كلمة الدكتور حسن العالي الامين العام للتجمع القومي
في مهرجان التضامن مع الشيخ علي سلمان في جمعية وعد 31 ديسمبر 2014م
الأخوة الأعزاء
نقف اليوم متضامنين مع سماحة شيخنا العزيز الشيخ علي سلمان امين عام جمعية الوفاق الوطني الاسلامية رافضين كل التهم الكيدية والتعسفية الموجهة له وكذلك مستنكرين كل الاستنكار مسار التحقيق معه الذي قيل انها عن خطبه طوال ثلاث سنوات وهو ما يؤكد كيدية هذه التهم ومطالبين بإطلاق سراحه فورا والكف عن ارهاب قيادات وقواعد المعارضة.
نعم ايها الاخوة لا يمكن وضع محاكمة الشيخ علي وما وجه له من تهم الا تحت عنوان واحد هو الاٍرهاب الذي يمارس اليوم وعلى اكثر من صعيد ضد شعب مسالم خرج يطالب بحقوقه المشروعة.
وبالأمس كانت المعارضة تعقد اجتماع موسع لتقييم عملها ورسم برامج عملها للمرحلة المقبلة وفي تقييمنا لما هو قادم لم نكن بعيدين عن التوقع بما جرى للشيخ علي وما نتوقعه مما سيجري من مضايقات وترهيبات واسعة النطاق سوف تأخذ أشكال شتى وأساليب كلها تقع تحت خانة الاٍرهاب وذلك على خلفية فشل مسرحية الانتخابات البرلمانية ومحاولات التصوير بأن الامور عادت لطبيعتها وان البحرين بخير واقتصاد البحرين بخير والشعب ملتف حول مسيرة الإصلاحات وهي جميعها شعارات فارغة من مضمونها الحقيقي لا يوجد لها صلة بأرض الواقع الذي يؤكد ويجسد ان الازمة ليس باقية فحسب بل في استفحال وتأزم وان الشعب وقوى المعارضة متمسكة بمطالبها وأنها لن تحيد عن هذه المطالب ولديها كل الاستعداد لمواصلة درب النضال دون كلل لتحقيق تلك المطالب وبالوسائل السلمية التي نجحت في تكريسها وتطويرها وإنجاحها.
ونحن نعلم والكل يعلم ان محاولات ارهاب الشيخ علي هي رسالة موجهة بالأساس للمعارضة لإرهابها وإسكات صوتها بعد ان فشلت كافة المحاولات السابقة لاسكاتها فقد كان الشيخ وسيظل هو صوتها العالي الامين الذي ظل ماد يده لكافة شركاء الوطن لإصلاح احوال البلاد وبناء الدولة المدنية الديمقراطية متمسكا بالسلمية في مطالبه بل مصرا على السلمية وكان له الدور الكبير في الحفاظ عليها طوال السنوات الماضية ومنذ اندلاع حراك فبراير 2011.
ونحن نؤكد اليوم ومن على هذا المنبر ان صوت الشيخ كما هو صوت الشعب لا يمكن ان يخمد او يرهب وإذا كان نفي الباكر والشملان واعتقال قيادات هيئة الاتحاد الوطني نجح في اخماد صوت الشعب لما تفجرت انتفاضة مارس المجيدة عام 1965 ولو كان سقوط شهداء الانتفاضة الابرار والاعتقالات قد نجح في اخماد صوت الشعب لما تصاعدت المطالب الوطنية والدستورية مع استقلال البحرين مطلع السبعينات ولو كانت الاعتقالات والملاحقات الشرسة في صفوف القوى الوطنية بعد حل المجلس الوطني قد نجحت في اخماد صوت الشعب لما تفجرت الحركات الشعبية في الثمانينات ومنتصف التسعينات ولو كان سقوط شهداء هذه التحركات واعتقال الشيخ الجمري رحمه الله ورفاقه قد اخمد صوت الشعب لما حدث التحول السياسي مطلع الألفية الجديدة وهكذا هي المطالب الحية يتناقلها جيل بعد جيل لا يمكن اخمادها، كما لا يمكن إخمادها اليوم بسقوط الشهداء والاعتقالات وبملاحقة وإرهاب قيادات الجمعيات السياسية. وسيظل صوت الشيخ علي مثلما هو صوت المُضحين من اجل الوطن يدوي في ارجاء ومدن وقرى البحرين يحدو بالناس لمواصلة المسيرة الوطنية.
جانب اخر نود التأكيد عليه والتحذير منه هنا وهو محاولات جر الساحة والقوى الشعبية وقوى المعارضة نحو العنف من خلال اعتقال الشيخ. هذه المحاولات التي يراد منها خلط الأوراق وتسليط سيف محاربة الاٍرهاب على المطالب الوطنية المشروعة وتلبيس القوى الشعبية وقوة المعارضة لباس الاٍرهاب. وقد نشهد بالفعل محاولات محمومة لتحقيق ذلك وعلينا ان نكون واعين لها.
نحن أعلنا وفي اكثر من مناسبة موقفنا المبدئي من الاٍرهاب وكل من يصف في خانته ونؤكد ان مثل هذه المحاولات ستكون وخيمة العواقب على المجتمع بكافة فئاته ومكوناته حيث لن يسلم احد من شرورها لكن بنفس الوقت لا يمكن تحت هذه المبررات التراجع عن المطالب المشروعة او تضعيفها او تمييعها. ونحن أطلقنا دعوات وطنية صادقة بان غلق أبواب البلاد امام الرياح الشريرة القادمة من الخارج او التي يراد تسعيرها في الداخل لا يمكن ان يتحقق إلا من خلال وحدة الشعب حول مشروع إصلاح وطني حقيقي يضع الوطن فوق كل عصبيات، وطن يتساوى فيه الجميع حكام ومحكومين وبنفس الحقوق، وطن بظل دولة مدنية ديمقراطية ودولة المواطنة والمساواة والعدل.
الحرية لشيخنا المناضل العزيز الشيخ علي سلمان ولكافة سجناء الرأي من القيادات السياسية والناشطين السياسيين
والرحمة والمغفرة لشهدائنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته