بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
– سنلتقي قريباً على ارض العراق المحررة، فالنصر قاب قوسين أو أدنى، والجهد منصب الآن على ترتيبات ما بعد التحرير
– لا تقارب او تفاهم مع ايران التي تحالفت عبر اذنابها العراقيين مع امريكا لغزو بلادنا واغتيال خيرة ضباطنا وكوادرنا وعلمائنا
– القيادة العليا للجهاد والتحرير تضم اليوم 37 فصيلاً، ولها علاقات واسعة مع الكثير من الدول والقوى والاحزاب العربية والدولية
– حزب البعث مُرابط بكامل قياداته وكوادره واعضائه في ساحات الوغى داخل العراق، وما عدا ذلك محض عناوين خارجية بلا وزن
كبيراً وكريماً وعظيماً، تفضل قائد معجزة المقاومة العراقية التي اذلت العنجهية الامريكية، فارس البعث وبطل الرافدين وإمام الجهاد والمجاهدين الاستاذ عزة الدوري، بتوجيه رسالة جوابية، عبر الدكتور خضير المرشدي، الناطق الرسمي باسم حزب البعث، الى رئيس تحرير المجد، رداً على رسالة مفتوحة كان قد وجهها الى سيادته.
وبمثل عظمة هذا الفارس المغوار واقتداره في ميادين القتال والنزال على ارض السواد لما يناهز ست سنوات، جاءت عظمته في صياغة هذه الرسالة الجوابية، بل الوثيقة النضالية الزاخرة بالروح التفاؤلية، والعزيمة الفولاذية، والرؤى والاهداف والتطلعات الاستراتيجية.
وبرغم اية اختلافات لنا مع بعض ما ورد في الرسالة الغالية، الا اننا سنفسح لها قمة الصدارة التي تستحقها بكل جدارة، والتي تنسجم مع سياسة المجد الثابتة في نصرة المجاهدين والمقاومين العرب بلا مناقشة، ومؤازرتهم بدون تحفظ، والوقوف الى جانبهم بغير حدود، حتى اذا ما انجلى غبار المعركة، وتحققت بشائر النصر والتحرير، اختلفنا ما شاء لنا الاختلاف، وتحاورنا ما طال بنا الحوار والشجار.
وفيما يلي نص رسالة ابو احمد الوريث التاريخي لامجاد بني العباس..
بسم الله الرحمن الرحيم
(والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون)
صدق الله العظيم.
الرفيق العزيز الشهم الوفي.. يا فهد العروبة الطاهرة الزكية..
لقد تلقيت رسالتك الكريمة المعبرة عن معدنك العربي الأصيل، وعن إيمانك العميق بالله العظيم وبقدرته القوية على نصر المؤمنين المجاهدين، والناطقة بأسمى آيات الرفقة والأخوة والمحبة في الله وفي الوطن وفي مسيرة الكفاح المرير في الدرب الطويل لاستنهاض الأمة وتفجير طاقاتها وإبداعاتها، لتحقيق أهدافها في الوحدة والحرية، وبناء مجتمعها الاشتراكي الديمقراطي الحر الموحد، واستعادة دورها التاريخي الحضاري الرائد في مسيرة الإنسانية لصناعة الحياة الحرة الكريمة الآمنة الزاهرة التي يسعد في ظلها الإنسان كما أراد الله سبحانه وتعالى له في هذه الحياة الدني..
أحييك أيها المناضل الباسل بتحية الجهاد الدائم والمتصاعد في عراق العروبة، واحيي منبر المجد والعز والشهامة والكرامة، منبر العروبة المجيدة الثائرة العصية على الأعداء، عروبة النبي العربي الكريم والرسول العظيم سيدنا وقائدنا ومثلنا الأعلى محمد بن عبد الله، عروبة الفاروق عمر، عروبة الكرار إمام الشجاعة وعز المبادئ علي بن أبي طالب، عروبة سيف الله المسلول خالد بن الوليد، عروبة القائد الخالد عبد الناصر عروبة صانع المقاومة الفلسطينية وقائدها الشهيد ياسر عرفات، عروبة القائد الثائر البطل شهيد الحج الأكبر صدام حسين..
أجدد تهنئتي لك يا ابن العروبة النقية الطاهرة البار على موقفك الشجاع المتفرد في وقته، يوم أرسلت الافتخارية على الهواء إلى ارض الجهاد المقدس تُعلن فيها للدنيا كلها وقوفك مع المجاهدين، وتأييدك وحبك لهم، وتضع كل ثقتك بهم غير وجل ولا هياب، في وقت أقولها اليوم للتاريخ قد وصلتني مئات الرسائل قبل الافتخارية وحتى بعدها كلها سرية، وجميعها لم يضع عليها أصحابها أسماءهم الصريحة بل أسماء حركية ومستعارة، فنبقى نبحث أشهرا لكي نعرف من هو صاحب الرسالة الفلانيه لكي نكتب له ردا أو نوجه له شكرا، وبعد زمن من الافتخارية ليس بقليل تشجع واستجرأ العراقيون والعرب خارج الوطن في وضع أسمائهم على رسائلهم السرية..
الرفيق العزيز المناضل والأخ الوفي، من حقك اليوم وبعد اليوم أن تقول لقيادة البعث في العراق ولقيادة الجهاد كل ما تظنه خيرا للبعث وجهاده، وكل ما تظنه خيرا لشعب العراق العظيم وأمته المجيدة..
أيها العزيز، بافتخاريتك الشجاعة ومن يومها اعتبرتك قيادة الجهاد في العراق جزءاً عزيزاً منها، فلا تبخل علينا بما تملك من فكر عروبي أصيل، وبما تملك من خبرة وتجربة طويلة وعميقة في ميدان النضال والكفاح والعمل السياسي والإعلامي خاصة..
أحييك مرة أخرى ومرات على الافتخارية الثانية، ونحيي منبر المجد، واحيي الناصرية وفكرها ومنهجها التي انتميت لها، وادعو الناصريين في وطننا الكبير جميعا الى اللقاء والتحاور مع بعث العراق أولا ثم مع البعث القومي، فنحن نفتح اليوم قلوبنا وعقولنا لهم ولما يقولون، ولإقامة وحدة الكفاح والجهاد في كل ميادين الكفاح والجهاد، ولنصنع من البعث والناصرية نواة الوحدة الشاملة لكل قوى الأمة الخيرة الوطنية والقومية والإسلامية من المحيط إلى الخليج، ومن منبر المجد العربي الكريم نعلن تأكيدنا على منهج البعث الوحدوي الذي يمثل الركن الأساس من أركان عقيدتنا وأهدافنا ومنهجنا الكفاحي الثوري التقدمي، ونؤكد لأخينا العزيز إن البعث العربي الاشتراكي قد اعتبر وحدة القوى المناضلة والمجاهدة والرافضة للاحتلال ركيزة أساسية من ركائز التحرير والاستقلال، وشرطاً أساسياً من شروط قيادة العراق بعد التحرير لإعادة بنائه بل لإعادته إلى أمته والى مكانته في الأمة، واستنادا على هذه الحقيقة، وانطلاقا منها أقام البعث أول نواة لوحدة القوى الوطنية القومية والإسلامية في العراق، وهي الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية التي شقت طريقها ونمت وصلب عودها في ظل مشروع الاجتثاث الدولي وفي ظل الحصار القاتل الذي فرضته قوى الشر والغزو والعدوان على حزبنا وجهاده وثورته المسلحة المباركة وان جبهتنا اليوم تجري لقاءات وحوارات مع كل القوى الوطنية والقومية والإسلامية في العراق لغرض المزيد من التوحد والتوحيد لطاقات الشعب العراقي المجاهد..
وهنا انقل لك، أيها العزيز، نص موقف الحزب من وحدة الجهاد الشاملة التي نتمناها ويتمناها كل عربي غيور الوارد في خطابنا الأخير بمناسبة مولد البعث ومرور ست سنوات على الغزو والاحتلال، بالإضافة لما هو موجود في كل أدبيات الحزب بما فيها إستراتيجية البعث والمقاومة.. يقول الخطاب (واعلموا أيها المجاهدون إن قوتنا وعزمنا الذي لا يلين وسلاحنا الأقوى والأمضى في صراعنا مع أعدائنا أعداء الله والإنسانية، هو في وحدتنا الداخلية أولا ومدى قوتها وصلابتها وسلامة بنائها، ثم في تواصلنا الدائم مع شعبنا وجماهيره الثائرة المقاتلة، ثم تضامننا وتحالفنا مع كل قوى الخير والجهاد والرفض الأصيلة في شعبنا وامتنا أحزابا ومنظمات وتجمعات وفصائل جهادية وعشائر وشخصيات في جبهة كفاحية عريضة ترتكز على قاسم مشترك مقدس وتنطلق منه، وهو الجهاد الدائم المتصاعد حتى تدمير الغزاة وتحرير الوطن العزيز وإعادة مسيرة البناء الحضاري لبلدنا المجاهد قاعدة انطلاق الأمة في كفاحها) ثم يقول (باسم البعث الذي تولى قيادة المسيرة الكفاحية للأمة وشعب العراق لعقود عديدة فهو اليوم صاحب التجربة الغنية العميقة، أقول أن العمل الجبهوي الشعبي الموسع القادر على استيعاب كل قوى الشعب والأمة الخيرة المقاومة المجاهدة من أقصى يمينها إلى أقصى يسارها، وتحريك جماهيرها وتثويرها في مرحلتي التحرير والبناء، أي التحالف الجبهوي القائم على ثوابت التحرير والاستقلال التامين الكاملين، والقائم على أسس الديمقراطية الشعبية والشرعية الدستورية والتعددية الحزبية وتداول السلطة لقيادة البلد عبر انتخابات شعبية حرة تضع الشعب العظيم أمام مسؤولياته التاريخية في اختيار قيادته الرسمية، وقيادة مسيرته الكفاحية في كل مفاصل الحياة وميادينها الأساسية، تحالف جبهوي عريض قائم على قاعدة المحبة العميقة للآخر وليس قبوله فقط.. ان هذا هو الطريق الحق الكفيل بتحقيق النصر الحاسم والسريع على الغزاة المحتلين وعملائهم، وهو وحده الكفيل بصنع المسيرة الوطنية القومية الإنسانية الإيمانية والحفاظ عليها لإعادة البناء الحضاري النهضوي الذي دمره العدوان، وتحقيق الأهداف الكبرى لوطننا وامتنا، وقد ثبت لنا عبر التجربة الطويلة الغنية إن أي انفراد أو تفرد لقيادة المسيرة وبأي حجة كانت ستقتل الأماني الكبيرة والأماني العزيزة التي يتطلع إليها شعبنا وامتنا، ويكفينا مزيدا من التجارب، ويكفينا مزيدا من التدابر، واستخفافا بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق البعث العظيم، فقد أغنتنا وبصّرتنا تجارب الماضي المرير)..
أما القيادة العليا للجهاد والتحرير التي قامت بالأمس على 22 فصيلاً وأصبحت اليوم تضم 37 فصيلاً تمثل كافة الاتجاهات الوطنية والقومية والإسلامية، وتتواجد على كل مساحة العراق من البصرة وأطرافها المترامية إلى دهوك وأطرافها المترامية، وتمثل كل مكونات الشعب العراقي بأديانه وطوائفه وقومياته وأقلياته.. واعلم أيها المناضل العزيز الوفي لمبادئ العروبة وقيمها ان هذه ميزة خاصة لا تتواجد عند غير البعث وجهاده وجبهته، أما الآخرون فهم يمثلون طوائف وقوميات واديان ومناطق، سواء في ميادين العمل السياسي أو في ميادين الجهاد، ومع هذا كله فنحن حريصون اشد الحرص على مزيد من التوحد والتعاون والتنسيق، وخاصة في ميدان الكفاح المسلح والميدان السياسي، وهما جناحا ثورة البعث والشعب ضد الغزو والاحتلال..
واعلم أيها العزيز إن للبعث وثورته علاقات واسعة ومستمرة مع العديد من الدول والأحزاب والجهات العربية والدولية، ولم نستثن أحدا منذ انطلاق المقاومة الشعبية بعد انتهاء الصفحة العسكرية الرسمية لجهادنا ودفاعنا عن شعبنا وامتنا إلى اليوم، ولكن عليك أيها الرفيق الوفي وكل رفاق العروبة في وطننا الكبير أن تقفوا وقفة جادة ومسئولة وتاريخية، وتدرسوا ما حصل للعراق بعمق وشمول وبقلب مفتوح، وبلا مؤثرات ومنغصات العلاقة مع البعث وثورته عبر الخمسة والثلاثين عاما ليكون الجميع منصفين أولا ثم قادرين على استنباط الحقائق ووضع الأمور في نصابها لكي لا تُظلموا ولا تَظلِموا، واضرب لك بعض الأمثلة الصارخة لما أقول وهي من الأمور التي لم يتحدث بها احد قبل اليوم، وأنت أول من يستحق أن يطلع عليها استجابة وتفهما لأرائك ومقترحاتك الكريمة :ـ
الموضوع الأول إيران.. لا أريد أن أتحدث عن التاريخ البعيد وإنما عن التاريخ الحديث الذي عشناه جميعا وساهمنا في صناعته، وننطلق من كون العراق وإيران جارتين تمتد حدودهما المشتركة أكثر من ألف ومائتي كيلو متر، ومسلمتين بينهما تاريخ مشترك وبينهما تداخل اجتماعي عميق، لقد تبنت إيران الشاه الأمريكية منذ اليوم الأول لبزوغ فجر الثورة في تموز 1968م حركة التمرد الكردية في شمال الوطن بقوة وهي غير مؤمنة بها ولا بمطالبها، ولكن نكاية بالبعث وثورته، نكاية بالعراق وبنهضته ومشاركة في تنفيذ المخطط الامبريالي الصهيوني ضد العراق ومسيرته الوطنية القومية، وقد صعّد الشاه رحمة الله عليه الدعم حتى ارتقى التخريب إلى حالة خطيرة من الاستنزاف للثورة ومسيرتها الناهضة، ثم استغل الشاه هذه الظروف وأعلن إلغاء اتفاقية الحدود بين البلدين وسيطر على مناطق عراقية على طول الحدود بين البلدين منها نصف شط العرب، وكما تعرف قد اضطر العراق لتوقيع اتفاقية الجزائر مع إيران عبر وساطة جزائرية تنهي بموجبها إيران دعمها للبيشمركة وقد عادت علاقات البلدين إلى حالها الطبيعي الأخوي، وبدأ التطور في كل ميادينه يأخذ مداه الواسع والعميق حتى جاءت الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني رحمة الله عليه، وأول دولة بادرت لتأييد الثورة هو العراق فرد المرحوم الخميني على برقية الرئيس احمد حسن البكر رحمة الله عليه برسالة سيئة للغاية ختمها بعبارة والسلام على من اتبع الهدى، وهذه العبارة في أدب الإسلام تقال للكافر، ثم رفعوا فورا شعار تصدير الثورة، وطريق القدس يمر عبر بغداد كما رفعوا شعار تحرير العراق أولا وقبل كل شيء لكي تنطلق الثورة الإسلامية منه إلى العالم، وحرضوا الأحزاب الطائفية وقدموا لها الدعم الرسمي اللامحدود حتى اصدر الخميني أوامره علنا إلى الشيخ محمد باقر الصدر رحمة الله عليه يدعوه إلى الثورة على نظام البعث الكافر، وقد شنوا حربا شعبية ورسمية على طول الحدود وفي المدن المهمة حتى اشترك الطيران الإيراني في قصف المخافر والمناطق العراقية على طول الحدود، ثم القيام بعملية قتل وتخريب استهدف أعضاء القيادتين القومية والقطرية والوزراء والمنشآت والمراكز المهمة، وان جميع تفاصيل هذا العدوان موثقة لدى الأمم المتحدة والجامعة العربية بما فيها إسقاط طائرة إيرانية داخل الأراضي العراقية واسر طيارها، ثم قامت الحرب الواسعة بين البلدين واستمرت ثماني سنوات عجاف كان المصر على استمرارها الجانب الإيراني إذ أن العراق قد وافق على إنهائها منذ الأسبوع الأول وعلى امتداد زمنها، استجابة لكل الوسطاء الدوليين والإقليميين ومؤسسات الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة عدم الانحياز…. الخ حتى تكللت الحرب بالانتصار العراقي التاريخي الذي أوقف هذه العاصفة الخطيرة على مستقبل الأمة ووجودها، ومع ذلك رجعنا إليهم بقوة ومن منطلق كل القيم المادية والمعنوية التي تربطنا كجارين مسلمين، متناسين الدماء التي جرت انهارا بين البلدين وقد استجابوا لمبادراتنا ظاهريا بإعادة العلاقات والأخوة بين البلدين، واستأمناهم على مجموعة كبيرة من الأمانات والودائع وهي معروفة للدنيا كلها وقرر العراق الانسحاب من الحدود من جانب واحد كما قرر إطلاق سراح جميع الأسرى من جانب واحد، ولم تفعل إيران أي شيء، بل دعني اذكر لك ردها على هذا الكرم العربي المجيد باختصار شديد حيث استولت على الأمانات ورفضت إرجاعها، وشنت هجوماً واسعاً وقذراً على جنوب العراق بعد انسحاب العراق من الكويت، وقتلت كل من وقع بأيديها من أبناء القوات المسلحة والحزب وكادر الدولة، واحرقت مقرات الدولة والمكتبات العامة والمدارس في تسع محافظات، وقد القي القبض على اغلب العناصر الإيرانية التي كانت تقود هذا الهجوم والتخريب..
هذه نماذج قليلة من مواقف إيران العدائية للعراق قبل الاحتلال، أما دور إيران خلال الاحتلال وبعده فهذا هو الأمر الخطير للغاية الذي يجب على العرب، وعلى الخيرين من كتابهم ومثقفيهم وسياسييهم الوطنيين والقوميين والإسلاميين ان يعرفوه ويفهموه كما هو على الأرض، وكما هو كعقيدة لإيران ومنهج استراتيجي دائم، وخاصة بعد مجيء ما يسمى بالثورة الإسلامية التي وضعت العراق هدفاً أول لانطلاق الثورة إلى الأمة، ثم إلى العالم الإسلامي، فاشتركت مع الغزوة الامبريالية الأمريكية وانكلترا والصهيونية العالمية بالتخطيط والتنفيذ عبر أجهزة مخابراتها واستخباراتها وجيش القدس ثم عملائها الذين أعدتهم منذ زمن بعيد لاحتلال العراق..
الم تعلم أيها العزيز انه كان لهؤلاء العملاء الذين ينفذون اليوم مشروع الاحتلال الانكلو أمريكي الصفوي ثلاثة مقرات دائمة في انكلترا وطهران ودولة عربية معروفة إلى يوم احتلال العراق وتدمير حضارته وإيقاف مشروعه الحضاري النهضوي؟ الم تعلم أن ارتال الغزو التي دخلت إلى العراق من ارض دولة عربية معروفة قد دخلت مثلها ارتال غازية من إيران، هي ارتال العملاء من الأحزاب الطائفية، وزجت معهم مئات الآلاف من أجهزتها الأمنية وجيش القدس، ومن الإيرانيين المسفرين من العراق إليها بسبب عدم امتلاكهم للجنسية العراقية وانحيازهم إلى إيران في حرب القادسية، فقاموا بالتعاون مع المخابرات المركزية والموساد بتفكيك البنية التحتية لنهضة العراق؟ الم تعلم أيها العزيز إن إيران قتلت بواسطة فرق الموت التي أرسلتها ومليشيات عملائها في أربعة أشهر فقط 46 ألف مناضل من حزبنا حيث كانت تقتل يوميا بين ألف إلى ألف ومائتي عراقي على الهوية، ووفق قوائم معدة سلفا بعضها معد في إيران ويشمل كادر الحزب والدولة والعلماء في شتى علوم الحياة من مدنيين وعسكريين؟ الم تعلم أنهم قتلوا من العلماء فقط خمسة آلاف ومائتي عالم منهم خُطِفُوا ولحد الان لم نعلم عنهم شيئاً؟؟
إن إيران أيها العزيز، هي الشريك الأول للامبريالية الأمريكية في احتلال العراق، واليوم وبعد اندحار أمريكيا وحلفائها وهروبهم من العراق فقد استحوذت إيران عليه، ولم تعد أمريكيا قادرة على مزاحمتها في كل ما تريد وتطمح إليه في العراق، وكل هذا الأمر الخطير جرى ومازال يجري تحت مظلة الغزو وفي إطار الشراكة الإستراتيجية بين الغزاة وإيران، وان لدى الحزب والمقاومة وثائق كثيرة توضح نوع وطبيعة هذا التحالف الإستراتيجي بين أمريكا وإيران وما ينتج عنه على الأرض.. ألا تذكر أيها العزيز عندما اصطدمت رغبات بوش الامبريالي المتصهين المجرم بجدار التحالف الأمريكي – الإيراني الإستراتيجي كيف أعلنت المخابرات المركزية إن معلوماتهم تفيد أن إيران ليس لها نية لصنع السلاح النووي، فأوقفوا مشروع وشعار التهديد الذي كان يرفعه بوش ضد إيران من الأساس.. وأنظر كيف تحول الأمر اليوم من تلك المواقف والتهديدات حتى أصبح رفاقك العرب في الوسط الإعلامي والسياسي يتوقعون في تحليلاتهم إن أمريكا ستضرب إيران هذا الشهر أو ذاك، ونحن نضحك حزنا على مثقفي امتنا، فيما قام الطرفان اليوم بالإعلان مجدداً عن هذا التحالف عبر صيغة اللقاء والحوار لقشمرة العرب وذر الرماد في العيون.
إن مشروع إيران القومي والمغلف دينيا يتقاطع استراتيجيا وعقائديا مع مشروع الأمة القومي النهضوي الحضاري، أما ما تراه اليوم وما يراه رفاقك القوميون من مناوشات ومماحكات بين إيران والامبريالية الأمريكية وأحيانا بعض دول الغرب، فهو يقع في دائرة تقاسم المصالح والأدوار والغنائم بعد انهيار العراق والأمة ولا يتعدى هذه الحدود على الإطلاق، وسوف لن يحصل صدام بين أمريكيا والغرب وإيران إلى يوم القيامة..
اما موضوع دعمها لحماس وموقفها في لبنان عبر حزب الله، فهي أوراق تضغط بها على أمريكا لكي تحصل على اكبر قدر من المواقع والأدوار التي تخدم مشروعها القومي في المنطقة والعالم، أما في العراق اليوم فقد أوكلت قيادة مشروعها إلى شخص المالكي رئيس وزراء حكومة الاحتلال ومعه ومن ورائه كل الكيانات الطائفية : حزب الدعوة والمجلس الأعلى والتيار الصدري والحوزة السستانية، ولولا البعث العربي الاشتراكي وقواته المسلحة والمقاومة المسلحة بكل اتجاهاتها وانتماءاتها لامتد المشروع إلى عمق الأمة، ابتداء من الخليج والجزيرة وبشكل خاص البحرين وجزء مهم من المملكة العربية السعودية العزيزة حماها الله وكل ارض العروبة، وعهدا لله وللعروبة وشعبها الكريم لنحطم أطماع فارس ونواياهم الشريرة على ارض العراق الثائرة بأذن الله وقوته القوية وبشعب العراق الأبي، وبالرغم من أننا نعرف بشكل واضح ودقيق منهج وأهداف الثورة الإسلامية تجاه العراق والأمة الا اننا واصلنا محاولاتنا مع إيران فأرسلنا إليهم معاون مدير المخابرات العراقية قبل أن يدخل العدو بغداد بعشرة أيام إذ وافقوا أن يبيعونا بعض الأسلحة الخفيفة بطلب من القيادة العراقية وكانت أهم فقرة في الأسلحة هي قاذفات (أر بي جي 7) ضد الدروع، ولكنهم ظلوا يتحاورون ويماطلون مع المسئول العراقي على الحدود بين البلدين حتى دخل العدو بغداد وتوقفت الحرب الرسمية فرفضوا الصفقة أو رفضوا البيع، ثم بعد الاحتلال بخمسة أيام وجهت رسائل إلى مجموعة من الدول العربية والأجنبية وقبل أن التقي بالقائد الشهيد صدام حسين رحمة الله عليه، وبين هذه الدول كانت إيران أول من اتصلنا بها بعد الاحتلال وكذلك حزب الدعوة والمجلس الإسلامي الأعلى والتيار الصدري والسيد اليعقوبي وكان رد الجميع سيئاً للغاية، وكان الرد عموما للجانب الإيراني هو التنسيق الكامل والعمل المشترك بين إيران وأمريكا وعملاء الطرفين لتنفيذ اخطر مشروع إجرامي شهدته البشرية في تاريخها، وهو تدمير كامل لكل معالم الحياة والحضارة في العراق، وقتل أكثر من مليون ونصف من خيرة أبناء العراق وكادر البعث ومناضليه، وعلماء العراق بناة حضارته المعاصرة، وضباط جيشه الوطني القومي العقائدي ذراع الأمة الطويل وساعدها القوي..
أما قولك أيها الرفيق العزيز (خصوصا وهي تجهد لإحباط المخطط الإسرائيلي الهادف إلى الزج بها في مواجهة العرب والزج بالعرب لمواجهتها كعدو مركزي بديل عن إسرائيل) فهذا غير صحيح على الإطلاق وإنما يقع في إطار مخادعة الخيرين من ابناء امتنا وتضليلهم، وأملي كبير أن يسمع أحرار العرب منا أولا نحن إخوتهم في العقيدة والمنهج والأهداف، ونحن أصحاب القضية، وأصحاب القضية اعرف واخبر وأدرى بتفاصيلها وحقائقها من غيرهم، نحن في حزب البعث العربي الاشتراكي قضيتنا المركزية التي شكلت محور نضالنا وكفاحنا منذ اغتصاب فلسطين إلى يوم احتلال بغداد هي فلسطين، وعدونا الأساس هو إسرائيل، ولقد قدم الحزب وثورته في العراق الكثير والمعروف لدى شعبنا العربي وخاصة الفلسطيني، أما بعد غزو العراق من قبل الامبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية والصفوية الفارسية واحتلاله وتدميره وقتل شعبه ومحاولة تفتيته بل ومحاولة ابتلاعه من قبل الصفوية الفارسية، أقولها لشعبنا وامتنا، لقد أصبحت اليوم قضيتنا المركزية امتنا وشعبنا هي العراق، وأصبح عدونا الأول هو الغزاة، وبعد اندحار الامبريالية الأمريكية وكل حلفائها بما فيهم الصهيونية أصبح عدونا إيران الصفوية الفارسية وليس إيران الجارة المسلمة الصديقة، وسنظل إلى الأبد إخوة وأصدقاء لإيران الجارة المسلمة..
أيها المناضل الكريم.. هل رأيت إيران قي يوم من الأيام على امتداد أكثر من ست سنوات وقفت وتصدت لعملاء أمريكا وانكلترا، حلفاء إسرائيل وحماتها الذين جاء الغزو بهم من كل أصقاع الأرض ومن إيران ليكونوا أداته في تنفيذ مشروعه الإجرامي في احتلال العراق وتدميره ثم تدمير الأمة وتمزيقها مثل حزب الدعوة وعناوينه المالكي والجعفري، والمجلس الأعلى وعنوانه القذر عدو العزيز الحكيم، وما يسمى بالتيار الصدري، وما يسمى بالحوزة السيستانية؟ كيف لا يعلم العرب إن إيران لم تمهد وتشترك في احتلال العراق فحسب بل هي وحدها التي أطالت بعمر الاحتلال كل هذا الزمن، وهي التي قادت حملة القتل والتدمير والتخريب في العراق، وهي التي تولت بواسطة عملائها وأدواتها تفكيك آلاف المشاريع الصناعية والزراعية الثقيلة والخفيفة المدنية والعسكرية ونقلتها إلى اراضيها، إن إيران قد حيدت أكثر من خمسين بالمائة من شعبنا بواسطة تأثيرها وعملائها وحوزاتها من الاشتراك في حرب التحرير وخاصة في السنين الأولى للاحتلال، وهي تبذل اليوم كل إمكاناتها وطاقاتها مع كل حلفائها لدعم حكومة الاحتلال لتمضي في تنفيذ مشروعها الإجرامي في بلدنا وامتن.. فكيف تظنون ان من يدعم مشروع الغزو والاحتلال؟ الامبريالي الصهيوني بهذه الطريقة وبهذه القوة والجرأة هو ضد الاحتلال الا يمثل هذا الاعتقاد في إيران إجحافا وعدوانا بحق الأمة وبحق شعبها ومستقبلها؟ ألا يمثل هذا تزويرا للتاريخ وطمسا للحقائق؟ ألا يتذكر العرب وأحرارهم بشكل خاص إيران غيت حين أمرت أمريكا إسرائيل بتزويد إيران بالأسلحة أيام القادسية المجيدة؟؟
إن عدونا الأول في العراق هو الامبريالية الأمريكية المتصهينة بالرغم من أن إيران اليوم اخطر من أمريكا، والدليل أن أمريكا هربت من ارض العراق وسُحقت وسوف لن تعود عسكريا ليس إلى العراق فقط بل إلى منطقة الشرق عموما إلى عقود طويلة من الزمن، ولكن إيران سوف لن تخرج بسهولة كما يتصور المتفرجون على معركتنا، وسوف يدخل الشعب العراقي معها حربا طويلة فهي عدو الأمة الأول بعد هروب أمريكا واندحارها، واني لآسف اشد الأسف لذلك لان العرب لم يفهموا هذه الحقيقة أو تجاهلوها وتركوا الغزاة الأمريكان ليقدموا العراق إلى إيران على طبق من ذهب لكي تبني قواعد انطلاقتها إليهم فيه وتنطلق منه، وان شئت أيها العزيز اقرأ واطلع على أهداف الثورة الإسلامية ومنهجها وعقيدته..
أيها الأخ الوفي، ومن خلالك أقول لكل أحرار العروبة وخاصة الذين لحد اليوم لم يروا حقيقة الدور الإيراني منذ مجيء الثورة الإسلامية حيث يتغاضون عنه أو يحابونه او ينظرون إلى ظاهر الأمور، أقول لهؤلاء الإخوة جميعا انظروا اليوم إلى حال العراق وحَكّمُوا العقل والضمير لتكتشفوا إن الذي يحكم اليوم في العراق هم عملاء مزدوجون لأمريكا وإيران، وهم اليوم ينفذون المشروع المشترك للطرفين، وهذا الأمر ليس عليه غبار بل يعرفه عندنا في العراق رعاة الإبل والشياه، كما يفهمه المثقفون والسياسيون، ثم انظروا من الذي يدعم هذه الزمرة العميلة التي مهدت واشتركت في قتل شعبها وتخريب بلدها وهي ماضية على نفس المنهج، واحكموا من خلال ذلك على إيران وغير إيران من العرب.
أحييك مرة أخرى يا فهد العروبة الوفي الصادق الشجاع، أما موضوع سؤالك وحرصك المفهوم والمشكور سلفا عن وحدة الحزب ثم وحدة القوى الوطنية، فدعني أقول أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو حزب ثوري تقدمي كفاحي، بل من الانصاف ان نقول تضحوي بطولي يقوم بنيانه الداخلي على أساس دستوره ونظامه الداخلي، ثم مجموعة تقاليد وأعراف وقيم ومُثل ترتكز جميعها على تجربة غنية امتد عطاؤها 62 عاماً، ولكن ظهر فيه جواسيس وهم قلة قليلة، وظهر فيه خونة وهم قلة قليلة، وظهر فيه متآمرون وهم ليسوا بالقليل على امتداد تاريخه الطويل، وظهرت فيه انشقاقات انتهت جميعها إلى مواضع الردة أو الخيانة، ولقد عالج البعث جميع هذه الحالات والظواهر وفق نظامه ودستوره وتقاليده وأعرافه فلم تزده على امتداد تاريخه إلا قوة وصلابة وتجديداً وتثويراً لمسيرته الكفاحية، بالإضافة إلى ذلك فنحن اليوم لسنا أحزابا حاشا لله نحن حزب البعث العربي الاشتراكي الواحد وهو الذي يقود المسيرة الكفاحية لشعبنا المجيد ويقدم أغلى التضحيات، وهو مرابط في العراق، في ساحة الصراع بجميع أعضاء قيادته الميدانية الباسلة وجميع كادره وأعضائه وأنصاره المجاهدين وجميع أعضاء قيادة الجهاد، وما عدا ذلك فهي عناوين فقط خارج العراق، منهم الخائن ومنهم المرتد ومنهم الجاسوس ومنهم الذي ينفذ برامج العدو للمساهمة في حملة الاجتثاث، وليس لها وجود في الداخل وجميعها تقع في إطار مشروع اجتثاث البعث وتهدف لتحقيق أمرين أساسيين:ـ
الأمر الأول : هو التشويش على حقيقة البعث ومسيرته ثم محاصرته .
الأمر الثاني : هو الوصول إلى وحدته الداخلية الحقيقية للنيل منه.
أرجو أن تعلم أن مقتل الحزب في قتل وحدته الداخلية وفي تدميرها، وتدميرها يتحقق بالتجميع والترقيع، وان أساس وجوهر صلابتها ومتانتها هو بتطهيرها من الخبث الذي قد يعتريها ويحيط بها في مثل هذه الانعطافات الخطيرة في مسيرة الحزب حيث يواجه فيها الهزات العنيفة، فالصورة التي تراها أيها الرفيق وكأنها أحزاب للبعث هي الأتي لا غير، وقد تعامل معها الحزب فورا وبدون تأخير وفق سياقات العمل في حياته الداخلية التي تؤطرها مبادئ الدستور والنظام الداخلي وتقاليد الحزب وأعرافه، فمن هؤلاء الذين ذكرت عناوينهم قد خانوا حزبنا علنا وعلى رؤوس الأشهاد إذ اتصلوا بجهات أجنبية وخارجية فوقعوا تحت طائلة أحكام دستور الثورة وقوانينها ثم أحكام النظام الداخلي للحزب، وكل هذه المراجع الحزبية والرسمية تحكم على هؤلاء بالطرد من الحزب مع عقوبة الإعدام، وعلى رأس هؤلاء ال.. ال.. محمد يونس وزمرته والقسم الآخر منهم قد ارتد عن الحزب عقيدة ومنهجا منذ عقود طويلة واصطف مع أعداء الحزب من المتآمرين عليه عراقيين وعرباً وأجانب فجاءوا جميعاً تحت مظلة الامبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية والصفوية الفارسية، أي إيران الفارسية وليس إيران الجارة المسلمة المسالمة لجيرانها العرب الذين حملوا إليها رسالة السماء التي أنقذتها من ظلمات عبادة النار وعبادة الإنسان لأخيه الإنسان إلى نور عبادة الواحد الأحد، إلى نور الحرية والتحرر، إلى نور الأمن والأمان والسلام.. أما عدا ذلك فيحكم التعامل معهم النظام الداخلي، وقد عاد إلى الحزب من المتسربين منه المئات وفق هذا النظام، وهو أن يقدم تقريراً للحزب يشرح فيه سبب انقطاعه أو عدائه أو انحرافه، وينتقد نفسه ويعتذر للحزب ويطلب العودة ..
أيها الرفيق العزيز الكريم أحييك على كل كلمة خطها قلمك، واقول لك هذا هو البعث العربي الاشتراكي في العراق، انه المرتبط بأرض العراق وجودا وجهادا وهو الذي يصنع اليوم للعراق وللأمة تاريخا جديدا مجيدا، وهو الذي يرضع من لبان الأمة الطاهرة مددا لحياته وجهاده ومسيرته، وهو العصي على أعداء الأمة فلا يباع ولا يشترى، ولحد اليوم يحاصرنا النظام العربي ويصنع نماذج وعناوين طارئة في الميدان، واعلم إن دستور ثورتنا الذي مازال قائما وحاكما في العراق يأمر بإعدام الخونة والجواسيس والعملاء غير المنتمين للحزب فكيف بأعضاء الحزب الذين يتولى نظامه الداخلي تحديد مسؤوليتهم وعقوباتهم بصيغ مشددة وصارمة؟؟
وأخيرا أملي أن تعلم وظني بك انك تعلم، أن العناوين التي أشرت لها لو كانت حقيقية لما استطاع الحزب أن يبني هذا المجد الباذخ للأمة، ولما صمد في ارض العراق ساعة واحدة، ولأصبح هذا الحزب العظيم اليوم من الماضي البعيد، ولذهب العراق إلى المستقبل المجهول ولمدة طويلة من الزمن لا سمح الله، واني أعدك أن هذه الحقائق ستراها بعينك قريبا يوم نلتقي على ارض العراق المحررة الأبية، لقاء النصر المؤزر الذي تنتظره الأمة وشعبها المجيد وكل الأحرار في الأرض، وهو قد أصبح على قاب قوسين أو أدنى..
أما المصالحة الوطنية في العراق اليوم فتختلف عما سبقها في سالف الأيام أي قبل الاحتلال، فبعد الاحتلال أيها العزيز انحاز شعب العراق العظيم بكل أطيافه أي بكل أديانه وطوائفه وقومياته إلى خندق الدفاع عن الوطن وحرماته ومقدساته ومستقبل أجياله، وانحازت حفنة من الأحزاب والتجمعات والتيارات والشخصيات إلى خندق العمالة والخيانة فوقفت مع الغزاة واشتركت معهم في تنفيذ مشروعهم الإجرامي فقتلت ودمرت وخربت ومازالت تنفذ مشروع الغزاة المحتلين، وليس لدينا خندق ثالث، والخندق الأول متصالح ومتوافق – منذ اليوم الأول لجريمة الاحتلال – تحت راية الهدف الواحد والجهاد الدائم والمستمر حتى التحرير، ومشكلتنا فيه هي التوحد على أهداف ومبادئ ومنهج ما بعد التحرير، وأننا نعمل اليوم بجد وبشكل دائم لتحقيق هذه الوحدة التاريخية المنشودة رغم إننا سرنا نحوها خطوات كبيرة، أما خارج العراق في الوطن العربي الكبير وخارجه فلدينا علاقات واسعة مع الكثير من الدول والأحزاب والمنظمات، ونحرص اليوم ونبذل الجهود لتوسيعها وتعميقه..
أملي أن تتابع ما يصدر عن قيادة البعث في العراق وعن القيادة العليا للجهاد والتحرير، واسلم عزيزا كريما رفيقا مناضلا باسلا، وأخا صادقا ووفيا، والى ملتقى النصر بإذن الله.. ينصر من يشاء وهو السميع العليم ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله..
رفيقكم المعتز بالله
خادم الجهاد والمجاهدين
القائد الأعلى للجهاد والتحرير
الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي