ستكتفي بالتنسيق فيما بينها وعدم التنافس في دائرة واحدة
«السقف السياسي» يحول دون تحالف «القومي» و«وعد» و«التقدمي»
قال رئيس جمعية التجمّع القومي د. حسن العالي أن الجمعيات الثلاث «التجمّع، وعد والمنبر الديمقراطي» لم تنجح في الوصول إلى اتفاق يفضي إلى برنامج انتخابي واحد وقائمة موّحدة، وأرجع ذلك إلى اختلاف سقف «الخطاب السياسي» لدى كل جمعية من الجمعيات الثلاث.
إلاّ أنه أكّد الوصول إلى تفاهمات بشأن التنسيق فيما بين الجمعيات الثلاث قوامه «عدم تنافس أي من مرشّحي تلك الجمعيات في دائرة انتخابية واحدة»، وعلى أن تدعم كل جمعية مرشّحي الجمعية الأخرى.
وحول مرّشحي جمعيته قال انه سيمثلها ثلاثة مرشّحين في محافظتي الوسطى والمحرّق، إلاّ أنه لم يسمِّ الدوائر الانتخابية التي سيترشحون فيها، وأقرّ العالي بأن حظوظ جمعيته بالفوز لن تكون كبيرة، إلاّ أن اعتبر أن المشاركة واجب وطني وخصوصاً للتيارات الليبرالية المناط بها إعادة التوازن للشارع إثر التجاذبات الطائفية المتتالية وفق ما قال.
فيما يلي نص الحوار:
هل بدأتم بالاستعداد للانتخابات المقبلة؟ وكيف؟
-نعم بدأنا بالاستعداد للانتخابات المقبلة، حيث ان الجمعية ومنذ اجتماع الجمعية العمومية الاستثنائي الذي عقد في ديسمبر الماضي وعلى ضوء قرارها بالمشاركة في الانتخابات المقبلة، شكّلت لجنة عليا للانتخابات مكوّنة من عدد من أعضاء الأمانة العامّة، وقد باشرت هذه اللجنة منذ تشكيلها مهامها الأساسية بالتحضير والاستعداد للانتخابات المقبلة وذلك في اتجاهات مختلفة، أوّل تلك الاتجاهات ما يخصّ الدوائر الانتخابية، حيث عكفت اللجنة على دراسة شاملة لكافّة الدوائر الانتخابية في البحرين وحظوظ الجمعية في تلك الدوائر، كما درست الأشخاص الذين يمكن أن ترشحهم الجمعية كممثلين عنها في الانتخابات والدوائر التي يمكن ترشيح هؤلاء فيها.
] هل تم اختيار مرشّحين عن جمعيتكم في الانتخابات سواء في الشق النيابي أو البلدي؟
-نعم لدينا الآن ثلاثة أشخاص نفكّر في طرحهم كممثّلين عن الجمعية في الانتخابات المقبلة، وسيكونون مرشحّين للمجلس النيابي فقط.
] ألا تفكّرون في طرح مرشّحين للمجلس البلدي؟
– لا يوجد للجمعية مرشّحين عن المجلس البلدي، حيث لا يوجد لدينا العناصر التي من الممكن أن تقوم بذلك.
]R00;من هم المرشّحون عنكم وفي أي المحافظات والدوائر الانتخابية؟
– لدينا 3 مرشّحين حالياً، ولكن الوقت مازال مبكراً للكشف عن هؤلاء المرشّحين وفي أي الدوائر، ولكنهم سيكونون في محافظتي الوسطى والمحرّق.
] ألا تفكّرون في الترشّح لمحافظات أخرى كالشمالية مثلاً أو العاصمة؟
– لا، حيث ان ما خلصت له اللجنة العليا للانتخابات في الجمعية أوصى باختيار هاتين المحافظتين فقط، أمّا المحافظات الأخرى فمن الصعب جداً المنافسة فيها بالنسبة لجمعيتنا وخصوصاً الشمالية حيث أن دوائرها شبه مغلقة.
] ماذا بشأن تحالفكم مع جمعيتي «وعد» و«المنبر الديمقراطي»، فقد سبق وأن صرّحتم قبل أشهر بوجود اتصالات لتشكيل تحالف مع هاتين الجمعيتين؟
– الاتصالات والحوارات بين الجمعيات الثلاث ما زالت قائمة ومستمرّة، وتجري تلك الحوارات في أكثر من اتجاه، الاتجاه الأوّل بشأن وضع آلية لتنسيق دائم بين الجمعيات الثلاث كونها جزء من تيّار عريض وهو «التيار الوطني الديمقراطي»، حيث اننّا نسعى لتشكيل نواة لهذا التيّار ومن ثمّ توسيع نطاقه بإشراك كافّة الجمعيات السياسية ذات التوجهات الوطنية الليبرالية فيه، ونعني بها كل الجمعيات التي تستند في عملها السياسي على الخطاب الوطني الديمقراطي وليس الخطاب الطائفي، أما الاتّجاه الآخر الذي تسير فيه تلك الحوارات والاتصالات بين الجمعيات الثلاث فهو ذو علاقة بالانتخابات المقبلة، حيث تمخّضت تلك الحوارات عن اتفاق بين الجمعيات الثلاث بعدم التنافس فيما بينها في دائرة واحدة، بحيث تلتزم كل جمعية بعدم طرح أي مرشّح لها في دائرة يمثلها مرشّح من جمعية أخرى من هذه الجمعيات الثلاث، كما يشمل هذا الاتفاق الدعم المتبادل لفرق العمل.
] هل يعني الاتفاق طرح قائمة واحدة؟
– لا لن يكون ذلك، حيث أن ذلك سيستلزم إقامة تحالف انتخابي يستند إلى برنامج انتخابي واحد، والوصول إلى برنامج انتخابي واحد للجمعيات الثلاث أصبح متعذراً.
] لماذا؟
– لأنه تبيّن أثناء النقاشات أن سقف الخطاب السياسي مختلف فيما بين الجمعيات الثلاث رغم المشتركات الكثيرة التي تجمعها، إلاّ أن سقف الخطاب السياسي مختلف بين جمعية وأخرى، وهو ما يحول دون طرح برنامج انتخابي واحد، ومن جهة أخرى فإن بعض المرشّحين يحب أن يركّز على موضوعات معيّنة دون أخرى بحسب كل دائرة انتخابية.
] ماذا عن الجمعيات الليبرالية الأخرى؟ هل من الممكن أن تدخل إحدى تلك الجمعيات في التحالف معكم؟
-أعلنا ومازلنا أن الباب مفتوح لكل الجمعيات المنتمية إلى التيار الديمقراطي الوطني، أمّا عن سبب قيام مبادرة الجمعيات الثلاث بتشكيل هذا التنسيق والسعي لتشكيل تحالف فهو انطلاقاً من العلاقات التاريخية التي تربط بين هذه الجمعيات، حيث أنها متقاربة مع بعضها البعض لحدّ قريب.
] وعن الجمعيات الإسلامية؟ هل من الممكن أن نشهد تحالفاً بينكم وبين أحدها مثلاً؟ وخصوصاً الجمعيات المعارضة التي تشكّلون معها التحالف الرباعي؟ هل جرت مثلاً اتصالات بينكم في هذا الشأن؟
– لا أعتقد ذلك، ولا يوجد أي اتصالات فيما بيننا، وأعتقد أننا في التيار الوطني سندخل مجدداً في تنافس مع التيارات الإسلامية في الانتخابات المقبلة، كما أستبعد حصول تنسيق فيما بيننا.
] هل ستدعمون مرشّحين مستقلين؟
– نعم نتجه لدعم مستقلّين، ولدعم منتمين إلى التيار الديمقراطي في دوائر أخرى لن نترشح لها، ولكن الوقت سابق لأوانه حول من سندعم.
] ماذا عن حظوظكم بالفوز؟
– القراءة الواقعية تشير إلى أن حظوظنا لن تكون كبيرة، ولكن المشاركة واجب وطني، فنحن ننظر لهذه التجربة بشكل إيجابي، ونرى انه من واجبنا إيصال شخصيات يمكن أن تساهم في إعادة التوازن في المجتمع بعيداً عن التجاذبات الطائفية التي تدمّر البلاد والتي تتسبّب الخطابات الطائفية من التيارات الإسلامية في تأجيجها، إن خطابنا وطني وليس طائفي، ويصبّ في اتجاه الوطن، وبغض النظر عن إمكانات النجاح والفشل فإن خيارنا هو أن نشارك وبقوّة.
] ما هي الأسباب التي تجعل من حظوظكم بالفوز ضعيفة في رأيك؟
– ببساطة لأن الشارع الشعبي تسيطر عليه الجمعيات الإسلامية، وسبب سيطرة الأخيرة يعود إلى الضربات المتتالية التي تعرّض لها التيار الوطني في فترات سابقة، مقابل الرعاية التي حظي بها التيار الإسلامي، ثم ولوج تلك التيارات الإسلامية إلى الشارع من بوّابة العمل الاجتماعي الخيري، والاتكاء على هذا العمل الاجتماعي واستثماره في العمل السياسي
جريدة الأيام : العدد 7725| الجمعة 4 يونيو 2010 الموافق 20 جمادى الآخرة 1431هـ