
وجهت قوى المعارضة الوطنية رسالة إلى الوفود المشاركة في حوار المنامة المنعقد حالياً في البحرين، في اعتصام حاشد أقيم في سار عصر أمس الجمعة (6 ديسمبر/ كانون الأول 2013)، مفادها أن «شعب البحرين يتطلع إلى دعمكم للوصول إلى ديمقراطية حقيقية في البلاد».
وقال القائم بأعمال الأمين العام لجمعية وعد رضي الموسوي في كلمة الجمعيات السياسية «نعتصم اليوم، في الوقت الذي تبدأ فيه جلسات حوار المنامة، الذي سيناقش على مدار يومين قضايا ساخنة في المنطقة، مثل الملف النووي الإيراني والوضع في العراق واليمن وسورية».
وأردف «ونحن إذ نرحب بضيوف البحرين ونتمنى لمؤتمرهم التوفيق والنجاح، نقول لهم إن البحرين جزء من هذه المنطقة التي تناقشون قضاياها، حيث ينتج أكثر من 18 مليون برميل يومياً من النفط تستوردها أغلب الدول المشاركة في حوار المنامة».
وتابع الموسوي «كما يزود هذا الإقليم العديد من العواصم بالغاز الذي يبلغ احتياطيه في المنطقة نحو 25 في المئة من إجمالي الاحتياطي العالمي من الغاز، ولأننا نعيش في هذه المنطقة، فمن الطبيعي أن تكون قضية البحرين حاضرة ولو بين الأروقة على أرضية (الأقربون أولى بالمعروف)».
وشدد على أن «شعب البحرين، يتوق للانعتاق من القمع الممنهج ومن الانتهاكات التي لا تتوقف، حيث تجرى معاملة فئات واسعة من هذا الشعب معاملة لا إنسانية، يندى لها الجبين، ومن حملات الاعتقال التي لا تتوقف».
وأكمل «إننا أيها المشاركون في حوار المنامة، نعاني من الدولة الأمنية التي تتمدد في كل مفاصل البلاد، وقد غصت السجون على ساكنيها، نعاني من عمليات ممنهجة لإفقار الشعب بتمييز فاقع، وبفصل وتمييز طائفي مقيت يذكرنا بما كان يجري في جنوب إفريقيا، وبفساد إداري ومالي أزكمت الأنوف فضائحه، من دون أن يقدم فاسد إلى العدالة، حتى تضخمت تقارير ديوان الرقابة المالية والإدارية دون جدوى».
وواصل «كما نعاني من دين عام فرض على المال العام ليصل إلى 13 مليار دولار، يمكن لجزء من فوائده أن تحل نسب مهمة من أزمة الإسكان التي يكتوي بنارها أكثر من 55 في المئة من المواطنين، كما نعاني من البطالة التي بلغت مستويات غير مسبوقة لتكسر حاجز 16 في المئة».
وأفاد الموسوي «لقد قدمنا مبادرة واضحة للحوار الوطني، ترتكز على الحرية والعدالة والمساواة والمواطنة المتساوية وتنفيذ الالتزامات، لكنهم أرادوا الهروب وإغراق بلادنا بالحلول الأمنية والقبضة الأمنية التي دمرت بلادنا في الاقتصاد والسياسة وهددت الاستقرار الاجتماعي».
كما استذكر الموسوي المناضل نيلسون مانديلا في كلمته، قائلاً: «بالأمس فقد أحرار العالم والبشرية جمعاء قامة باسقة خبر السجون لأكثر من 25 سنة في سجون نظام الفصل العنصري ناضل خلالها من أجل عزة وكرامة شعبه ومن أجل الحرية والديمقراطية والمساواة ومكافحة التمييز العنصري، فخرج من زنزانته إلى مقعد الرئاسة وقال مقولته الشهيرة (في بلادي، ندخل السجن أولاً، ثم نصبح رؤساء)، واستحق بذلك تكريم كل العالم له».
أما المساعد السياسي للأمين العام لجمعية الوفاق الإسلامية خليل المرزوق فأكد في كلمته التي ألقاها باللغة الإنجليزية، أن «قوى المعارضة في البحرين مهتمة جداً بأمن المنطقة، أمن المنطقة من أولوياتنا، طالما أننا نتأثر بالتوترات والنزاعات في المنطقة، نحن لا نريد ذلك، بل نريد أن نشارك في أمن واستقرار المنطقة».
وأضاف أن «الدول التي تتمتع باستقرار داخلي هي تتمتع بتأثير قوي إقليمياً، الأمن الداخلي يكون من خلال ارتياح وقبول الناس، وهذا لا يمكن أن يكون عن طريق القمع والإقصاء».
وأردف أن «هذا يتحقق فقط عن طريق احترام حقوق الناس وإشراكهم في شئونهم الداخلية وإشراكهم في صنع القرار، وذلك يمكن تحقيقه عن طريق نظام سياسي شامل».
وأشار إلى أن الشعب قد تغير وأنهم قد سئموا من الدولة البوليسية، وغياب الحرية، إن الشعب يبحث عن الكرامة والحرية ومستقبل يتمتع في بالأمن والأمان».
وخاطب المرزوق المجتمع الدولي «أنتم مسئولون أيضاً عن رفض النظام للانصياع لمطالب الشعب ومناورته، التعامل معه وكأن شيئاً لم يكن، بينما ترون انتهاكاته، وتتعاملون معه بدبلوماسية ناعمة وتلميع خطوات زائفة من قبله، يجب أن تكونوا أكثر حزماً معه».
وتابع مخاطباً المشاركين في حوار المنامة الذي يعقد في البحرين حالياً «نريدكم أن تتحولوا من أجندة النظام إلى دعم أجندة الديمقراطية والتغيير».
وأفاد بأن «المعارضة تريد للبحرين أن تتحول من الإقصاء إلى المشاركة، تريد سيادة القانون، وحماية حقوق الإنسان العالمية التي هي من حق الجميع، تريد للبحرين أن تكون أنموذجاً يدعمه المجتمع الدولي ويكون واجباً عليه دعمها».
وواصل أن «البحرين ستكون قوية كدولة عندما ندمج كل مكوناتها الشعبية في السلطة والقرار والثروة، هذه هي الديمقراطية الشاملة التي نريد».
ووصف المرزوق شعب البحرين بأنهم «قيمة استراتيجية» بحيث إن كل الاستثمارات يجب أن تصب في صالح بناء مستقبل زاهر لهم ولأجيالهم، وقال داعياً المجتمع الدولي إلى أن يضع يده في يد الشعب من أجل إقناع النظام بالانخراط في عملية سياسية شاملة.
وأضاف «عندها بإمكاننا إخراج البلاد من هذه الفوضى وأن نصوغ قصة نجاح يفتخر بها الجميع».
كما عبر المرزوق عن حزنه العميق لفقد الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا، واصفاً إياه «بالرجل الذي صنع تاريخاً مهماً، ليس لمجتمعه أو لدولته فقط بل لكل العالم»، وقال المرزوق إن «مانديلا رحل جسداً لكنه حي في تجربته الغنية وروحه ورمزيته».
من جهتها، قالت الناشطة رولا الصفار «إن نيلسون مانديلا جلس في السجن 27 عاماً، وعندما خرج من السجن جلس مع سجانيه، وقال لقد سجنوني 27 عاماً واضطررت أن أجلس معهم على طاولة واحدة من أجل أن نحصل على حريتنا ونوقف الاضطهاد العنصري في جنوب إفريقيا، ولا تزايدوا على نشاطي ولا على نضالي، والكل يناضل بطريقة مختلفة عن الآخر».
وأردفت الصفار أن «حملتنا اليوم حملة وطنية وشعبية ودولية لإطلاق سراح معتقلي الضمير، ومن لديه ضمير هو الذي سيتكلم عما يجري وما حدث له، كما جرى على الأخ خليل المرزوق».
وتابعت «ارتأينا أن ندشنها اليوم تزامناً مع بدء جلسات حوار المنامة، ونقول لهم إننا بريئون من كل ما حصل، ونقول للجميع إن شعار حملتنا هو «أنا حر»، وكل سيعبر عنها بطريقته بالرسم أو الكتابة أو التصوير».
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 4109 – السبت 07 ديسمبر 2013م الموافق 04 صفر 1435هـ



