«تاريخ الحركة الطلابية، الاتحاد الطلابي نموذجا»
شدد عضو الأمانة العامة في التجمع القومي جعفر كاظم على أن «الاتحاد الوطني الطلابي البحريني نجح في أن يكون عابرا للطوائف، وتمكن من أن يكون مصنعا للقيادات السياسية الحالية في البلد».
وأضاف في ندوة عقدها التيار الوطني ممثلا في جمعيات (المنبر التقدمي، التجمع القومي، وعد)، بمقر جمعية المنبر التقدمي في مدينة عيسى مساء الأحد (1 مارس/آذار 2015)، تحت عنوان «تاريخ الحركة الطلابية، الاتحاد الطلابي نموذجا» أن «الطلبة البحرين ومن خلال الاتحاد كان لهم دور واضح في الوحدة العربية، عبر توثيق العلاقات مع المنظمات العربية وخاصة الخليجية الطلابية، وكان الاتحاد يدعو إلى توثيق الروابط مع الاتحادات في الجزيرة العربية».
وأفاد كاظم «كنت من ضمن المشاركين في المؤتمر التأسيسي للاتحاد الطلابي في بغداد، الذي كان عبارة عن فسيفساء من طلبة الاتحاد السوفييتي وبيروت وبغداد والسويد والهند والقاهرة وغيرهم من الدول والعواصم، وكان همنا هو الوطن ورفع اسمه». وأردف «لعب الاتحاد البحريني دورا أساسيا في الحركة الطلابية، اذ كان الاتحاد يلعب دورا دؤوبا في تعزيز دور الوحدة العربية وقواها القومية التقدمية، وهو امتداد طبيعي للعلاقات الطلابية التي تأسست في الخارج، اذ عني بقضايا الطلاب ومشكلاتهم في كل من القاهرة وبغداد والبصرة وبقية المدن خارج الوطن التي تأسست فيها فروع الاتحاد».
وأكمل «كان الاتحاد أول محطة طلابية لا يمكن إخفاؤها، فقد جمع الطلبة تحت مظلة واحدة مع اختلاف التوجهات، مبتعدا كل البعد عن الطائفية، فحوى البعث والشيوعيين والماركسيين والناصريين وغيرهم، وكان الطلبة على مستوى كبير من الوعي والثقافة وأسسوا هذا الاتحاد».
وذكر أن «الاتحاد الوطني الطلابي جاء نتيجة لإحساس الطلبة لأهمية تأسيس كيان طلابي نقابي يجمع في صفوفه الآلاف الطلاب البحرينيين في الخارج».
وأشار إلى أن «تاريخ الحركة الطلابية ارتبط بتأسيس أول مدرسة نظامية العام 1919، لذلك تأسست المجموعات الطلابية ومرت الحركة بعدة محطات، ومنها في فترة الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي».
ولفت كاظم إلى أن «الروابط الفكرية لطلبة البحرينيين في الخارج، كانت رافدا لتكوين الاتحاد الطلابي، وقد مرت فكرة الاتحاد الطلابي بعدة منعطفات، وفي العام 1969 تم الاتفاق على عقد مؤتمر تأسيسي ومنه خرجت لوثائق اللازمة للتحضير لتأسيس الاتحاد الطلابي، وفي فبراير 1970، انعقد المؤتمر التأسيسي الأول، في 1971 تم عقد مؤتمر تأسيسي ثان حضره ممثلو فروع الاتحاد في جميع العواصم التي تضم طلابا بحرينيين في الخارج».
وأفاد «في 25 فبراير/شباط 1972، أعلن 11 فرعا تأسيس الاتحاد الوطني الطلابي وارتفع العدد إلى 16 فرعا، وكان هناك اختلاف مسمى الاتحاد، ولكن التسمية تم الاتفاق عليها أن تكون الاتحاد الوطني البحريني».
وأكمل «وكانت شروط التأسيس في الدول العربية أن يكون هناك 15 طالبا لتأسيس الاتحاد، وفي غير الدول العربية 10 طلاب». وعن أهداف الاتحاد، قال كاظم: «ناضل الاتحاد من اجل الدفاع عن مصالح الطلبة والمطالبة بحقوقهم وحل مشاكلهم، والمطالبة بمجانية التعليم وحصول الطالب على كافة حقوقه، وتوفير المعاهد، والمطالبة بتأسيس جامعة عصرية في البحرين، والعمل على تأسيس اتحاد وطني في البحرين، ونشر الوعي النقابي». وتابع «وفي الجانب الاجتماعي كان هناك ترابط بين الطلاب أنفسهم على الرغم من اختلاف التوجهات، وكان هناك اتفاق على رفض العنصرية والطائفية والقبلية، وكان الطلاب على درجة من الوعي، كما كانت هناك فرصة للتزاوج ين الطلاب بدون الالتفات إلى الطائفية، اذ لم تكن الطائفية تعلب أي دور لدى الطلبة بسبب الوعي الكبير الذي كانوا يحملونه».
وأوضح أن «الاتحاد الطلابي أفرز معظم القيادات السياسية الحالية وقيادات النقابات، لذلك يعتبر الاتحاد الوطني نواة للقيادات السياسية».
وعن العمل الصيفي، فذكر كاظم «كان الطلبة عندما يعودون إلى البحرين، كان لهم دور كبير في العمل الصيفي من اجل توصيل أفكار الاتحاد لوطني من الخارج إلى الداخل عبر العمل الصيفي ودروس التقوية والمسرحيات التي تتم خلال فترة الصيف أثناء رجوع الطلبة إلى البحرين». وواصل «وفي المجال القومي، كان الطلبة كان لهم دور واضح في الوحدة العربية، وكان لهم دور في توثيق العلاقات مع المنظمات العربية وخاصة الخليجية الطلابية، وكان الاتحاد يدعو إلى توثيق الروابط مع الاتحادات في الجزيرة العربية».
وأردف «وكان هناك يوم الطالب العربي، فكانت تشترك فيه جميع الطلاب العرب، ومن ضمنهم الطلاب البحرينيين، وكان ذلك يعتبر من صور التلاحم بين الطلاب البحرينيين والعرب».
وذكر أنه «في المؤتمر العام يحضر جميع الفروع، وقد عقدت 6 مؤتمرات طلابية، بعد نجاح المؤتمر التأسيسي العام 1972، الأول والثاني والثالث انعقد في بغداد والبقية عقدت في دمشق»
وأوضح أنه «بسبب الظروف التي حدثت، والتطورات بعد العام 1976، قامت وزارة التربية والتعليم مع المؤسسة العامة للشباب والرياضة بمنع النشاط الصيفي وسحب جوازات الطلاب المشاركين في الاتحاد الطلابي، وتم إنشاء أندية بديلة إلى الاتحاد الوطني، لذلك ضعف الاتحاد الطلابي كثيرا».
وختم كاظم «تطور الوضع الطلابي بعد العام 2002، وحاولت الوزارة إنشاء أندية طلابية في المدارس، للهروب من استحقاقات الطلبة، وتم تضييق الخناق على الاتحاد الوطني الطلابي».
أما الناشط فؤاد سيادي، فقال: «نحن أحوج ما نكون أن نقف أمام تجربة الحركة الطلابية، لنستخلص منها العبر، خاصة وأنه قد مر علينا الآن 43 سنة من تأسيس الاتحاد».
وأضاف سيادي «الحركة الطلابية تأسست منذ العام 1965، كلنا نتذكر انتفاضة ذلك العام وكيف كان الطلاب لهم الدور البارز في رفد الحركة السياسية، وكان أول تحرك على الصعيد الطلابي كان في العام 1973، وكنت احد القيادات فيه وكان لنا تحرك لتأسيس فرع للاتحاد الطلاب في الداخل». وتابع «لنتحاور عن سبب وفاة الاتحاد، فلقد كانت هناك شهادة ميلاد للاتحاد، ولكن لم تكن هناك شهادة وفاة رسمية له، رغم أن الواقع يؤكد وفاته، أما عدم استمرارية الاتحاد ففيها عدة عوامل، منها عوامل موضوعية وأبرزها دور السلطة في ضرب الاتحاد من خلال اعتقال قادة الاتحاد وسحب الجوازات عنهم».
وأكمل «حتى الحاضنات في الخارج التي احتضنت الطلبة البحرينيين في الخارج، لعبت دورا سلبيا على الاتحاد، فالمؤتمر عندما ينعقد في سورية أو في بغداد كانت هناك ضغوط وشروط لعقده، وحاولنا عقده المؤتمرات العامة في البحرين للخروج من هيمنة هذه الدول، ولكن لم نفلح في ذلك».
وشدد «الاتحاد الوطني الطلابي كان يمد الحركة السياسية بالكوادر، حتى عندما يتم ضرب التيارات السياسية، كان هو من يقوم بتغذيتها بالكوادر النشطة».
وتابع «كذلك مسألة تغليب التسييس على الجانب النقابي، لدرجة أنه أحيانا لم تكن القوى الطلابية تركن إلى النظام التأسيسي بقدر ما كانت الحزبية تلعب دورا في قراراتها».
وأكمل سيادي «من ضمن احد الأمراض التي عانى منها الاتحاد، أن العضوية كانت مفتوحة لطلبة المرحلة الثانوية وأعلى، فكان طلبة الدراسات العليا يترفعون عن المشاركة في الاتحاد».
وختم «الاتحاد الطلابي لعب أدوارا مشرفة ليس فقط على صعيد البحرين، بل على المستوى العربي، وقد تبوأ البحرينيون مواقع متقدمة في الكيانات الطلابية العربية».
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 4560 – الثلثاء 03 مارس 2015م الموافق 12 جمادى الأولى 1436هـ