أرض الرافدين
إن العراقيين أثبتوا لأمتهم والعالم من خلال مقاومتهم الباسلة بأن الاحتلال زائل ومهزوم
أوضح الدكتور خضير المرشدي عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي، بأن مقاومة ما يُسمى بالعملية السياسية في العراق ورفضها لا تأتي من كونها باطلة وغير شرعية وغير قانونية كونها في ظل احتلال فحسب، ولكن لأنها عملية فاشلة وفاسدة وقائمة على تنفيذ مشروع الاحتلال القائم على التقسيم الطائفي والعنصري والهيمنة والنهب والسلب والاستغلال والاجتثاث والإقصاء والتهجير والقتل والاغتصاب، إضافة إلى انهيار منظومة الأمن والخدمات بالكامل.
جاء ذلك في المداخلة التي ألقاها الدكتور خضير المرشدي في اجتماع الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي، والتي لخّص في مستهلها أهم الأوضاع التي يشهدها العراق وفي المقدمة منها استمرار المقاومة الباسلة وتصاعد فعلها العسكري والميداني في ملاحقة قوات الاحتلال واستهداف قواعده وأماكن تواجده وبمختلف أنواع الأسلحة المتوفرة لدى فصائل هذه المقاومة الشجاعة.
وأشار الدكتور المرشدي في مداخلته إلى النجاحات السياسية التي حققتها قوى المقاومة بكسر الحصار المفروض على ممثليها السياسيين، حيث تم عقد مؤتمر لدعم المقاومة في اسطنبول، ومؤتمر لدعم المقاومة في اسبانيا والذي تم إلغاؤه بضغط من حكومة الاحتلال والسفارة الأمريكية في مدريد، إضافة إلى الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة والذي عقد في بيروت في نيسان الماضي بمبادرة من المركز العربي الدولي للتعاون والتضامن.
وأكّد الدكتور خضير المرشدي بأن المطلوب من الأشقاء العرب قادة وشعوباً، ومن جميع أحرار العالم، الاعتراف بالمقاومة العراقية ودعمها، وعدم الاعتراف بحكومة الاحتلال ومقاطعتها وطرد ممثليها في مؤتمرات القمة العربية والمنظمات الإقليمية والدولية والرسمية والشعبية، إنصافاً للعراق وشعبه، ووفاءً لدماء وتضحيات أبنائه الذين دافعوا عن جميع أقطار الأمة وعن قيم الإنسانية ومصالح جميع دول العالم المستهدفة من قبل المحتلين بعدوانهم وغزوهم للعراق وقتل شعبه وتهجيره ونهب ثرواته.
وفيما يأتي نص المداخلة التي ألقاها الدكتور خضير المرشدي:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الأمين العام للمؤتمر القومي العربي المحترم
السادة أعضاء الأمانة العامة للمؤتمر المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الأوضاع في العراق يمكن تلخيصها بما يلي:
1- المقاومة العراقية مستمرة في فعلها العسكري والميداني في ملاحقة قوات الاحتلال مستهدفة قواعده وأماكن تواجده وارتاله وطرق إمداده وبمختلف أنواع الأسلحة المتوفرة لدى فصائل هذه المقاومة وهناك عشرات العمليات العسكرية يوميا يتم نشرها عبر بعض وسائل الإعلام.
2- بعد حصار إعلامي خانق استمر لسنوات فان المقاومة والحمد لله قد تمكنت من كسر هذا الحصار الإعلامي ولو جزئيا من خلال نشر عملياتها الموجهة ضد قوات الاحتلال في بعض الفضائيات إضافة إلى شبكات ومواقع الكترونية متخصصة بهذا الشأن.
3- تحقق تواصل مستمر بين مختلف جبهات المقاومة لوضع أرضية مشتركة للوصول إلى نوع من التنسيق الميداني والسياسي والإعلامي وتبادل المعلومات وغيرها، وقد تحققت مجموعة من اللقاءات بين عدد من جبهات المقاومة.
4- استطاعت قوى المقاومة من تحقيق بعض النجاحات السياسية على طريق كسر الحصار المفروض على حركة ممثليها السياسيين، حيث تم عقد مؤتمر لدعم المقاومة في اسطنبول ومؤتمر لدعم المقاومة في اسبانيا والذي تم إلغاءه بضغط من حكومة الاحتلال والسفارة الأمريكية في مدريد، هذا إضافة إلى الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة الذي عقد في بيروت، ناهيك عن تحركات فردية وزيارات يقوم بها ممثلي الجبهات لدول مختلفة وبدعوة منها.
5- بعد أن تكبدت قوات الاحتلال خسائر بشرية ومادية كبيرة نتيجة فعل المقاومة، وان عملية الاستنزاف اليومي لقوات الاحتلال مستمرة وبشكل متصاعد مما أدى إلى اتخاذ قرار الانسحاب المزعوم والمقرر. وان ما بقي لديهم هو رهانهم على إنجاح العملية السياسية بعدما قرروا الانسحاب بفعل تلك الخسائر المهمة والاستنزاف البشري لقواتهم والمادي لاقتصادهم المتواصل يوميا. إن رفض العملية السياسية ومقاومتها يأتي من خلال ليست لأنها باطلة وغير شرعية وغير قانونية وكونها في ظل احتلال باطل فحسب، ولكن لأنها فاشلة وفاسدة وقائمة على تنفيذ مشروع الاحتلال القائم على التقسيم الطائفي والعنصري والهيمنة والنهب والسلب والابتزاز والاستغلال والاجتثاث والإقصاء والتهجير والقتل والاغتصاب.. وانهيار منظومة الأمن والخدمات بالكامل. وبذلك فإن من يشترك في هذه العملية السياسية من العراقيين أو يؤيدها ومن يعترف بها من الدول إنما يساهم في تدمير شعب العراق… ومصادرة حقوقه العليا في التحرير والوحدة ومسخ عروبته وانتماءه الإسلامي ونهب ثرواته ويساهم في إنجاح المشروع الأمريكي الصهيوني في العراق والمنطقة والذي تمثله هذه العملية السياسية الجارية في ظل الاحتلال وبرعايته. ومن هنا لابد من التركيز على مايلي :
أولا : إنهم يبذلون المستحيل ومستخدمين كافة أدواتهم وحلفاءهم وعملاءهم ومناوراتهم ويضعون كافة خبراتهم السياسية والمخابراتية وتحالفاتهم الإقليمية وأفعالهم الإجرامية من اجل إنجاحها، تارة باستخدام القمع والإرهاب والتفجيرات العشوائية لقتل الأبرياء من أبناء العراق، وتارة أخرى بالاجتثاث لكل ماهو وطني وأنساني من أبناءه، وأخرى من خلال وسائل الترغيب والترهيب للبعض من العراقيين وحتى بعض فصائل الجهاد للانخراط في مشروعهم السياسي المشبوه، أو من خلال ترتيبات سياسية مع بعض دول الجوار غير العربية وحتى بعض الأشقاء العرب لوضع سياسة ما يسمى ملء الفراغ بعد هزيمتهم المحققة، أو من خلال انتخابات مزيفة بشهادة من اشترك فيها والمراقبين عليها من دول العالم والقائمة على أساس باطل وغير الشرعية حتى بنسبة من صوتوا لها من العراقيين والذين خرجوا ليس حبا فيها ولكن لإثبات رفضهم لها ولتداعياتها وأهدافها، حيث اثبت المصوتون انه، لامكان للطائفية وأحزابها ومروجيها وشخوصها في ارض الرافدين، ولا مكان للنفوذ الإيراني ومؤيديه ومحبيه ومريديه، واثبت هذا الشعب العظيم للعالم كله بان فسحة من الحرية إذا ماتوفرت بعد رحيل المحتل وبعيدا عن التدخل الإقليمي المشبوه، وإذا ماتوفرت بيئة نظيفة لممارسة الديمقراطية في ظل دولة المقاومة بعد التحرير، فان العراقيين سيختارون التيار الوطني العروبي الإنساني المؤمن حامل فكر العراقيين وعقيدتهم وأهدافهم التامة في الوحدة والتوحد، والحرية والتحرر، والتقدم والعدالة الاجتماعية.
ثانيا : إن العراقيين قد اثبتوا لامتهم وللعالم كله ومن خلال مقاومتهم الباسلة واحتضانهم لها ودعمهم لها والتفافهم حولها وإمدادها بالمال والرجال، بان الاحتلال زائل ومهزوم، وان مشروعه منهار وفاشل وفاسد والى زوال، وان من يحكمون بغداد الآن مجموعة من العصابات الطائفية والعنصرية والقتلة والمجرمين، وان كل مايجري في العراق باطل شرعا وقانونا، وما على العراقيين إلا التمسك بحقوقهم كاملة غير منقوصة وإجبار دول الاحتلال ومن تحالف معهم أو عاونهم على احتلال العراق على تنفيذها وان جرائم المحتلين لاتسقط بالتقادم مهما طال الزمن، رغم محاولات المحتلين وعملاءهم التنصل منها والتهرب من أداءها وتنفيذها من خلال محاولاتهم تلك للقول بان حكومة منتخبة قد تم تشكيلها وهي من يمثل العراق؟؟؟؟
ثالثا : يتطلب ذلك من أشقاءنا العرب قادة وشعوب ومن جميع أحرار العالم الاعتراف بالمقاومة العراقية ودعمها، ومقاطعة حكومة الاحتلال وعدم الاعتراف بها وطرد ممثليها في مؤتمرات القمة العربية والمنظمات الإقليمية والدولية الرسمية والشعبية، إنصافا للعراق وشعبه، ووفاءا لدماء وتضحيات أبناءه الذين دافعواعن جميع أقطار الأمة وعن قيم الإنسانية ومصالح جميع دول العالم المستهدفة من قبل المحتلين بعدوانهم وغزوهم للعراق وقتل شعبه وتهجيره ونهب ثرواته.
رابعا : إن الفرز الذي حصل برفض الطائفية والتقسيم والمشروع من خلال (الانتخابات الأخيرة) رغم إنها قائمة على التزوير والإقصاء والاغتيالات والتهجير والإرهاب قد أوضح بشكل لا يقبل التأويل أن إيران بدأت تستحوذ على حصص الآخرين داخل العراق وتتمدد وتتوسع لحساب مشروعها في الهيمنة والنفوذ من خلال تبنيها ودعمها المباشر والمعلن للأحزاب الطائفية ذات الولاء المطلق لها والمنفذين لمشروعها الطائفي وذلك بإصدار أوامرها لتوحيدهم في ما يسمى ((التحالف الوطني)) من اجل الهيمنة على الساحة السياسية وإكمال مشروعهم البغيض في اجتثاث البعث وكل القوى الوطنية العراقية الرافضة لمشروع الاحتلال. ولم يبقى أمام العراقيين إلا أنفسهم ومقاومتهم والخيرين من أبناء أمتهم والأحرار في العالم لإفشال هذا المشروع الاستعماري الكبير.
الدكتور خضير المرشدي
عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي
12/6/2010