بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
كثيرة هي الاكاذيب التي رافقت غزو العراق واحتلاله، وقد صدرت بتخطيط من المخابرات المركزية الاميركية، ورددها العملاء والخونة والحاقدون على العراق والامة، ومن جملة هذه الاكاذيب تسلل المقاتلين العرب من سوريا، واخذت الادارة الاميركية التخطيط لتشويه الموقف السوري، كما درجت على تشويه النظام الوطني في العراق قبل الغزو وبعده، وقد التقط حكام العراق الاميركي ترديد هذه الاسطوانة المشروخة، فكانت حملة الهالكي على سوريا، وتأليب المجتمع الدولي عليها، وتهديدها بممارسة الارهاب داخل الاراضي السورية، ردا على ما ادعاه بدور سوريا في التفجيرات، التي تطال بغداد والمدن العراقية، ولكن باءت كل اكاذيبه بالفشل، وارتد على عقبيه خاسئا.
يدعي عملاء العراق اليوم ان تسلل المقاتلين الاجانب الى العراق قد انخفض كثيرا، لانهم يذهبون الى افغانستان، وهو ادعاء كاذب، كون المقاومة العراقية تنبع من الشعب العراقي، ولان كل ما تروّج له اميركا واعلامها عن عمليات القاعدة، لا يتجاوز ال الواحد بالمئة من عمليات المقاومة، فأين يكمن تأثير هؤلاء في المقاومة العراقية الباسلة، التي افشلت المشروع الامبريالي الصهيوني المجوسي على العراق؟.
ان الادعاءات الاميركية بتسلل المقاتلين العرب، او بوجود المقاتلين الاجانب، فيه طعنة بكرامة الشعب العراقي البطل، وهو كما وصف العملاء وزينوا لاسيادهم في البيت الابيض قبل الغزو، ان الشعب العراقي سيستقبلهم بالورود، فهاهم قد اكتشفوا ان البنادق والمتفجرات كانت جاهزة في استقبالهم، وباتوا يعيشون ليالي حالكة من التواجد على ارض الرافدين، حتى انهم قد ندموا على اليوم الذي فكروا فيه بغزو العراق واحتلاله، خاصة وان عملاءهم جبناء، ولا يملكون على الارض اي دعم ومساندة من ابناء الشعب العراقي، وكل مظاهر الادعاءات الكاذبة في الانتخابات ونسبة المشاركة، يعرف العالم كله مدى حجم الكذب في كل ما يجري اثناء هذه الانتخابات المهزلة.
الذين روجوا لاستقبال العراقيين لقوات الغزو والاحتلال، عمدوا لتجريد الشعب العراقي البطل من كرامة وشهامة وشجاعة، فما من شعب يملك حدا ادنى من الكرامة الوطنية يقبل بحكم العدو، والاستحواذ على حريته وكرامته، والتحكم في قراره، والتلاعب بثروته، الا وكان هذا الشعب يعيش في ادنى مستويات التخلف والانحطاط، والعراقيون كانوا ومازالوا يأبون الظلم، وتشهد لهم كل المواقع والمعارك التي خاضوها انهم في طليعة شعوب الارض، يرفضون الحكم الاجنبي، وحتى ان قيادتهم لابد لها وان تكون قادرة على ممارسة القيادة، لصعوبة في تحجيم ارادتهم واخضاعهم.
لم تعد الادعاءات الاعلامية الاميركية، ولا لترديد ببغاوات الاحتلال من قيمة، لان العراقيين كانوا على وعي تام باهداف الاحتلال، وقد تم استهداف العراق بنظامه الوطني، بسبب من مواقفه المعادية لاعداء الامة، والا لما اجتمعت عليه قوى الشر والبغي من امبريالية وصهيونية ومجوسية، وحكام عملاء ابتليت بهم الامة العربية، فما من نظام يجتمع ضده هذا الرهط من الاعداء الا وكان على صواب.
حكام العراق الاميركي لم يبق في جعبتهم اية ادعاءات لتفسير وجود المقاومة الباسلة، وتبرير لتنامي حجم عملياتها، فقد جربوا ترديد الاسطوانات الاعلامية الاميركية المشروخة، وبان حجم الكذب فيها، وعندما وصلت اميركا الى حد اليأس من استمرارية وجودها، واستعدت للهروب، بات الدور الكاذب مسنودا لعملاء المنطقة الغبراء في بغداد، ولم يدر بخلد هؤلاء العملاء ان اوراقهم مكشوفة، فلتسأل اي طفل عراقي في الشارع عن توصيف هؤلاء، واول ما يبادرك بالقول هاؤلاء جاءوا على دبابات الاحتلال، ودمروا الوطن وقتلوا المواطنين، ونهبوا ثروته، وهجّروا الناس من بيوتهم، فماذا سيقدمون للوطن المدمر؟، بعد ان كان وطنا عزيزا يرفل بالخير ويشمخ بالانفة والكبرياء.
ماذا يظن هؤلاء العملاء في عالم لم يعد يملك احدا اخفاء الحقيقة؟، وهم يمارسون الكذب والادعاءات الفارغة، كما هي رؤوسهم الفارغة من اي عقل وتفكير، اليست جريمة كبرى ان يسند حكم وطن عظيم لعملاء خونة؟، ما اتصفوا الا بالغباء والجهل والامية السياسية، فهم باعوا الذمة والضمير منذ اليوم الذي وضعوا اياديهم بيد الاعداء، من اميركان وصهاينة وفرس، لان من يملك حدا ادنى من الذمة والضمير لا يبيع وطنا يدعي الانتساب اليه، بحفنة دولارات او منصب تافه زائل لاقيمة له، ويورث ابناءه من بعده الخزي والعار.
قليلة هي النماذج التي سار هؤلاء العملاء على طريقهم، وقد اصبحت هذه النماذج مثلا في الخسة والعار، يرددها الناس في كل زمان ومكان، وقد دمر هؤلاء العملاء اوصافا ما كان لها ان تكون رديئة الا بعد ان مارس العملاء دورهم الخياني، فمن يحترم كلمة معارضة سياسية بعد فعلة ما كانوا يطلقون على انفسهم معارضة عراقية، فهل المعارضة تعني الخيانة؟، والدوس على كل القيم، مقابل ثمن بخس لا ينفع وطنا ولا ينقذ مواطنين.