قتيل وأكثر من 30 مصاباً في مسيرات احتجاجية أمس
سقط الشاب علي عبدالهادي مشيمع (21 عاماً) قتيلاً في الديه أمس، وذلك بعد إصابة ظهره برصاص انشطاري (شوزن) أدى إلى خروقات في قلبه ورئته، وهو ما اعتبرته جمعية «الوفاق» عملاً محرماً دولياً نتج عن الاستخدام المفرط للقوة.
وقالت وزارة الداخلية في بيان لها أمس: «وجّه وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة إلى التحقيق في قضية وفاة علي عبدالهادي مشيمع للتعرف على ظروف وملابسات الواقعة والأسباب التي أدت إلى استخدام السلاح»، وأكد «أنه إذا دلت التحقيقات على عدم وجود المبرر القانوني لاستخدام السلاح فإنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المتسبب وإحالته إلى المحكمة الجنائية».
وأعرب وزير الداخلية «عن خالص تعازيه وعميق مواساته لأسرة المرحوم مشيمع الذي توفي متأثراً بإصابته الناتجة عن الأحداث التي وقعت في منطقة الديه».
وتجمع حشد كبير من المواطنين في مجمع السلمانية الطبي، وبدأوا التحرك في مسيرة احتجاجية في وقت متأخر من ليل أمس، وتوجّهت قوات الأمن لصدهم من التحرك، ونتج عن ذلك سقوط عدد من المواطنين جرحى.
هذا ولم تتسلم عائلة المشميع جثمان ابنها حتى ساعة متأخرة بعد منتصف ليل أمس، بانتظار الطبيب الشرعي وتقرير النيابة العامة.
وكان محتجون قد خرجوا في نحو 25 منطقة رافعين أعلام البحرين، ومرددين شعارات تطالب بإصلاحات سياسية والإفراج عن السجناء، بالإضافة إلى مطالب معيشية أخرى.
وخلت الاحتجاجات من مظاهر سابقة مثل حرق الإطارات ورمي الحجارة، وشارك نساء وأطفال وكبار في السن في عدة مناطق.
وفي السنابس تركت سيارة أمن فارغة بعد اقتراب المتظاهرين، ولكنهم وبدلاً من إتلافها أو حرقها، قام المتظاهرون بوضع علم البحرين عليها.
وبلغ عدد المصابين أكثر من 30 مواطناً، من بينهم حسين دهنيم (نويدرات) الذي أصيب برصاصة مطاطية في وجهه تسببت في نزيف حاد من الأنف.
وقال بيان لجمعية «الوفاق» إن من بين المصابين محمد يوسف حسن الذي أصيب في الجمجمة بطلق مطاطي وتسبب بتلف في عينه اليمنى وحالته حرجة، وأصيب محمود عبدالله راشد في عينه اليسرى، وأصيب الحاج حسن خليفة (في الستينيات من عمره من منطقة الدير) بطلق شوزن في أنفه.
ومساء أمس، شهدت حركة الإنترنت بطئاً شديداً، وتعذر الدخول أو تجديد مواقع على الإنترنت، ربما تم استهدافها أكثر من غيرها، وشكا مستخدمون للإنترنت من عدم تمكنهم من تصفح الفضاء الإلكتروني بشكل اعتيادي.
تجمعات واعتصامات خرجت في مختلـف مناطق البحرين
قتيل وأكثر من 30 مصاباً في مسيرات احتجاجية
الوسط – محرر الشئون المحلية
أسفرت الاحتجاجات التي عمت مناطق عديدة في البحرين يوم أمس الإثنين (14 فبراير/ شباط 2011) عن وفاة الشاب علي عبدالهادي مشيمع، (21 عاماً)، من الديه، بعد تعرضه لإصابات في مختلف مناطق جسمه بالشوزن الذي اخترق – بحسب شهود عيان – صدره.
كما تعرض أكثر من 30 شخصاً لإصابات متفرقة كان معظمها إصابات بالشوزن والرصاص المطاطي بينها حالة خطرة للمواطن محمد يوسف سعد (24 عاماً) من سترة والذي أصيب في عينه وأدخل الإنعاش. وقال شهود عيان إن «سائق الإسعاف الذي نقل أحد المصابين أدخل الطوارئ نتيجة تعرضه لوابل من مسيلات الدموع أثناء نقله للمصاب».
وشهدت العديد من مناطق البحرين أمس مسيرات وتجمعات، شارك فيها مواطنون رفعوا خلالها أعلام البحرين، ورددوا شعارات تدعو إلى إجراء إصلاحات سياسية في البلاد، كما أصيب حسين دهنيم من النويدرات برصاصة مطاطية في أنفه، نقل على إثرها إلى المستشفى العسكري.
ونقل أكثر المصابين إلى مجمع السلمانية الطبي بالإضافة إلى المستشفى العسكري فضلاً عن مستشفى البحرين الدولي، ونقلت سيارة الإسعاف مساء أمس إلى مجمع السلمانية الطبي مصاباً أصيب بالشوزن في العين في مسيرة خرجت من منطقة الدير، كما تعرض حسين علي دهنيم لإصابة في أنفه برصاص مطاطي أثناء مشاركته في مسيرة صباح أمس في النويدرات، وقال شقيقه: إن «حسين أصيب في أنفه أثناء مشاركته في مسيرة النويدرات صباح أمس ونقل على إثرها بواسطة سيارة الإسعاف إلى المستشفى العسكري».
وتابع «تم منعنا في البداية من الدخول إلى المستشفى إلا أن تدخل النائب عبدعلي محمد حسن أدى إلى السماح لنا بالدخول، منوهاً إلى أن «الطبيب أكد لنا أن الأنف أصيب بالرصاص المطاطي بصورة مباشرة ما تسبب في كسره».
مسيرات تجوب 25 منطقة
وانطلقت في ما لا يقل عن 25 منطقة في مختلف أنحاء البلاد مسيرات وتجمعات مختلفة الأعداد، بدأ أولها منذ الفجر واستمر آخرها حتى الليل، إذ تجمع العشرات في مسيرة غير مخطرٍ عنها في منطقة النويدرات بعد صلاة الصبح، واتجهوا إلى الشارع الرئيسي للمنطقة، قبل أن يتم تفريقهم من قبل قوات الأمن.
كما تجمع المواطنون كذلك في كلٍّ من: المنامة، وسترة، والبلاد القديم، والسنابس، والساحة المقابلة لسوق جدحفص، والديه، والمعامير، والنبيه صالح، وكرزكان، ومدينة حمد (الدوار الرابع)، وبوري، وعالي، والدراز، وسار، والمقشع، وباربار، ودمستان، وكرانة، وبني جمرة، وأبوصيبع، والنعيم، والسهلة والدير وسماهيج.
الآلاف يخرجون في سترة
وتباينت أعداد المشاركين في هذه المسيرات، إلا أن سترة شهدت العدد الأكبر، إذ توافدت حشود كبيرة على الشارع الرئيسي للمنطقة رافعين أعلام البحرين، ومطالبين بإحداث تعديلاتٍ سياسية تدعو إلى توسيع المشاركة الشعبية في القرار السياسي، بالإضافة إلى إطلاق سراح السجناء، وتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطن.
وتداعى مئات في عددٍ من المسيرات وعشرات في أخرى، وفي حين فرّقت قوات الأمن عدداً منها، تفرقت مسيرات أخرى من دون تدخل يذكر من رجال الأمن.
وقال شهود عيان إن قوات الأمن استخدمت في تفريقها المسيرات والتجمعات المذكورة «الطلقات المطاطية ومسيلات الدموع والطلقات الصوتية، والشوزن»، كما لوحظ أن المتظاهرين لم يحرقوا الإطارات ولم يستخدموا الحجارة، ورفعوا أعلام البحرين بصورة مكثفة جدّاً. وفي السنابس خرج رجال الأمن من إحدى سيارات الشرطة وابتعدوا عنها مع اقتراب متظاهرين لكن المتظاهرين قاموا بوضع الأعلام البحرينية على السيارة من دون أن يحدثوا فيها أية تلفيات.
المئات يصلّون في الشارع بالسهلة
وفي منطقة السهلة وبالقرب من مسجد الشيخ عزيز صلى المئات صلاة العشاءين في شارع الشيخ سلمان، بعد أن توافدوا بالعشرات عصراً في مسيرة تداعى لها المواطنون في المنطقة المذكورة.
أما في البلاد القديم فافترش المواطنون الأرض عصر أمس بالقرب من الشارع الرئيسي للمنطقة، قبل أن يتفرقوا طوعاً من دون أن تجبرهم قوات الأمن على ذلك، غير أن المواطنين عاودوا تجمعهم مجدداً مساء، لتقوم قوات الأمن بتفريقهم. وفي كرزكان فقد احتشد المئات أيضاً، قبل أن يلتحموا بمسيرةٍ أخرى خرجت من دمستان، لتنفض قبل المغرب، ثم تعاود التئامها في المساء والخروج مجدداً في المنطقة المذكورة.
أحداث أمس الأول في كرزكان
وكانت قوات الأمن فرّقت نحو 500 شخص خرجوا في مسيرة مساء أمس الأول في كرزكان باستخدام مسيلات الدموع والشوزن والرصاص المطاطي، بحسب شهود عيان، ولم يستطع الأهالي في مكانٍ آخر في المنطقة، عددهم نحو ألف شخص، من إكمال حفلة زواج أحد المواطنين بسبب ذلك. وجرح مواطن بعد إصابته بطلقات من الشوزن في ساقيه، ونقل الى المستشفى، ووعد وزير الداخلية بإرساله إلى العلاح في الخارج والتحقيق فيما جرى.
استنفار أمني
وجاءت هذه الأحداث في الوقت الذي لوحظ فيه وجود استنفار أمني في المناطق والمناطق الحيوية في البلاد، وبدا أن هذا الاستنفار ازداد حدة صباح أمس.
وشوهدت سيارات الأمن تتركز بالقرب من مواقف السيارات للسوق المركزي وبالقرب من باب البحرين، وبالقرب من المجمعات التجارية الكبرى، والمنشآت والمقار الرسمية. كما حلقت عدد من الطائرات المروحية في مختلف أنحاء البحرين منذ الصباح.
«المرور» يغلق بعض الشوارع
وأغلقت الجهات المعنية عدداً من الشوارع العامة، تحسباً لأي تجمعاتٍ غير مخطرٍ عنها، إذ سدت سيارات تابعة لإدارة المرور بعض الطرق المؤدية إلى دوار اللؤلؤة بالعاصمة، وطريقاً مؤدياً إلى مجمع الدانة، بالإضافة إلى الطريق المحصور بين دواري سار والبديع في المحافظة الشمالية، كما تم إغلاق منافذ منطقة الديه أيضاً.
وأشار مواطنون في اتصالاتٍ تلقتها «الوسط» إلى أن الإجراءات المذكورة أدت إلى حدوث اختناقاتٍ مرورية في عددٍ من الشوارع، وتواردت أنباء كذلك عن قيام الجهات المعنية، بتقنين دخول المسافرين إلى البحرين عبر جسر الملك فهد.
مجمعات تجارية تغلق أبوابها
إلى ذلك، تأكد أن بعض المجمعات التجارية أغلقت أبوابها في وقتٍ مبكرٍ عصر أمس على خلفية الأحداث التي وقعت أمس. وقال مواطنون إنه تم إخلاء مجمعات تسوق كبيرة، كما طلب مجمع كبير من جميع موظفيه العودة إلى منازلهم ليتم إغلاق المجمع بعدها.
وقال موظفون في القطاع الخاص، في مصارف وشركات إنه صدرت تعليمات لهم بالخروج مبكراً من دوامهم بين الساعة الواحدة والثانية ظهراً، كاجراء احترازي. كما أغلقت المحلات التجارية في العديد من المناطق أبوابها، ابتداء من الظهر، كما شوهدت الكثير من المحلات التجارية في سوق المنامة مغلقة، إذ خرج مواطنون أيضاً في إحدى مسيرات أمس.
شبكة الانترنت تعاني بطئاً شديداً
ولوحظ بطء شديد في شبكة الانترنت بدءاً من الساعة الثامنة مساء أمس حتى كتابة هذا الخبر، وحاولت «الوسط» الحصول على توضيح من شركات الاتصال إلا أن المحاولات لم تفلح في الحصول على تعليق من أية شركة.
وزير الداخلية يوجه للتحقيق في ملابسات وفاة مشيمع
المنامة – بنا
وجه وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة إلى التحقيق في قضية وفاة علي عبدالهادي مشيمع للتعرف على ظروف وملابسات الواقعة والأسباب التي أدت إلى استخدام السلاح. وأكد أنه إذا دلت التحقيقات على عدم وجود المبرر القانوني لاستخدام السلاح فإنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المتسبب وإحالته إلى المحكمة الجنائية.
وأعرب عن خالص تعازيه وعميق مواساته لأسرة المرحوم مشيمع الذي توفى متأثراً بإصابته الناتجة عن الأحداث التي وقعت في منطقة الديه.
جريدة الوسط 15/2/2011م