مريم الشروقي
حاولنا الكذب في 1 ابريل (نيسان)، ولكن هذه الكذبة جاءت متأخّرة 5 أيّام، حيث اننا وددنا الكذب في كثير من المسائل، وسنسرد جزءا منها:
الكذبة الأولى: تثبيت الاتّحاد الخليجي وسعي البحرين لتكون أوّل مملكة تتّحد مع السعودية!
الكذبة الثانية: زيادة الرواتب، وحصول كل مواطن على نسبة 100 في المئة من الراتب!
الكذبة الثالثة: انتهاء الحوار والتوافق على المجلس الوطني، والتمهيد لمنح المواطنين دوائر عادلة!
الكذبة الرابعة: عرض مرئيات الحوار على استفتاء شعبي، أخذا بما ينص عليه الدستور «الشعب مصدر السلطات».
الكذبة الخامسة: اسقاط الديون على المواطنين، وفرض ضوابط في الحصول على قروض!
الكذبة السادسة: بيت لكل مواطن خلال 3 سنوات فقط!
الكذبة السابعة: تسديد ديون البقّالات والجمعيات وصرف تذاكر بترول للمواطنين!
الكذبة الثامنة: تحويل ملفّات الفساد الى المحكمة الكبرى لتحقيق العدالة!
الكذبة التاسعة: تحويل المحرّضين والحاقدين ابان الأحداث الى التحقيق وسجنهم!
الكذبة العاشرة: اسقاط فواتير الكهرباء عن النّاس، وفرض دفعها على الشركات الكبرى وأصحاب النفوذ!
وأخيرا الكذبة الكبرى: توافق أهل البحرين ونسيان ما حدث وتعويض النّاس عن حجم الدمار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي!
هل انتهت الكذبات أم نواصل فيها؟! فهي سهلة وجميلة وما أحلاها، ولكنّها كذبات متمازجة مع تطلّعات وأحلام بعيدة المنال، ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك. فها هي مرئيات الحوار يشوبها الصراخ والجدال وعدم الاتّفاق، وها هم دعاة الضلال ودعاة العصور المظلمة يزيدون في اشعال النيّران، نيران الحقد والكراهية والتفريق وعدم الأخذ بأنّ الشعب مصدر السلطات جميعا!
هذا الشعب الذي يعاني الأمرّين، هذا الشعب الصابر على الهموم وعلى المشكلات، هذا الشعب الذي قيل عنه مثل الزل الايراني، الى متى سيصبر؟ والى متى سيعاني؟ فلقد كبرت المشكلات وكثرت الأزمات، ولا نجد من يحلّها ويحاول السيطرة على شوائبها حتى لا تتدمر البحرين.
ولا نعتقد بأنّ هناك كائنا كان يريد للبحرين الدمار، الاّ المنافقين والمتمصلحين والسبّابين، فأولئك هم الذين يمرحون ويسرحون ويزيدون جيوبهم، ولا يستشعرون قوّة الألم والمعاناة، فهم ريموت كونترول في الأيدي، ومرتاحون من تحقيق أهدافهم الشخصية، وبعيدون كل البعد عن مطالب الشعب وهمومه.
لابد من الصبر ولكن في حدود، ولابدّ من المحاولة في لمّ الشمل ولكن من دون انتزاع الكرامة، هذه الكرامة التي لا يعرفها عبدة الدينار، عبدة البيوت والسيّارات الفاخرة، بل يعلمها الأحرار الذين لا يتنازلون عن حقّ ولا يتوانون عن واجب. وجمعة مباركة.