وصف سماحة المرجع الديني آية الله الإمام الشيخ حسين المؤيد خطاب التنصيب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما بأنه في خطوطه العريضة خطاب إيجابي يتسم بالحكمة والعقلانية ويتضمن أفكارا بناءة بإمكانها إذا تجسدت في الواقع العملي أن تفتح أفقا واعدا لمرحلة تاريخية جديدة لا للولايات المتحدة الأمريكية فحسب وإنما للعالم كله . وأضاف الإمام المؤيد إننا نرحب بما أعرب عنه الرئيس أوباما من تصميمه على إعادة العراق إلى شعبه مؤكدا سماحته إن ذلك لن يتحقق بمجرد إنسحاب القوات الأمريكية من العراق وإنهاء الإحتلال وإنما أيضا بالعمل الجاد والمساعدة الفاعلة لتصحيح مسار العملية السياسية بالشكل الذي يجعلها قادرة على إستيعاب المجتمع العراقي وتحقيق تطلعاته المشروعة في النمو والتقدم وبناء الديمقراطية الحقيقية وإقامة الدولة الحديثة . وشدد الإمام المؤيد على أن العملية السياسية بوضعها الحالي الذي هندسته الإدارة الأمريكية السابقة وأصرت بعناد على تمشيته على الرغم من أضراره الجسيمة على مصلحة الشعب العراقي وبناء الديمقراطية الحقيقية لهي عاجزة تماما عن تحقيق ذلك وستبقى سببا للأزمة وتهديدا للاستقرار في العراق والمنطقة . وقال الإمام المؤيد في تصريحه إنني أدعو الرئيس أوباما وإدارته إلى ضرورة العمل على بناء الثقة والصداقة والتعامل مع القوى والشخصيات الوطنية المعتدلة والعقلانية والكفوءة والمخلصة للعراق وغير الانتهازية التي لا تتخذ من الصداقة مع الولايات المتحدة الأمريكية جسرا للعبور إلى مصالحها الذاتية والفئوية حتى وإن أدى ذلك إلى الإساءة إلى سمعة الولايات المتحدة الأمريكية. وفيما يتصل بتصريحات الرئيس أوباما في خطابه بشأن التوجه الجديد إلى العالم الإسلامي نحو سياسة قائمة على رعاية المصالح المشتركة والاحترام المتبادل قال الإمام المؤيد : إننا نرحب بذلك ونعتقد أن العالم الإسلامي سيتلقى هذه الرسالة بتفاؤل كبير وإيجابية مسؤولة وسوف يتجاوب مع ذلك مؤكدا على إن الإطار الذي يجدي لإنجاح هذه السياسة هو الحوار والتفاهم بعيدا عن القوة والتحكم . وقال سماحته : إننا ندعو الرئيس أوباما والإدارة الجديدة إلى إطلاق مبادرة باسم الولايات المتحدة الأمريكية لحوار الثقافات والأديان وعلى نطاق عالمي بعيدا عن النظرية المخربة والزائفة لصدام الثقافات والأديان وندعو إلى بناء سياسة الولايات المتحدة الأمريكية على هذا الأساس الذي سوف يسهم في خلق مناخ إيجابي جديد على مستوى العالم كله يضرب الإرهاب ويحقق السلم العالمي والتفاعل بين الشعوب والقيم على طريق التكامل والإسهام المشترك وإنني أدعو إلى الانفتاح على الثقافة الإسلامية الأصيلة التي أشادت فيما سبق صروح الحضارة وأدعو إلى التفاعل معها في رسم المسارات القادمة. وأضاف الإمام المؤيد إن العالم الإسلامي بامتداداته الحضارية العريقة يموج بالقيم الحضارية ولا مكان فيه حسب قيمه ومزاجه النفسي للتطرف والإرهاب الذي لم تخلقه إلا بعض التناقضات الداخلية والتحديات الخارجية ، وإن العالم الإسلامي الذي صدمته سياسات الإدارة الأمريكية السابقة صدمة قوية سيمد يد الصداقة إلى الولايات المتحدة الأمريكية إذا لمس منها الجدية في الصداقة والتفاهم وتغليب لغة الحوار والمصالح المتبادلة وإتباع سياسات عادلة وحكيمة .وإن العالم الإٌسلامي اليوم له سقف عال من التوقعات لتضميد جراح الماضي وترميم ما خربته السياسات السابقة مذكرا بما أشار إليه الرئيس أوباما في خطابه من ضرورة اعتماد القيم بدلا عن منطق القوة وضرورة العمل على إعادة الإعتبار إلى الولايات المتحدة الأمريكية . وختم الإمام المؤيد تصريحه بأن العالم كله وهو ينفتح بإيجابية وتفاؤل على خطاب الرئيس أوباما يتطلع إلى أن يرى في الأيام القادمة سياسة أمريكية على الأرض تجسد المضامين الإيجابية التي جاءت في هذا الخطاب كي تتطابق الأفعال مع الأقوال ، وإذا تحقق ذلك ستحدث انعطافة تاريخية واعدة وستكون حقبة الإدارة الأمريكية الجديدة نقلة تاريخية أعظم من تلك النقلة التي أفضت إلى دخول الرئيس أوباما إلى البيت الأبيض وللمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.