هاني الفردان
ماذا بقي ليقال، يا معالي وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف ويا سعادة النائب العام لتتحركان، وتوقفان ذلك الموتور عن الكلام.
كفَّر الشيعة، فصمتم، ولم تحركا ساكناً، وها هو الآن ينجِّس كل سني يرى أن الشيعي أخٌ له، فماذا أنتم قائلون وفاعلون؟ أم ترون أن تركه ممكن لأنه معتوه؟!
إذن، لا تلوموا بعد ذلك من سيطعن في القضاء، ولا توقفوا خطباء أو مغردين، إن لم يكن لميزانكم كفتي عدل لا تبخس الناس أشياءهم، ولا تشعرهم بالظلم والاضطهاد.
قال في تغريدته الأولى «لكل رافضي ينوي دخول ملة الإسلام – عقيدة أهل السنة – بنية صادقة وبأن ينطق الشهادة بحق، له منَّا تعديل أوضاعه وتصفية ديونه بالكامل، ولوجه الله».
فأخرج نصف أهل البحرين وأكثر من الملة والدين.
ثم قال في تغريدته الثانية «كل سُني مقتنع أن الرافضة إخوانه بالدين لهو نجس.. ونجاسته مبنية على نجاسة من آخاهم المعلومة للجميع.. انتهى».
فنجَّس النصف الثاني من أهل البحرين، فلماذا أنتم ساكتون؟
هل ما يقوله هذا المعتوه، هي فتوى من رجل دين، لا يمكن الاقتراب منه أو المساس به، أم أن هذا لا يمكن أن يقال عنه بأنه «من منحرفي الفكر وفاسدي العقيدة، وأنه دون عبارات بلغت حدّاً الانحطاط يعف اللسان عن ذكرها»؟!
هل سنشهد مؤتمراً صحافياً لمسئول يستعرض فيه تغريدات «المعتوه» كما تم استعراض تغريدات رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب؟
ماذا ستقول الجهات المعنية عن تلك التغريدات التي كفَّرت الشيعة ونجَّست «كل سني مقتنع أن الرافضة إخوانه بالدين»؟
أين السلطة التشريعية بغرفتيها، النواب والشورى، ولماذا هذا الصمت؟ أم أن القضية لا تعنيهم، فليس منهم لا شيعي ولا سني، ولا كافر ولا نجس، إذ لا يمكن أن يفسر صمتهم إلا قبول بما يقال، إذ تعودنا أن لهم في كل قضية بياناً واستنكارا.
هل سنشهد محاكمة علنية، لهذا الإنسان الذي فسَّق وكفَّر ونجَّس شعب البحرين؟ أم أن القلم مرفوع عنه، ولا يمكن أن تطاله يد القانون؟ وكل ما نقوله سيكون أضغاث أحلام.
أسئلة توجه إلى السلطة من كبيرها إلى صغيرها، من سنيها وشيعيها، هل الوزراء والمسئولون السنة نجسٌ إلا من لا يرى أن الشيعي أخٌ له؟ وهل كل شيعي كافر؟
الموضوع لا يحتاج إلى بحث، ولا إلى تحقيق، ما عليكم سوى زيارة صفحته على «تويتر» لتكتشفون حجم المآسي الموجودة.
ما عليكم سوى عقد النية، لإنهاء المهزلة الحقيقية التي تسعى لضرب المجتمع البحريني، وخلق أزمة وفتنة طائفية حقيقية ليست مصطنعة، ما عليكم سوى تحكيم العقل لتكذيب كل تلك المقولات التي تقال من أن هذا المعتوه ما هو إلا صنيعة متعمدة، لخلق الزوبعة، وحرف الأنظار عن ما يدور في البلاد، أم أنه امتداد لمن كان يشتم ويسب طائفة من على منابر خطب الجمعة، حتى أسكت بهدوء، وأبعد عن المشهد.
تحركوا حتى تكذِّبوا من يقول بأن كفتي العدل غير متساويتين. تحركوا حتى نرى عدالة القضاء بين مختلف فئات المجتمع. تحركوا حتى تقنعونا بأن القضاء مستقل، وتهمه المصلحة العليا للوطن بمختلف مكوناته، وأنه ليس مسلط على فئة دون أخرى.