قبل أيام توعد رئيس ما يسمى "بالحكومة المؤقتة" "العميلة" في العراق "علاوي" مدينة الفلوجة بالويل والثبور وعظائم الأمور، وبأنها ستواجه هجوماً عسكرياً شاملاً كاسحاً على يد قوات الاحتلال والمتعاونين معه من ميليشيات "الحرس الوطني" إذا لم تقم هذه المدينة بتسليم "الزرقاوي" إلى الحكومة على حد قوله، أطلق ذلك التهديد والوعيد عندما كان وجهاء وشيوخ الفلوجة يتفاوضون مع ممثلين من "حكومة الاحتلال" لتجنيب المدينة المزيد من الدمار والخراب وتجنيب أهلها الأبرياء القصف العشوائي والقتل الأعمى والمذابح اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال بشكل يومي منذ أول يوم للاحتلال حتى يومنا هذا، حيث لا ينام أهل الفلوجة إلا على أصوات الطائرات التي تلقي حممها على رؤوسهم، ولا يصحون إلا على دوي المدافع التي تدك منازلهم بصورة وحشية، وكان من أهم شروط أهالي الفلوجة في تلك المفاوضات هو عدم دخول قوات الاحتلال الأمريكي المدينة.
واليوم تتوالى الأنباء والتقارير من العراق حول استعداد جنود الاحتلال وقوات الحكومة العملية لارتكاب مذبحة جديدة بحق هذه المدينة الصابرة، وأن كل المؤشرات على الأرض تؤكد قرب موعد اجتياح هذه المدينة خاصة بعد أن طلبت قيادة الاحتلال الأمريكي من حليفتها بريطانيا بنقل بعض قواتها من البصرة في جنوب العراق إلى الوسط حول بغداد وبعض المدن القريبة منها لتحل محل القوات الأمريكية التي ستقوم بالعدوان على الفلوجة في تزامن مفضوح مع استحقاق الانتخابات الأمريكية، وبهذا سوف تكون هذه "المدينة الشهيدة" بكل تضحياتها وشهدائها وشلالات الدم التي تنزفها مجرد سلعة رخيصة في سوق الدعاية الانتخابية للرئيس الأمريكي "بوش" لعلها تسهم في رفع رصيده من أصوات الناخبين، ومن غير المستبعد أن تخرج علينا أجهزة الدعاية الأمريكية بكذبة جديدة تضاف إلى سلسلة الأكاذيب التي طبعت سياسة الإدارة الأمريكية وقادتها السياسيين والعسكريين منذ اليوم الأول للعدوان والاحتلال حتى يومنا هذا، كأن تخرج علينا بمسرحية القبض على "الزرقاوي" أو أحد أتباعه امعاناً في خداع وتضليل الشعب الأمريكي. الذي أصبح هو الآخر ضحية لإرهاب وتخويف عصابة اليمين الصهيوني المتطرف في الإدارة الأمريكية المجرمة.