السيد سند محمد الماكنة عضو التجمع القومي الديمقراطي يلقي كلمة الجمعيات السياسية في مهرجان التضامن مع أهالي العكر الأحد 28 أكتوبر 2012م
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات والأخوة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أنه لفخر عظيم لنا اليوم أن نقف في هذه البقعة الطاهرة الصامدة من وطننا الحبيب، نقف أمامهم وقفة عز وأباء نكبر في أهاليها الصامدين المرابطين المضحين تضحياتهم وصمودهم واستبسالهم، فقد ضربوا النموذج الحي لاستبسال وصمود شعبنا في كافة مدنه وقراه المقاومة منذ تفجر انتفاضتنا الشعبية قبل نحو ثمانية عشر شهرا يقدمون الشهيد تلو الشهيد فداء لوطنهم وحريتهم وكرامتهم.
يسعدنا ويشرفنا أن نكون بينكم هذه المساء لنقف معا ومع جماهير شعبنا وقفة العز والأباء محيين فيها صمودكم واستبسالكم بوجه الهجمة غير الانسانية للقوى الامنية التابعة للنظام والتى تمثلت بحصار المنطقة ومنع الدخول والخروج منها ومنع وصول المواد الغذائية للاهالي والاقتحامات لمنازل المواطنين والاعتداء بالضرب على الاهالي داخل منازلهم.
أن ما حدث ويحدث في العكر هذه الايام يقدم نموذج آخر لمدى ما بلغه العنف الأمني الوحشي الذي تمارسه السلطة يوميا ضد أبناء شعبنا باستخدام كافة الأسلحة المحرمة دوليا بقصد إيداهم وأسكات أصواتهم الشريفة وقمع مطالبهم المشروعة. ولكن هيئهات أن تتحقق هذه الأغراض وهيئهات أن ينتصر الحل الأمني على أرادة شعبنا القوية الصلبة التي لا تلين.
أن التاريخ يعلمنا أينما كان أن أرادة الشعوب لا بد أن تنتصر سواء التاريخ البعيد أو القريب، فهاهي انتفاضات جماهيرنا العربية قد أسقطت أنظمة الذل والمهانة، وتواصل مسيرتها لتحقيق كامل اهداف انتفاضاتها لم يوقفها لا العنف ولا التسلط والجبروت، وعلى نظامنا الحاكم أن يتعلم من هذه الدروس وأن يبادر لاستبدال الحل الأمني بالحل السياسي الذي طالما نادت به قوى المعارضة كافة، حل سياسي يقوم على تحقيق الديمراطية الحقيقية غر منقوصة تحقق السيادة والحرية والكرامة للشعب، فنحن لا نرى سبيل للخروج من الأزمة الراهنة سوى هذه الطريق الذي يجنب البلاد المزيد من الانقسامات الطائفية والخسائر المادية وسقوط الشهداء والضحايا.
أننا نجدد مطالبتنا هنا بلجنة تحقيق محايدة لكل ما حدث في منطقة العكر خلال الأيام الماضية ونعتبر مثل هذه الافعال الإجرامية لأجهزة النظام بمثابة الانتقام خارج القانون من جميع أهالي منطقة العكر وهو ما يخالف مواثيق حقوق الانسان والاتفاقيات الدولية وتعهدات النظام التي قدمها في جنيف أمام العالم، بينما هو يقدم يوميا الدليل تلو الدليل على استهانته بهذه التوصيات بل وممارسة كافة أشكال انتهاك حقوق الانسان.
أننا نؤكد هنا أن السلوك الأمنى الوحشي من قبل النظام هو ما يولد ردات فعل غاضبة لدى الشارع ويندر بتصاعد عمليات العنف والعنف المضاد وهو ما يستوجب توقف النظام فوراً عن حصار منطقة العكر وعودة الحياة لطبيعتها فيها.
أن شعبنا سوف يواصل انتفاضته المباركة متمسكا بحقوقه في الديمقراطية والحرية والمساواة والعيش الكريم، وهي أهداف لا مناص من إجماع الشعب بكل قواه السياسية والاجتماعية والالتفاف عليها، ففيها الخير والعزة للجميع وبها تتحقق دولة القانون والمؤسسات دون تمييز طائفي أو عرقي أو مذهبي، وبها نبني وطن تسوده العدالة والانصاف. أما استمرار الحلول الأمنية والقمعية فهي حلول خاسرة ويائسة وهروب عن استحقاقات النضالات الوطنية لجماهيرنا التي ما فتئت طوال العشرات من السنين أن تطالب بها وتضحي من اجلها، وهي سوف تواصل هذا الطريق حتى تحقيقها أن شاء الله.
تحية أكبار وأجلال لآهالي العكر الصامدين المرابطين
تحية أكبار وأجلال لانتفاضة شعبنا
المجد والخلود لشهداءنا الأبرار
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.