غياب وحدة الديمقراطيين في كل الوطن العربي ..
المزاج الشعبي إلى تحول.. ولا مستقبل لقوى الإسلام السياسي
مازال ملف «وحدة التيار الديمقراطي» هو الشغل الشاغل الذي يدور في أروقة القوى السياسية الديمقراطية منذ بدء تشكيل الجمعيات السياسية في البحرين. وتطل دعوات التوحيد بين الفينة والاخرى، كان آخرها عقب الانتخابات النيابية الأخيرة التي لم يفلح أي من قوى التيار اقتحام أي دائرة والوصول الى كرسي البرلمان.
لم تفلح الدعوات التي انطلقت حتى الآن في تشكيل أي بادرة جديدة لقيام التيار، ويختلف قياديو الجمعيات السياسية في تحليل اسباب عدم وجود تيار ديمقراطي موحد، كما ان الشخصيات الوطنية ايضا لها وجهات نظر.
«الأيام» قامت بدعوة الجمعيات الثلاث «التجمع القومي- المنبر التقدمي- العمل الوطني» ولبوا الدعوة مشكورين لحضور ندوة في مقر الايام، إلا ان جمعية وعد قررت عدم المشاركة في الحضور.
كما حضر الندوة الوزير السابق د. علي فخرو… وفيما يلي نص الحوار:
^ ما هو السبب في عدم توحيد التيار الديمقراطي؟
– علي فخرو: غياب وحدة التيار الديمقراطي موجود في كل الأراضي العربية دون استثناء، حيث لا يوجد فهم ان المراحل التاريخية لها صفات مختلفة فيجب ان تتصف بالتعاون بين الأطراف المتقاربة من بعضها البعض وتقدم القضايا التاريخية الكبرى في وتؤجل الاختلافات، واكبر مثال على عدم فهم المراحل هي الانقسامات الفلسطينية التي لم تتحرر حتى الآن، وانقسامات الأحزاب الشيوعية، كذلك الاحزاب القومية، وينطبق هذا ايضا على الأحزاب الإسلامية التي لم تستطع توحيد صفوفها في كل الأقطار العربية.
فنحن لدينا قابلية في عدم نسيان خلافاتنا الفرعية عدم تركها على جنب إلى حين وقتها والتركيز على ما يجمعنا وهذا مرتبط بالمرحلة التاريخية ومتطلباتها.
^ هناك دعوات لتوحيد التيار الديمقراطي خصوصا بعد الانتخابات التي اتضح فيها الغياب التام لوحدة هذا التيار؟ بم تفسر استمرار التباعد بين التيار الديمقراطي؟
– عبدالنبي سلمان: بالنسبة لنا في البحرين لا نستطيع ان نقول ان هناك اطرافا تريد توحيد التيار واطرافا لا ترغب في ذلك، انا اعتقد ان هذا الهاجس موجود عند جميع القوى السياسية في البحرين، ولكن هناك عدة معوقات موجودة تكمن في ذواتنا كما ان هناك اسقاطات تاريخية وبعض القوى في التيار متمسكة بها وتؤثر على قراراتها الداخلية كما ان هناك حالة توجس من الآخر لدى بعض الأطراف، وأقول لهم اننا ابناء اليوم ويجب ان يغادر التيار الديمقراطي هذه المرحلة التي بالفعل اصبحت مرحلة من الماضي وباعتراف الجميع اصبحت لا تخدم العمل الوطني برمته ولا تخدم تلاحم قوى التيار، وان هذا الإصرار يعد مقتلا لأي نهوض مستقبلي، والآن اصبحت الفرصة مواتية ليس فقط بعد الانتخابات الأخيرة فحسب بل على مسير عشر سنوات من عهد الإصلاح السياسي في البحرين.
^ هل تتوقع ان يتم التنازل عن خلافات القوى الديمقراطية وغض الطرف عنها لإعادة تشكيل تيار ديمقراطي قادر على النهوض بالعمل السياسي مجددا؟
– محمود القصاب: إذا توقفنا عند بعض محطات التاريخ النضالي في البحرين فأنا اعتقد ان هناك محطات كثيرة اصبح فيها نوع من التحالف بين القوى الوطنية قائماً وموجودا والخلافات لم تمنع القوى الوطنية الديمقراطية ان تلتقي، ولا بد من تجاوز الخلافات مهما كانت الظروف التي تعيق العمل الجبهوي او التحالفات، وعلينا ان نتحمل المسؤولية ونوحد جهودنا ونتجاوز التشتت والخلافات لأنها مسؤولية تاريخية ونحن في مرحلة «نكون او لا نكون» واعتقد ان هناك ظروفا تساعد التيار الديمقراطي في ان يجمع حاله ولكن للأسف التحالفات عادة تبنى حسب الظروف السياسية والعمل السياسي ليس به حيوية ولا ديناميكية وكذلك العمل الديمقراطي لهذا السبب مسألة التحالفات مفقودة.
^ التحالفات مع الأطراف القريبة مع بعضها في الإيديولوجيات لم تنجح والأطراف التي تعد ايديولوجياتها بعيدة عن بعضها هي التي استمرت تحالفاتها، فهل الإيديولوجية هي السبب في التباعد؟
– علي فخرو: يجب ان نركز على نقطتين الأولى يجب ان نتكلم عن تيار واضح وليس غامضا فيجب ان نحدد ماذا نقصد بالضبط من التيار الديمقراطي ، اذا كنا نقصد التيار الليبرالي فبالتالي لها ايديولوجيات مختلفة، ونشير الى ان الإيديولوجيات لا توحد القوى فهناك اشتراكيون واسلاميون، لكن اذا اخذنا كلمة الديمقراطية نفسها من الممكن ان تكون حركة اسلامية وتكون اكثر ديمقراطية من حركة تدعي انها ليبرالية ولا ننسى ان الحزب النازي كان حزبا ليبراليا وموسليني ايضا ليبراليا ولكن يجب ان نكون حذرين في الكلمات، اذن هل نحن نتكلم عن مبادئ كبرى تجمع ام عن قضايا سياسية تجمع الناس، فالبعض يسأل ما هو التقارب بين وعد والوفاق فالأيديولوجيات مختلفة فيما بينهم.
اعتقد ان العقلية التي تسود هي «عقلية المجمعات التجارية» لا نتكلم عن الإيديولوجيات المختلفة التي تستطيع ان تندمج مع بعضها البعض بل نتكلم عن تجمع سياسي يتفق عليه حول قضايا كبيرة تهم المجتمع، البحرين تريد ان تؤسس دولة القانون ودولة العدالة ودولة الحق إلى آخره ، الذي يجب ان يتفق عليه ان من لديهم ايديولوجيات يجب ان لا يخافوا على ايديولوجياتهم ويجب ان يتفق على القضايا السياسية بالغة الأهمية مثل ما حدث عندما اتفق على قضية الدستور كانت قضية كبيرة في حياة البحرين اتفقوا عليها ومشوا فيها وناقشوها.
^ كان هناك وثيقة بين التيار الديمقراطي ركزت عليها الصحافة وجرت اجتماعات فيما بين الجمعيات الثلاث «المنبر الديمقراطي والتجمع القومي ووعد» فهل هناك تحرك جديد ام فشل الامر واسدل الستار عليه؟
– عبدالنبي سلمان: كان هناك لقاءات مستمرة بين قوى التيار الديمقراطي الثلاث ونحن في نهاية المطاف موجودون في التحالف السداسي والوثيقة كتبت في التجمع القومي ومن ثم اجريت عليها تعديلات وعرضت على «وعد» وقدموا رؤى وناقشناها ولازالت عند «وعد» ونحن في انتظار الرد.
ونريد ان نؤكد انه في مؤتمر التقدمي الخامس طرحنا فكرة مؤتمر عام للتيار الديمقراطي يكون فيه للجمعيات الثلاث على اعتبار انها المحور الأساسي ومن ثم دخول شخصيات وطنية يعنيها امر التيار، ولكن كانت للأخوة في القومي ووعد وجهة نظرة مقبولة انه لا زال الوقت مبكرا ويحتاج إلى مزيد من الدراسة.
وأشير هنا الى ان قوى الإسلام السياسي اعطيت كثيرا من الفرص وفشلت ونجحت في بعض الأمور ولكن بات الوضع يفرض علينا نحن كتيار ديمقراطي ان نكون بالفعل في إطار يسمى «نكون او لا نكون « لأن البلد بعد 3 انتخابات اصبحت بحاجة لتيار ديمقراطي، واعتقد ان تجربة المحرق اثبتت ان المزاج الشعبي إلى تحول وربما يعمم على البحرين شريطة ان يمتلك التيار الديمقراطي الارادة.
^ بعد الانتخابات اعلنتم الطلاق مع السداسي، إلى اين وصل هذا الموضوع فهل سنرى تحالفاً سياسياً جديداً ام لا ؟ وهل هناك صيغة جديدة للتحالفات؟
– القصاب: العمل السياسي يجب ان يتصف بالحركة وإلا سنجمد عند التحالف السداسي وانا اعتقد ان التحالف السداسي صيغة تجاوزتها الظروف ولم يعد لدينا المجال للحديث عن تحالف سداسي، لذلك نحن نعتبره نتاجا مرحليا والواقع الذي نعيشه مرحلة ولها افرازات تفرض علينا شكلا آخر من العمل السياسي، نحن منفتحين على الجميع وما نعول عليه هو قوة المستقبل من خلال وحدة التيار الديمقراطي ما نعنيه بالتيار الديمقراطي ليس فقط الجمعيات الثلاث حتى نكون واضحين فنحن نمثل القاعدة ولكن هناك قوى اخرى شريكة لنا في تأسيس وقيادة هذا التيار تتحمل المسؤولية ونحن نتحرك بهذا الاتجاه لدعوة الآخرين لتحمل المسؤولية من الشخصيات الوطنية وبعض الجمعيات السياسية، وفعلا لا وجود حاليا لتحالف سداسي فليس هناك اي اجتماعات او لقاءات فقد انفض التحالف السداسي لذا يجب ان نكون واقعيين فقط. وانا لا اشكك في نزاهة وديمقراطية الآخرين ولكن اقول من يريد ان يخدم ويطور العمل السياسي في البلد عليه ان يخرج من عباءة التخندقات الطائفية.
^ كيف يمكن تنظيم العلاقة بين التيار الديمقراطي وقوى الإسلام السياسي؟
– فخرو: بالاتفاق على اسس مشتركة والاتفاق لا يعني الذوبان ولا التنازل عن ثوابت تؤمن بها الجهتان، ومن المؤكد ان هناك اشياء مشتركة كبيرة وفي قلب هذه الأشياء المشتركة حماية الديمقراطية وفي حال ركز هؤلاء على حماية الديمقراطية بمعنى الوقوف مع الحريات مثل حرية التجمع وحرية الكلام وحرية الصحافة والوقوف ضد اي فساد ومحسوبية فهو المهم حتى وإن اختلفوا على حرية المرأة مثلا، الكل يقف على مبدأه ورأيه، كل هذه الأشياء تحتاج الى حوار كبير جدا، فالجمعيات السياسية عندما جلسوا للحديث عن الانتخابات كل ما تحدثوا به هو النزول للانتخابات النيابية بقائمة ولم يبحثوا منافسة بعضهم البعض، ما هي المحددات التي يجب ان لا تمس على الإطلاق أو ميثاق شرف يلزم الجميع بدون استثناء يوضع على ورق حتى يلزم الجميع .
^ ولكن قوى الإسلام السياسي لديها منهجية ولديها مشروع بأسلمة القوانين واسلمة المجتمع ؟
– فخرو: دعهم يقولون ذلك لكن هل هناك اشياء مشتركة أم لا، هناك مساحة كبيرة مشتركة في الوقت الحاضر وكل فترة لها موضوعها ونلاحظ في فترة الثمان السنوات الماضية الجمعيات كانت تركز على مواضيع معينة تتغير من فترة لأخرى، هل تساءلنا لماذا ؟ هناك عوامل جديدة تدخل كل يوم فيها، ومن هنا يجب ان تكون الاجتماعات والحوارات واللقاءات مستمرة ، انا في رأي ان بعد الانتخابات يجب ان لا تكون هناك قطيعة بل يجب ان يحدث نقاش جديد، العمل السياسي عمل جدي يحتاج لعمل مستمر وتعب .
سلمان: نحن استنفدنا كل امكانية الوصول لخطوط مشتركة في العمل السياسي بشكل عام، قبل الانتخابات كان لنا اجتماع للجلوس مع الوفاق للبحث في مستجدات العمل السياسي وذلك لخلق شيء جديد وبالفعل هناك حوار موسع مع الاخوان واستعرضنا كل القضايا بما فيها ارهاصات ما بعد الانتخابات وايضا توجسات الاخوان في الوفاق من حلفائهم السابقين الذين انفصلوا عنهم وقبل الانتخابات ذكرنا اننا سنضطر لدخول بعض الدوائر وتكون المنافسة شريفة ولكن بعض الأخوان في الوفاق قالوا لنا «اخرجوا من دوائرنا» وكأن المسألة اصبحت بالفعل تعزيزا لما ذكر بان الدوائر مغلقة تراد ان تكون لطرف دون آخر، وتجاوزنا هذا المنطق ونحن كأطراف سياسية من حقنا ان ندخل المنافسة بشرف ونظافة لكن الذي صدمنا ان ما دار بالانتخابات لا يتسق مع مفاهيم العمل المشترك وليس التحالفات وهذا يؤكد لنا انه لا يوجد تحالف سداسي ولكن هناك صيغة تنسيقة تجتمع بين فترة وأخرى وتصدر بيانات مشتركة لم تصل إلى اتفاق في الكثير من الأمور ولكن اذا اتينا لصلب الموضوع فان هناك اطرافا تريد العمل السياسي ان يراوح في ذات الصيغة التي وجدنا فيها منذ عام 2002 لحد الآن، ونحن نرى ان العمل السياسي عمل متحرك لا يرتضي الجمود.
^ ولكن في حال انتهى التحالف السداسي فإن الجمعيات السياسية ستتشتت أكثر مما كانت عليه؟
– القصاب: ليس بخيارنا الأنفصال، ولكنه وضع فرض علينا لأن مرحلة الانتخابات افرزت وضعا يحتم علينا عدم الرجوع الى الخلف،لأن التجربة كانت قاسية ومريرة ونحن لا نحمل في انفسنا اي حقد لأن ما حصل تم تجاوزه بالفعل ونحن منفتحين مع الجميع من خلال الحوار ولكن ليس بالصيغة السابقة ولا نقبل ان نكون سجناء لاوضاع فرضت علينا ونريد أن نتوجه للمستقبل بدل التشبث بالماضي.
فخرو: هناك محاولة حتى على مستوى الافراد لتكوين تيار ديمقراطي وهذا يظهر التحسس لإيجاد تنسيق قومي بين الأفراد.
الجهود موجودة ولكنها لا تظهر بنتيجة محسوسة وهذا لا يعني مطلقا توقف المحاولات التي تجري في المجتمع لإيجاد المنطلق الأساسي وهو ان الدولة الضعيفة لا تسوى شيئا والمجتمع الضعيف ايضا لا يسوى شيئا فالأثنان يجب ان يكونا اقوياء.. المطلوب ان يعرف الجميع ان ديمقراطية البحرين الوليدة تحتاج إلى قوة تسندها لأن الديمقراطية في النهاية تعمل شيئين « تبني الدولة وتراقبها وتسائلها» ومسالة المراقبة والمسائلة هي اهم موضوع.
هناك اختلافات بين الوفاق وبين الجمعيات الموجودة ويكمن ايضا بين الحركات السنية وهذا الوضع لا يحل إلا بنقاشات مستفيضة وايجاد ارضية مشتركة من اجل البحرين ونظامها السياسي الذي يجب ان يكون مستقرا .
^ إذا بعد الانتخابات ننتظر خروج معادلة جديدة فماهي هذه المعادلة؟
– فخرو: الجهود التي يتكلم عنها الاخوان فيما بين الجمعيات السياسية القريبة من بعضها البعض في فهمها يجب ان تتفق وتجتمع للشعور الضروري للتحرك فيما بينها وبعد ذلك تذهب للآخرين تطلب منهم العمل على اسس جديدة، ولذلك أنا أقول ان كلمة الطلاق بين الجمعيات السياسية يجب ان تمسح.
سلمان: هناك حاجة لوجود التيار الديمقراطي في البلد لأن كل هذا الإرث التاريخي ونضالات وتضحيات لا يمكن نسيانها بجرة قلم او فتوى هنا وهناك او انتخابات، بالفعل يجب ان نقرأ التاريخ جيدا فكل الحركات في العالم سواء الإسلامية او الليبرالية اذا كانت حركات انعزالية او تريد ان تستحوذ على الواقع السياسي برمته لمصالح فئوية او طائفية أو حزبية او ايديولوجية تكون نتيجتها في النهاية فشل الجميع، لكن نريد ان نستفيد من تجاربنا الماضية وان نبني مع قوى الإسلام السياسي معارضة حقيقية لا تكون على الورق أو في المهرجانات الجماهيرية الحاشدة وانما تكون على اسس.
القصاب: لن يكون في مصلحة التطور الديمقراطي صدور اجراءات او قرارات مقيدة بين الحين والآخر، لماذا لا يكون لدينا نظام حزبي واضح كما هو معمول به في بعض الدول التي تأخذ بالنظام الديمقراطي ، نحن جمعيات سياسية لنا تاريخنا في العمل السياسي المنظم والدولة اذا كانت راغبة في تطوير العمل السياسي والديمقراطي يجب كما قلت السماح بوجود نظام حزبي، وأما اذا كان مطلوبا منا ان نكون مجرد هياكل لتقديم صورة زاهية وجميلة عن العمل السياسي والديمقراطي فلن يكون هناك التطور مطلقاً والمطلوب ايضا من الحكومة ان تكون اكثر انفتاحا مع الجمعيات والقوى السياسية لأننا شركاء في العمل السياسي والمشروع الإصلاحي الديمقراطي في البلاد.
فخرو: المعارضة تنتج امكانياتها من نفسها ، يجب على الجماعات السياسية ان تفهم بان الكرة في ملعبها وعليها ان تبني تناسقها وتنظيماتها وكل مرحلة سياسية لها قوام والحكم بان هذه الحركة لها مستقبل وتلك لا ليس وقته، حتى لو الآخر يخطئ يجب ان تنبهه بأن هذا خطأ لأن هناك مجالا لعمل كل القوى طالما العمل نزيه ونظيف، الوسائل التي تستعمل والأهداف والإيديولوجيات التي تطرح قابلة للنقاش مع الوقت والحركات السياسية ليست هي من يحكم وانما الشعب هو الذي يحكم، والقوى السياسية تأتي بأيديولوجية لتقنع الشعب بها وبالتالي الشعب هو الذي يختار والشاطر من يقنع الشعب بأيدولوجيته ، وانا أعتقد ان القفز على القوى الإسلامية في العمل السياسي فات اوانه، فالثقافة الإسلامية متجذرة داخل الوطن العربي وليس هناك مفر وكل عمل سياسي يريد ان يقفز فوق الإسلام سيفشل فلدينا عبقرية سياسية يجب ان نستفيد من هذه الثقافة المتجذرة في وجدان الناس من اجل ان تكون عامل مساعد للعمل السياسي ، لأن من الضروري التفاهم بين التيارين العمل الإسلامي وغير الاسلامي مثل القومي والاشتراكي والليبرالي الذين لا يؤمنون بالإيديولوجية الإسلامية.
القصاب: انا عندما اقول انه لا مستقبل لهذه القوى الاسلامية انا لا اعني القوى الإسلامية التي تمثل الإسلام، لأن الإسلام الحقيقي في جوهره هو دين وحدة وتوحيد وقوى الإسلام السياسي تقوم على فكر تجزيئي وتقسيمي كما يثبت التاريخ والواقع إذاً ما اقصده بأنه لن يكون هناك مستقبل للقوى الطائفية وعلى سبيل المثال أن ما يحصل في البحرين ان الإسلام السياسي يقوده المنحى الطائفي الذي يمزق النسيج الوطني ويضعف اللحمة الوطنية ونحن نتمنى ان نرى القوى الإسلامية تتوحد سواء كانت تمثل التيار الشيعي أو السني ومن ثم نرى فصائل القوى الوطنية الديمقراطية تتحاور مع القوى التي تمثل الإسلام الموحد. ولكن ما نراه اليوم أو ما يحصل في الواقع ان الجميع يتمزق على اسس طائفية باسم الإسلام، وانا لست ضد القوى الإسلامية ولا أريد ان اتجاوزها ولا ان احط من قدرها ابدا ولكن اذا سارت القوى الإسلامي بالشكل الطائفي فإنها حتماً ستفشل. وأريد أن انوه نقطة أخيرة في هذا المجال أن فكرنا الوطني القومي لا يجد أي تناقض بين الدوائر الثلاث المكونة في مجتمعاتنا العربية وهي الوطنية العروبة الإسلام باعتبارها ركائز أسياسية متجذرة في ثقافتنا وفي وعينا الحضاري وعليه فإننا لا نرى للقوة الطائفية أي مستقبل سواء كان في البحرين او عموم الوطن العربي حتى وأن بدت الصورة اليوم مغايرة لما نعتقده ونؤمن به.
فخرو: الطائفية تدمر الآخرين والتعصب للذات ايضا وعندما يكون هناك اعتقاد لدى جماعة معينة بأن هم نهاية الحق في العالم كله وهو حق مقدس وتعصب اعمى لمصالح ذاتية هذا النوع من العمل السياسي سيء ومضر ولا مستقبل له.
سلمان: لا يمكن لأحد ان يفكر في القفز على الحركة الإسلامية ولكن يجب ان نفرق بين الثقافة الإسلامية وبين واقع حركات الإسلام السياسي من ناحية المفهوم ونحن في جميع برامجنا الإسلامية نؤكد على ذلك لأننا مسلمون