كلمة الاستاذ علي الريح الشيخ السنهوري
مؤتمر القطر السادس لحزب البعث العربي الاشتراكي
السبت 31/8/2013 قاعة مركز امدرمان الثقافي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
المجد والخلود لشهداء البعث والحركة الوطنية والقومية ولشهداء 28 رمضان ولشهداء الشعب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق وشهداء جامعة الجزيرة والحركة الطلابية وشهداء السيول والامطار والشهداء على إمتداد القطر.ولشهداء العراق وفلسطين والاحواز وشهداء الانتفاضة الشعبية العربية المجيدة. وشهداء الامة في سائر أقطارها، ونسأل الله الرحمة لموتانا ونخص منهم بالذكر الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق والرفيق الأستاذ بدر الدين مدثر سليمان.
التحية والتقدير لشيخ المجاهدين الاستاذ عزة ابراهيم الامين العام للحزب وللمناضليين كافة
التحية والتقديرللضيوف الكرام، رؤساء وقادة الأحزاب والنقابات والاتحادات ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية وللإعلاميين، شركائنا في الهم الوطني، مرحبآ بكم جميعآ في هذه الجلسة المفتوحة لمؤتمر القطر السادس.
أيها الرفاق والرفيقات:
تحية رفاقية.. وبعد
إن حزبكم.. حزبٌ قوي، مقتدر، صامد، صلب، ثابت على مبادئ الحق والعدل، مستعد لتقديم التضحيات في سبيل تحرر الأمة ووحدتها وتقدمها، حزب لا يساوم على قضايا الشعب، أمين على مصالح الجماهير الكادحة التي هي أغلبية الشعب الساحقة مؤمن بتطابق مصالحها مع مصالح الوطن وأسباب نهوضه، يناضل في وسطها ويتقدم صفوفها من أجل تحقيق تطلعاتها وآمالها في بناء وطن حر ديمقراطي تقدمي موحد. حزبٌ لا يثنيه الارهاب ولا يفت عضده القمع ولا تُلينُ المغرياتٌ قناته.
حزبٌ لا تفتر له همة، ولا يخضع للضغوط الداخلية والخارجية، ولا ينهزم او يتراجع في مواجهة قوى البغي والعدوان الأقليمية والدولية.
حزب لا يستسلم للواقع الفاسد، الوطني أو القومي او الدولي وانما يناضل بصبر ودأب لترقية وعي الجماهير وتحشيد طاقاتها وقواها للانقلاب عليه.
حزب الامة الواحدة والرسالة الخالدة.
انه حزب البعث العربي الاشتراكي الذي امتدت جذوره عميقة في تربة قطرنا ووطننا واصبح عصيٌ على الاجتثاث والاحتواء. إذ طالما تعرض في مسيرته للتشويه والقمع والإرهاب والعدوان فما زادته إلا قوة واصراراً على المضي قدماً في سبيل بعث هذه الامة وتحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية حتى اضحى عنوان المرحلة النضالية للأمة في تاريخا المعاصر.
إمتد تأثيره الفكري لينير طريق من يسيرون على دروب إحياء هذه الأمة، واستعار اهدافه صدقاً او زيفاً كل من يريد حقآ ان يرفع لواء حركة الثورة العربية أو من يريد ان يكتسب مشروعية من الانتساب اليها سواء كان في السلطة أو خارجها. وأضحى خطه السياسي يرسم الثوابت الوطنية والقومية لكل مخلص على طريق النضال العربي. وان محصلة تجارب السودان والأمة طوال العقود الماضية، من مد وجزر وانتصارات وهزائم وانتفاضات وردات، قد زادت فكره وضوحآ وخطه ثباتاً واكدت صحة ودقة تحليلاته السياسية.
لقد توالى على مسيرة البعث قادة واجيال في السودان وعلى امتداد الوطن العربي لم يتوانوا عن الاخلاص لقضية الشعب وعن تقدم صفوف الحزب والشعب في الظروف الصعبة، ولم يرتاحوا حتى وهم في السلطة في العراق، إذ لم يعتبروا السلطة غنيمة ومكسب وانما إعنبروها وسيلة لتحقيق أهداف الشعب ملتزمين مقولة القائد الشهيد صدام حسين ((البعثي اول من يضحي وآخر من يستفيد)) لذا فقد كانوا خدماً لشعبهم رحماء به اشداء على اعدائه، منهم من استشهد ومنهم من توفي ولازالوا في العراق وعلى امتداد الوطن العربي أمناء على العهد صادقين في الوعد مسترخصين ارواحهم ودمائهم ولم يبدلوا تبديلا، والتحية مرة اخرى للقائد المجاهد عزة ابراهيم ولرفاقه المناضلين والمجاهدين في العراق وفلسطين والأحواز وعلى إمتداد الوطن.
ايها الرفاق والرفيقات:
ينعقد مؤتمر القطر السادس في ظل ظروف وتطورات وطنية وقومية ودولية بالغة الاهمية ولها تأثيرها على مجمل الاوضاع في مختلف الاصعدة.. وقد تناولت التقارير هذه التطورات باستفاضة.. ولكن لابد في هذه الكلمة من التأكيد على بعض الجوانب، فقد عانى قطرنا السوداني أخطر هذه التطورات بتشطيره وفصل الجنوب وانشاء دولة مستقلة فيه، وهو ما كان يعادل ثلث اراضي السودان و25% من عدد سكانه، وإذ لم يفاجأ حزب البعث بالانفصال فإنه لم يفاجأ بتداعياته السياسية والامنية والاقتصادية والمعنوية، إذ ظل يحذر من هذه المخاطر في بياناته وندواته وفعالياته منذ أن صدرت مقررات ما سمي بمؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية عام 1995 وأثناء المفاواضات والاتفاقيات بين نظام الانقاذ والحركة الشعبية التي إنتهت إلى إتفاقية نيفاشا، وعمل الحزب قصارى جهده لفضح الاتفاقية ومآلآتها حيث خضع الطرفان للإملاءات الامريكية المتصهينة، خاصة وانه قد تم إعتمادها من الاطراف الموقعة عليها والحكومات الراعية للاتفاقية ومن مجلس الأمن في تجاهل صريح لإرادة شعب السودان، بل ومن خلف ظهره حيث لم تعرض هذه الاتفاقية لاستفتاء رغم خطورتها البالغة على وحدة البلاد ومصيرها، معولة على نظام الانقاذ الديكتاتوري لتمريرها بقوة القمع والارهاب وفي تنكر صريح لشعاراتها حول إحترام حقوق الانسان وإرادة الشعوب وحقها في تقرير شئونها.
أيها الرفاق والرفيقات:
اننا في حزب البعث نرى ان الاسلام هو المكون الاساس للشخصية الوطنية السودانية وانه إذا كانت الثقافة العربية والاسلامية هي الثقافة الغالبة في بلادنا فهذا لا يعني إنكار وجود ثقافات أخرى في قطرنا، لقد طالب حزب البعث منذ نشوء في السودان بالاقرار بالتعددية الثقافية، واعتبر الحزب القومي بأن الثقافات المتعددة في الوطن العربي متساوية في القيمة، وإد أقر الحزب بالخصوصيات القطرية فأنه أقر أيضا بالخصوصيات في إطار كل قطر.
ان التمسك بالثقافات غير العربية وإحيائها وبذل الجهد في المحافظة عليها وتطويرها ليس حقا لمن ينتمون لهذه الثقافات فحسب بل هو واجب على الدولة والمجتمع، فالتنوع يحقق الثراء الثقافي والتقدم الحضاري وهو يعبر عن عراقة شعب السودان الذي تمتد جذوره إلى آلآف السنين، فالسودان لم يتخلف عن الحضارة منذ نشوئها، ولما لم تكن هناك حدود تفصل بين الشعب في شمال الوداي وجنوبه قان حضارة وادي النيل تعتبر من اولى الحضارات الانسانية الى جانب حضارات وادي الرافدين والشمال والجزيرة العربية، ولم تكن حضارة وادي النيل (مصر والسودان الان) منغلقة على ذاتها بل كانت فاعلة ومتفاعلة مع جيرانها في الشرق حضارياً وثقافيا وروحيا، واستمرت كذلك لآلآف السنين قبل نشوء المدنيات في الهند وفارس واليونان وروما، كما ان السودان بموقعه المتميز كان منذ القدم وإلى يومنا هذا جسر التفاعل الحي بين شمال القارة وجنوبها وملجاً ومحطاً للاقوام التي ضاقت بها ارضها وفي ربوعه تعايشت وتمازجت الاقوام والاعراق والتقاليد والثقافات، ولم يعد ما يميز بين أهله سوى التعدد الثقافي وأنماط الانتاج المختلفة، بيد أن الاستعمار قد انتهج سياسات إقتصادية واجتماعية أدت إلى تفاوت في النمو بين مناطقه، ولم تعالج الأنظمة الوطنية التي تعاقبت على الحكم بعد الاستقلال هذه الإختلالات لعجزها عن إنجاز مهام ما بعد الاستقلال وهو ما ادخل البلاد في ازمة وطنية شاملة إزدادت تفاقما وتعقيداً بعد الثلاثين من يونيو 89، حيث إستغل الإنقلابيون المتأسلمون شعارات العروبة والاسلام غطاء لمشروعهم الرامي إلى تمكين عصابات الرأسمالية الطفيلية، مما أدى إلى احتكار فئة فاسدة للثروة بطرق غير مشروعة، مدعومة بسلطة الدولة الديكتاتورية، ولم تبالي في سبيل تحقيق أهدافها هذه بالمخاطر الداخلية والخارجية الرامية الى فصل الجنوب ووضع ما تبقى من البلاد على مائدة التفتيت.
وبالرغم من معاناة الشعب على إمتداد القطر من وطأة السياسات الإجرامية لنظام الانقاذ إلا ان ابناء شعبنا في المناطق الاكثر تخلفاً قد تضاعفت معاناتهم وبخاصه في المناطق التي فاض بها الكيل يأساً من استجابة النظام لمطالبها المشروعة فلجأ بعض أبنائها إلى حمل السلاح، والى الرد على أطروحات نظام الانقاذ الدينية والعنصرية باطروحات مضادة وان تماثلت في طبيعتها، وهكذا عمد الطرفان الى تزييف حقيقة المشكلة ووتزييف حقيقة أبعاد الصراع السياسي والاجتماعي واضفاء طابع ديني وثقافي زائف عليه، واتجه الطرفان للاستقواء بالخارج حد الاحتكام والارتباط بالقوى الامبريالية والصهيونية العنصرية العدوانية المعادية لشعب السودان وللانسانية جمعاء ولقيم العدالة والانصاف والمساواة والتحرر والتقدم. وفي كلا الحالين على حساب المصلحة الحقيقة للسودان وشعبه، حد التفريط في وحدة ما تبقى من السودان ووحدة شعبه، بتبني خط تقسيم البلاد إلى كيانات اقليمية والسعي لتحويلها إلى دولة كونفدرالية، تحت ذريعة التعدد الثقافي، علماً بأنه لا يوجد إقليم خال من التعدد الثقافي، بل ان وثيقة الفجر الجديد – التي رفضها الحزب جملة وتفصيلا – قد افصحت بشكل صريح عن مخطط تفتيت البلاد بالمطالبة بالوحدة الطوعية للأقاليم بعد إنجاز التقسيم، وهو ذات المطلب الذي على أساسه تم تمرير حق تقرير المصير وفصل جنوب السودان.
إن حزب البعث قد اقر في ايدولوجيته وفي برامجه بالتنوع في إطار الوحدة، ولكن بعض القوى ترفع شعار التنوع والتعدد الثقافي مدخلا للتفتيت ولاقصاء الثقافة العربية والشاهد على ذلك ان الحركة الشعبية بعد فصل الجنوب لم تعتمد اللغات القائمة في الجنوب وإنما إعتمدت اللغة الانجليزية بشكل تعسفي لغة رسمية للجنوب.علما بانها لغة النخبة بينما اللغة العربية هي الاوسع انتشارآ وهي لغة التفاهم بين القبائل المختلفة وهي اللغة الوطنية التي كان من شأن إعتمادها في الجنوب ان يقوي الروابط التاريخية بينه وبين الشمال.
أيها الحضور الكريم
ان ما تواجهه بلادنا من تحديات داخلية وخارجية يفوق قدرة كل تنظيم على مواجهته بمفرده..إنها تتطلب تحشيد كامل طاقات وامكانيات شعبنا وأمتنا، ان النضال لاسقاط أنظمة الاستبداد والفساد والعجز والتبعية في السودان والوطن العربي هو الذي أجمعت عليه جماهير شعبنا وقواها الوطنية ولو أ‘ختزلت المسألة في هذا الأمر لهانتولكننا نعاني من حالة التجزئة والتبعية والتخلف وهي الحالة التي تسعى القوى الدولية لتكريسها للسيطرة على مقدرات الأمة وأقدارها تساندها في هذا المسعى الفئات المحلية ذات المصالح الضيقة والامتيازات المرتبطة بالواقع القائم الفاسد، لذا فإننا بمختلف مدارسنا الفكرية والسياسية بحاجة الى حوار عميق لنذهب الي ما هو أبعد من إسقاط الانظمة حتى نتمكن من إقتلاع جذورها الفاسدة، ونقطة البداية في ذلك بالتوافق على ثوابت وطنية وقومية وتعميقها بالحوار والتفاعل الايجابي بما يمكننا من البناء السياسي للكتلة التاريخية ومن البناء الفكري للمشروع النهضوي الحضاري بعقل مستنير لشعبنا وأمتنا.لقد إنتهت المجتمعات في الدول المتقدمة الى ما ندعو اليه بعد حروب داخلية وبينية دامية إمتدت لقرون من الزمن، فلماذا لانبدأ من حيث إنتهت وتجنب تكرار تجاربها المأساوية.
والى ذلك وبصرف النظر عن الموقف من النظام القائم في سوريه فاننا تشجب وندين محاولات الغرب الاستعماري والصهيوني المبيتة للعدوان العسكري على هذا القطر العربي في خروج صريح على ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وفي تناقض أيضآ مع ما يتشدقون به من شعارات حول الديمقراطية فالسيد أوباما بعد أن تراجع عن تعهده بعدم القيام بعمل عسكري منفرد وأعلن بصراحة أنه سوف يتحذ القرار الذي يخدم المصالح الامريكية فان أعوانه قد أعلنوا، بعد رفض ألمانيا وكندا ورفض البرلمان البريطاني مشاركة بلادهم في الحرب ضد سورية،بأن الضربات العسكرية لا تتطلب قرارآ من الكونقرس الأمريكي في تنصل آخر من تعهدات أوباما. وإننا ندعو شعبنا والقوى الوطنية وكل الشرفاء والاحرار في العالم الى إتخاذ المواقف التي من شأنها وضع حد للغطرسة الامبريالية والعربدة الصهيونية.
اننا في حزب البعث نحي الصفحة الثانية في انتفاضة شعبنا في شمال الوادي ذات الطابع الثوري في الثلاثين من يونيو كما نحي إنحياز القوات المسلحة والنظامية لإرادة الشعب في هذه المرحلة لقطع الطريق أمام توطد نظام فاشي بغطاء ديني زائف.ان حجة صناديق الاقتراع لاتصمد أمام إرادة الشعب الغالبة، فان موسليني قد جاء عبر صناديق الاقتراع ليفرض نظامآ فاشيا في ايطاليا وكذلك هتلر الذي فرض نظامآ نازيآ’ في ألمانيا وكل منهما كان يتمتع بتاييد شعبي جارف بيما أُنتخب الرئيس مرسي ضمن ظرف إستثنائي برصيده المتواضع في الجولة الأولى وصوت له الناس، بلا إرتياح أو قناعة به وببرنامجه، فقط للحيلولة دون فوز الفريق أحمد شفيق باعتباره من رموز مبارك وباعتباره أخف الضررين ولكن غطرسة الرئيس مرسي وتفرعنه ونكثه عن كل العهود والمواثيق التي أقسم على الالتزام بها أمام الشعب ومحاولة فرض ايدولوجية حزبه المرتجلة على المجتمع وشروعه في أخونة جهاز الدولة واستخفافه بالشعب وقواه الوطنية وبالقضاء وبالاعلام والازهر والكنيسة وبكافة مقومات المجتمع ووصفه لرئيس الكيان الصهيوني بالاخ العزيزوتمنياته لهم بالرغد على (أرضهم) وتزييل رسالته بالصديق الوفي وإتقاقيات جماعته المشبوهة مع الامبريالية الأمريكية الى آخر ما تعرفونه ويعرفه شعب السودان الذي تابع ويتابع بدقة مجريات المشهد في مصر قد حشد الشعب في حالة لامثيل لها من الاجماع الوطني عبرت عن نفسها في الثلاثين من يونيو و3 يوليو وفي السادس والعشرين منه. ولقد إتخذ نظام الانقاذ موقفا مناورآ فقد أعلن أن ما يحدث في مصر شأن داخلي بينما حرك تظاهرات هزيلة تأييدآ لمرسي وجماعته ونحن نعرف أنه لايمكن السماح بأي مسيرة في السودان إلا لتأتيد النظام ومواقفه وقد رأيتم كيف قمع النظام مسيرة الشجب لاغتيال القائد الشهيد صدام حسين وإعنقال ومحاكمة البعثيين وإدانتهم. اننا دعو الاسلاميين المستنيرين لإتخاذ الموقف الصحيح في إتجاه بناء الكتلة التاريخية
أيها الرفيقات والرفاق
إن الاخلاص لقضية الشعب هو العنوان الاساس لنضالنا في السودان وان ما يحرزه التنظيم من مكاسب مشروعة في توسيع قاعدته جراء فعالياته الجماهيرية يأتي بالنتيجة، ولكن ليس بالضرورة ان يتحدد جهدنا في النضال من اجل الشعب والوطن بقدر المكسب الحزبي، فالتنظيم ليس غاية نضالنا وانما هو وسيلته لترقية وعي الجماهير وتنظيم صفوفها وحشد طاقاتها وامكانياتها في مواجهة تحديات ومتطلبات النضال الوطني.
لذا ينبغي علينا ان نحكم المعادلة بين دور الطليعة والجماهير وان نناضل من اجل وحدة وديمقراطية واستقلالية التنظيمات الجماهيرية وان نحافظ عليها ونحرص عليها في مواجهة اي إغراءات بالهيمنة والسيطرة انطلاقاً من ايماننا بوحدة الهدف الذي يناضل من اجل الحزب والتنظيمات الجماهيرة الديمقراطية. وإذا لم نحرص على ذلك فسوف تتحول هذه التنظيمات إلى مجرد واجهات للحزب والحزب ليس بحاجة إلى واجهات، فالواجهة سوف تختزل عضوية هذه التنظيمات في حدود العضوية الحزبية وتفرغها من الزخم الجماهيري وتجهص هدف الحزب المركزي في ترقية وعي الجماهير وتأطير طاقاتها وامكانياتها لتؤدي دورها ضمن برنامجها في حركة النضال الوطني. ولقد كان لمثل هذه الممارسات الاثر السلبي على تنظيمات الحركة الجماهيرية الديمقراطية التي نعول عليها ليس في النضال ضد نظام الانقاذ وحسب وإنما لتوجيه الحركة السياسية في بلادنا، بعد الخلاص من نظام الانقاذ، في المسار الوطني والتقدمي للخروج من الازمة الوطنية الشاملة والالتزام بمصالح اوسع الجماهير وتطلعاتها وآمالها في الحياة الحرة الكريمة..
وأننا على ثقة من ان الرفاق والرفيقات الذي قادوا الحملة الشعبية لمقاطعة الانتخابات، لقادرون على تعبئة الجماهير وإستنهاض قواها الحية دفاعآ عن هوية شعبهم وقيمه الروحية وعن وحدة بلادهم وعن مصالح اوسع الجماهير الكادحة في مواجهة نظام الانقاذ وبدائله الزائفة. ان علينا إستثمار الهامش المتاح من الحريات على محدوديتة في تصعيد النضال من أجل اسقاط النظام وتحقيق التغيير الجذري وبناء نظام ديمقراطي يتناسب مع أوضاع السودان وينحاز الى مصالح أوسع الجماهير الكادحة ويعلي من قيم المواطنة ومن دولة المواطنه عوضا عن دولة الإقليم والمحاصصات القبلية.
ونحن واثقون من الانتفاضة قادمة لا ريب فيه يرونها بعيدة ونراها قريبة بإذن الله وتوفيقه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته