بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
دعا الدكتور خضير المرشدي، رئيس اللجنة السياسية للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية وعضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي، المقاومة اللبنانية والفلسطينية إلى اتخاذ موقف واضح تجاه أعداء المقاومة العراقية،وان يقال لهم إنكم عملاء وجواسيس وخونه.
كما شدد الدكتور المرشدي في مداخلته في الجلسة الختامية للمؤتمر القومي العربي التاسع عشر الذي عقد مؤخرا في العاصمة اليمنية صنعاء،على دعوة قوى المقاومة العربية في العراق وفلسطين ولبنان لتنسيق المواقف وتبادل الخبرات واستثمار الامكانات وتوحيد الخطاب الوطني والقومي والعمل على اسقاط المشروع الامريكي الصهيوني.
مؤكدا في تعقيبه على ما طرح من دعوة الى عدم استعداء إيران بالقول،إذا أرادت إيران فعلا وكما تدعي إسقاط المشروع الأمريكي الصهيوني فعليها أن تعترف بالمقاومة العراقية وتسحب اعترافها بحكومة الاحتلال وتعترف بحقوق العراق المثبتة في برنامج التحرير والاستقلال للمقاومة العراقية.
وفيما يأتي نص المداخلة :
بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها الأخوات أيها الأخوة أعضاء المؤتمر القومي العربي
السادة الحضور الكرام
أنني عندما أتحدث في ضوء الرؤية المطروحة في البيان الختامي بضرورة المحافظة على قوى المقاومة وتأييدها في كل من العراق وفلسطين ولبنان والتمسك بخياراتها ووحدة توجهها وخطابها وبرنامجها التحرري والمحافظة على سلاحها وسلامة إمكانياتها. فإننا بدون شك في العراق نؤيد ونتمسك بذلك ولا يمكن في أي لحظة من اللحظات لأي منا كمقاومين ومناهضين للاحتلال وإفرازاته أن نؤيد أو نقف مع، أو حتى مجرد أن نتعاطف مع أيٍ من أعداء المقاومة في لبنان وفلسطين بل اننا دائماً مع المقاومة الوطنية ضد كل ما يمس وحدة الوطن ومصيره ومستقبل الأمة ومكوناتها.
إن هذا الموقف المبدئي من قبلنا في المقاومة العراقية تجاه أعداء المقاومة في الساحات العربية الأخرى يتطلب من المقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية أن لا تقف أو تتعاطف مجرد التعاطف مع أعداء المقاومة في العراق تحت أي من الحجج أو أية ذريعة من الذرائع بل يقتضي الواجب أن يقال لأعداء المقاومة في العراق من رؤوساء الأحزاب الطائفية العميلة.. كالحكيم والمالكي وغيرهم، أنكم عملاء وجواسيس وخونة، قد دمرتم العراق ودمرتم الأمة العربية كونكم جزء من الاحتلال البغيض وتعملون على قتل الشعب بزرع بذور الفتنة الطائفية.
ان الواجب الوطني والإنساني يتطلب أن تصطف قوى المقاومة في العراق ولبنان وفلسطين مع بعضها البعض لتنسيق المواقف وتبادل الخبرات واستثمار الإمكانيات وتوحيد الخطاب الوطني والقومي والإنساني المصوب نحو الهدف الرئيسي وهو إسقاط المشروع الأمريكي الصهيوني في العراق والمنطقة.
أما فيما يتعلق بإيران ودورها، فإنني أود أن أقول بأننا سمعنا في أروقة المؤتمر وأثناء المناقشات بأن هناك بعض وجهات النظر والأصوات التي تدعو إلى التخفيف من الخطاب الواضح تجاه الدور الإيراني وهناك اختلافات في وجهات النظر من قبل بعض الأخوة،وعدم وضوح موقف البعض الآخر أو الدعوة إلى عدم استعداء إيران كما سمعنا، فإنني أود التعليق حول هذا الموضوع، ليس لأنني عضواً في المؤتمر القومي العربي فحسب وإنما كممثل لتيار كبير في العراق وحركة رسالية معروفة، ذلك هو أنني ممثل البعث، إن التدخل الإيراني في العراق لم يقتصر على الجوانب العسكرية والأمنية والسياسية أو ضخ الأموال لأعوانها وامتداداتها في العراق فحسب، بل أخذ أبعاداً خطيرة من خلال قيادة ميليشيات وفرق موت تولت استهداف واغتيال الكفاءات والكوادر العراقية بمختلف اختصاصاتها، والأهم من ذلك أن إيران تساهم في إنجاح المشروع الأمريكي الصهيوني في العراق والمنطقة، وإذا سألني أحدكم كيف؟.. أقول ببساطة متناهية أن الاحتلال الأمريكي للعراق قد عيّنَ حكومة من عملائه وجواسيسه، تعمل هذه الحكومة على إنجاح المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة.
وما زيارة الرئيس الإيراني إلى المنطقة الخضراء في ظل الحراب الأمريكية، وزيارات بقية المسؤولين الإيرانيين إلا تأكيد على هذا الدور.
أخيراً لا بد لي أن أقول لمن لا يزال لديه لبس،أن لا أحد منا يريد أن يستعدي إيران، سابقاً أو حاضراً أو مستقبلاً، فإذا ما أرادت إيران فعلاً،وكما تدعي أن تسقط المشروع الأمريكي الصهيوني في العراق والمنطقة فعليها أن تقف مع المقاومة العراقية بكل فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية بدون استثناء، وأن تسحب اعترافها بحكومة الاحتلال وأن توقف دعمها لهذه الحكومة، وتعلن اعترافها بالمقاومة العراقية بكل فصائلها كممثل شرعي ووحيد للشعب العراقي، بل المطلوب الاعتراف بحقوق العراق المثبتة في برنامج التحرير والاستقلال للمقاومة العراقية عند ذاك ستؤسس إيران لعلاقات طبيعية مع العراق وكافة أقطار الأمة، وسيكون ذلك مدخلاً لحوار ايجابي وبناء مع إيران من قبل قيادة المقاومة العراقية.
هذا هو المسار الصحيح لعلاقة حسن الجوار ولعمل مشترك أحد أهم أهدافه طرد الاحتلال وإسقاط المشروع البغيض الذي جاء به.
ولا بد من القول أيتها الأخوات أيها الأخوة، أن ما تكتبونه في البيان الختامي حول هذا الموضوع سيكون وثيقة تاريخية لكم وللمؤتمر القومي العربي ولمن يريد أن يقرأ ويطلع والحكم سيكون للتاريخ. أما نحن في العراق، فأقول بوضوح أن المقاومة الوطنية العراقية التي أخرجت أكثر من ثلث جيش الاحتلال الأمريكي من الخدمة بين قتيل وجريح ومنتحر ومعتوه وهارب، وحسب إحصائيات البنتاغون الرسمية.هي امتداد لذلك الجيش العظيم الذي هزم إيران في قادسية صدام المجيدة خلال حرب الثمان سنوات التي اعتدت فيها إيران على العراق وأصرت وتمادت في استمرارها، فان هذه المقاومة الباسلة، وليدة ذلك الجيش العظيم، قادرة بعون الله على طرد الأمريكان وتحرير العراق وطرد الإيرانيين ليعود العراق حراً عربياً مسلماً، يحكمه الشرفاء من أبنائه وإن غدا لناظره قريب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ويذكر أن الدكتور خضير المرشدي، قد انتخب من قبل المؤتمر القومي العربي التاسع عشر نائباً لرئيس المؤتمر في دورته الحالية.
نشر في : شبكة البصرة