منصور الجمري
لن أتحول إلى محلل رياضي لأبحث عن أسباب الفوز أو الهزيمة، ويكفي ما نقلته وسائل الإعلام من أن «العراق يقضي على أحلام البحرين في الوصول إلى نهائي خليجي 21»… وبلاشك؛ فإن المنتخب البحريني كان متألقاً، ولكن في النهاية «الكورة مدورة».
كرة القدم تشبه السياسة، ويتمنى المرء لو أن السياسة تدار بطريقة عادلة كما هي كرة القدم، حيث الحكم «محايد» بين اللاعبين، وحيث تطبق القوانين والإجراءات على أساس «المساواة»، وحيث إن «الكفاءة» هي التي تحدد مستوى الشخص.
الرياضة عموماً، وكرة القدم خصوصاً، تتشابك مع السياسة بصورة متداخلة ومعقدة، وذلك لأن كرة القدم تذكر الإنسان بهويته، والسياسة تعتمد في كثير من جوانبها على تحديد هوية المرء. كما أن الرياضة يمكن استخدامها للدعاية السياسية، فالنجاح والفشل في نهاية الأمر له علاقة بأفراد ومؤسسات، وهناك استثمارات كبيرة للجهود والأموال، وهذه تحتاج إلى قرارات لتحريكها على أرض الواقع، وهناك الذي يرضى، كما أن هناك الذي لا يرضى عن هذا الأمر أو ذاك.
كل بلد يودُّ أن يستعرض مدى الانسجام بين أفراد الشعب في المباريات المهمة، وكيف أن الجميع يجتمعون على قلب واحد، وفي هذا الجانب تدخل السياسة من أوسع أبوابها، وهو أمر مشروع. فالقائد التاريخي لجنوب افريقيا نيلسون مانديلا غيَّر نفسية شعبه عندما وحَّدهم «لأول مرة» على تأييد فريق «الرجبي» الذي كان يجتذب فئة دون أخرى قبل العام 1995، وتمكَّن من خلال الدعم والحماس أن يحقق نصراً تاريخيّاً لشعبه على المستويين الرياضي والسياسي.
إن كرة القدم ليست كأية لعبة أخرى، فهي اللعبة الأجمل والأكثر شعبية في العالم؛ لأنها تستطيع أن تستخرج أفضل ما في اللاعبين عندما تُلعب بالأصول والقواعد، وعندما تُدار أيضاً على الأسس الصحيحة… وأملنا أن يعود لاعبونا الذين عانوا الكثير خلال ما حدث في البحرين العام 2011 إلى تألق يليق باسم البحرين، وأن نجسد تلاحمنا في مناسبات تجمعنا على وطن واحد وقلب واحد