"المعارضة": طاولة الحوار مشلولة والنظام غير جاد فيها ويتعاطى وفق منطق الغلبة
الحوار ليس حفلة شاي وسنستمر في الحوار لنكشف طبيعة الحوار من الداخل
الجلسة الأخيرة أثبتت أحقية ماطالبت به المعارضة بضرورة تمثيل الحكم
المعارضة طالبت بالعمل بتوجيهات ولي العهد بتنفيذ «توصيات بسيوني» وإعادة بناء المساجد المهدمة
العالي : ينفي الإنسحاب ويؤكد الاستمرار
استمر الخلاف والجدل بين الجمعيات السياسية المعارضة وباقي الأطراف على طاولة حوار التوافق الوطني في جلسته الـ17 ووصل إلى تهديد عضو فريق ائتلاف جمعيات الفاتح في حوار التوافق الوطني أحمد جمعة بالدخول «عنوة إلى جدول الأعمال في الجلسة المقبلة»، مشيراً إلى أن «أحد أعضاء فريق الجمعيات الخمس قال بأننا وصلنا إلى طريق مسدود وسنعيد النظر في الحوار وهذا معناه أنهم يهددون بالانسحاب».
ونفى الأمين العام لجمعية التجمع القومي حسن العالي أن «يكون أي من أفراد فريق الجمعيات السياسية المعارضة تحدث أو هدد بالانسحاب من الحوار»، مشيراً إلى أن «ما جرى هو أن قواعد الحوار بدأت تتغير 180 درجة من التوافق إلى المغالبة وهذا ما جعلنا نقول بأننا سنعيد النظر في تقييم الحوار في ظل الحديث عن المغالبة».
و طالبت الجمعيات السياسية المعارضة بالعمل بتوجيهات سمو ولي العهد لدى زيارته وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف بتنفيذ توصيات بسيوني وإعادة بناء المساجد المهدمة، مشيرة إلى أن «من شأن ذلك تهيئة الأجواء لطاولة الحوار».
كاظم: طاولة الحوار مشلولة والنظام غير جاد فيها ويتعاطى وفق منطق الغلبة
أكد الناطق بإسم فريق القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة بطاولة التهيئة للحوار السيد جميل كاظم أن السلطة تتعاطى وفق منطقة الغلبة بطاولة الحوار، وموقف الفريق الآخر عادة ما يكون هو الضدية، مما يجعل منطق الغلبة هو الذي يحكم السياق العام للجلسات.
وأشار خلال المؤتمر الصحفي الذي أقامته المعارضة اليوم الخميس 16 مايو 2013 بجمعية الوفاق، إلى أن حديث وزير العدل في تصريحاته بأن المعارضة تمثل 16 % يدلل على العقلية الرسمية بأن المعارضة أقلية، وهذا هو المنطق العام للسلطة في المغالبة.
وشدد كاظم على أن المعارضة تمثل الأغلبية السياسية من خلال الانتخابات البرلمانية والبلدية والتظاهرات التي تخرج في الشارع، وهو أمر ثابت ولا جدال فيه، وتصر المعارضة على مبدأ الإستفتاء الشعبي من أجل تحكيم إرادة الشعب.
وقال كاظم أنه من الملاحظ جداً مراوحة الطاولة من خلال انعدام الثقة، وهي تحل من خلال تجسير عوامل الثقة بالواقع السياسي، فالبلد بعد المحنة الطاحنة التي لم تمر عليها مثلها بحاجة إلى مبادرة تجسر جسور الثقة من خلال خطوات عاجلة توقف الحل الأمني والمحاكمات وغيرها.
وأشار إلى النداءات العاجلة الصادرة على لسان الحقوقي نبيل رجب حول تعذيب شباب في السجن، وهو الأمر ذاته الذي جعل السلطة تمتنع عن قبول زيارة المقرر الأممي للتعذيب.. هناك مظاهر ارهاب رسمي وعقاب جماعي وفضاعات في مجال حقوق الانسان لابد لها من حل لكي تنعكس على طاولة الحوار من خلال تجسير أزمة الثقة.
ولفت كاظم إلى أن الطاولة اذا لم تؤسس على آليات صحيحة فإن الأمور لن تأول إلى شئ وهو ما ذكرنه قبل بدء الحوار، ونستطيع القول الآن بأن الطاولة مشلولة.. وليس لدى المعارضة إفلاس في المبادرات وهي تمتلك الكثير من الرؤى لتحريك الطاولة ولكن الطرف الآخر غير جاد بعملية الحوار.
وقال كاظم: في تصوري ان كان النظام يراهن على تقطيع الوقت، ويراهن على الوضع الاقليمي خصوصاً في الوضع السوري فهذا ليس في صالحه. حتى لو حسمت الملفات الاقليمة سيبقى النظام أمام مواجهة استحقاقات شعبه. لا فسحة للنظام أمام استحقاقات الشعب والاستجابة لها.
وأردف: بعد وصول الحوار إلى حالة من الشلل، نقول بأن الحوار يحتاج إلى مبادرة، ونحن لن نطرح أي مبادرات إلا اذا وجدنا أن هناك ارادة جدية من الحكم لتحريك طاولة الحوار.
وأكد على أن ممارسة الدبلوماسية الناعمة مع النظام لم تأتي بشيء، والنظام بحاجة إلى ضغط حقيقي من قبل حلفائه. أمريكا وأوروبا تعيش أزمة اقتصادية، وهي كما تلتقي مع مصالح الأنظمة، فهي تلتقي مع مصالح الشعوب والشعوب لا يمكن أن تتغير. موضحاً ان السياسة الناعمة التي لا تمارس الضغط الكافي على النظام لا يمكن أن ينتج.
وقال كاظم: نحن في المعارضة أبوابنا مفتوحة على مصراعيها لأي مبادرة جادة تخلق اجواء الثقة، وتنتج حلولاً للأزمة. وكمعارضة نطلب لقاء مع كل الأطراف، وليست لدينا مشكلة مع ذلك.
الموسوي: الحوار ليس حفلة شاي وسنستمر في الحوار لنكشف طبيعة الحوار من الداخل
وقال عضو فريق القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة بطاولة التهيئة للحوار رضي الموسوي أن الصراع الدائر بجلسات الحوار وما جرى بالجلسة الأخيرة، يشير إلى أنه ليس هناك بالطاولة سوى المعارضة ووجهة نظر الحكم، ولا وجود لأطراف أخرى واقعا.
وأردف: نحن نرفض مسألة المغالبة، ونحتاج بالفعل إلى مبادرة وميسر للأمور المتعسرة التي شهدتها الطاولة، خاصة وأن أزمة الثقة تتفاقم.
ولفت إلى أن جلسات الحوار ستقع في المحذور اذا لم يتم التدارك، موضحاً أن عمليات الاستفزاز استمرت خلال الفترة الماضية من خلال الكتابات بالصحافة، ولن نلتفت إلى هذه الترهات، والتي يريد بعضها أن ننسحب من الحوار، فمسألة الانسحاب غير واردة الآن.
وشدد على أن ما حصل خلال الجلسة البارحة والجلسات الماضية هي تعبر عن ضيق أفق ينعكس في أحد أشكاله على الحالة الأمنية المتوترة من خلال زيادة الأحكام القاسية والمداهمات واقتحام المنازل والقمع.
وقال الموسوي: المبادرات التي نتحدث عنها من جانب الحكم، نتحدث عما طالب به ولي العهد بأن يتم تنفيذ توصيات بسيوني من خلال اعادة هدم المساجد، وغيرها. . هذه المبادرات من شأنها أن تطلق العنان للحوار أن ينطلق بشكل جدي.
وأكد على أن توصيات بسيوني واضحة، وقد طالبت كل الدول الكبرى بتنفيذها، وقد طالب مؤخراً برادلي بتنفيذها، وقال بأن البحرين ما كانت لتصل إلى هذا الوضع السيء لو نفذت توصيات لجنة تقصي الحقائق، فنحن أمام مشكلة أن يقدم الحكم إلى مبادرة جادة.
وقال الموسوي: من الممكن أن يراوح الحوار على ما هو عليه، اذا استمرت الأطراف الأخرى بالمناكفات. فقد وقعنا على محضر الجلسة الأخيرة، ولكن ليس هناك جدول أعمال للجلسة المقبلة! ولم نعطى فرصة بأن نتحدث بشكل جيد في الجلسة الأخيرة.
وأضاف: سنستمر في الحوار لنكشف طبيعة هذا الحوار من الداخل، ونطالب بأن ينقل تلفزيون البحرين جلسات الحوار على الهواء مباشرة لنعرف من هو المناكف ومن هو المؤزم، وهذا جزء من الشفافية، نحن بحاجة لجرأة من الاعلام الرسمي الذي لم يأتي في الجلسة الأخير لأخذ تصريحات من فريق المعارضة.
ولفت الموسوي إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا هم أصدقاء للحكومة البحرينية، ومسألة الصداقة يمكن استثمارها لصالح طاولة الحوار من خلال تنفيذ التزاماتها وحثها على ذلك. نحن لا نريد تدخل في الشأن الداخلي، ولكن نعتقد بأن مسألة الحث للحكومة هو شيء ضروري.
وتابع: بالنسبة لجر كل طرف الطرف الآخر للانسحاب من الحوار، فقد بينا بأن مسألة الحوار خيار استراتيجي لدينا، ونحن لم نذهب لشرب الشاي. نحن نريد لهذا الحوار بأن ينجح، ولن ننسحب وخل يحطون في بطونهم بطيخ صيفي.
سلمان: الجلسة الأخيرة أثبتت أحقية ماطالبت به المعارضة بضرورة تمثيل الحكم
وأكد عضو فريق القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة بطاولة التهيئة للحوار عبدالنبي سلمان، على أن المعارضة طالبت الحكم بالتدخل لتقويم مسار الحوار، والجلسة الأخيرة أثبتت بأن ما تطالب به المعارضة وهو ضرورة تمثيل الحكم، فمن يسمون أنفسهم بالمستقلين لم يعودوا مستقلين، وكل الأطراف هي أطراف بصف الحكم، ما يعني أن الحوار يدور بين طرفين.
وأوضح سلمان أن الوضع لم يعد سياسياً فقط، بل اقتصادياً واجتماعياً وينعكس على كل شئ.. تطالب المعارضة بعدم استخدام عبارات مثل “المعتقلين السياسيين”، ونفاجئ بخروجهم عن خط الحوار ويتهمون المعارضة بالارهابية.
وقال: كان واضحاً جداً أمس أن رئاسة الجلسة لا تتعامل بشكل محايد وهناك انحياز واضح، فالمعارضة تحاول أن تتماسك وتنطلق لحل الأزمة، فالكل على اقتناع بأن المعارضة تقدم كل جهودها من أجل الحل، والطرف الآخر غير جدي.
وأردف: ورقة المعارضة تقول بأن المعارضة تدخل الحوار لأنها تراه خيار استراتيجي، لأننا لا نرى أفق غير هذا، المسألة لدينا ليست ترف، وليست دخول الحوار من أجل الحوار. ولكن أي حوار؟ الحوار الحقيقي والجاد الذي يعالج الأزمة. اذا كانت هناك أطراف تريدنا أن نستنسخ حوار 2011 فهي واهمة.
وأردف: من الطبيعي أن تلتقي المعارضة بأطراف دبلوماسية، ونرفض التدخل. نحن مع أن يحث أصدقاء النظام للذهاب للحل السياسي. الكرة في ملعب النظام وحلفاء النظام بأن يساعدوا البحرين.
ولفت إلى أن هناك محاولة لترتيب الأوضاع اقليمياً، والبحرين لا يجب أن تترك، شعب البحرين لا يجب أن يترك لوحده في مواجهة البطش، ووجهنا نداء للصليب الأحمر مؤخراً لإنقاذ الشباب المعتقلين الذين يتعرضون للتعذيب، وهذه المسألة تعيها كل الدول، وهي لا يمكن أن تقسم على اثنين.
وأكد على أن المعارضة ستستمر من أجل انقاذ شعبنا، فلن نخضع للمساومات التي تجري في جلسات الحوار، والتاريخ كفيل بأن يفضح كل الممارسات الخاطئفة بحق شعب البحرين.
العالي : ينفي الإنسحاب ويؤكد الاستمرار
ونفى الأمين العام لجمعية التجمع القومي حسن العالي أن «يكون أي من أفراد فريق الجمعيات السياسية المعارضة تحدث أو هدد بالانسحاب من الحوار»، مشيراً إلى أن «ما جرى هو أن قواعد الحوار بدأت تتغير 180 درجة من التوافق إلى المغالبة وهذا ما جعلنا نقول بأننا سنعيد النظر في تقييم الحوار في ظل الحديث عن المغالبة»، وقال: «دخلنا الحوار على أساس التوافق وليس المغالبة وإذا كان الأمر كذلك فلتمثل المعارضة بحجم شارعها الحقيقي ولكن إذا كان تمثيلاً لرموز فليكن التوافق».وأفاد بأن «ما يحدث يجعلنا نصرّ على موضوع التمثيل المتكافئ، وخصوصاً الطريقة التي تم التعامل بها في الجلسة الماضية إذ ادعى المتحدث الرسمي بأن هناك توافقاً بشأن موضوع التمثيل وهذا أمر غير صحيح»، مؤكداً أن «النتائج غير الإيجابية لطاولة الحوار جاءت نتيجة لتركيبة الطاولة والتمثيل غير المتكافئ».