الدكتور غالب الفريجات
تمر الذكرى الثامنة والستون لاغتصاب فلسطين، وزرع الكيان الصهيوني على أرضها مدعوماً بهلوسات صهيونية لا أساس لها من التاريخ، وفي أبشع صورة من صور القهر والذل والعبودية يعيش شعبنا العربي الفلسطيني تحت هيمنة الاستعمار الصهيوني، مدعوماً بجرائمه البشعة من الامبرياليين الذين يتشدقون بحقوق الإنسان، واهلنا في فلسطين المحتلة يرضخون لابشع الجرائم الصادرة من دولة الاحتلال "اسرائيل"، دولة الاحتلال الكامل لتراب فلسطين.
في الذكرى الثامنة والستين لغرس الكيان الصهيوني على أرضنا العربية في فلسطين المحتلة تُصادر قيم الحق والخير والإنسانية، وتُمارس أبشع أنواع الجرائم في حق شعب أعزل، تم ترحيل القسم الاكبر منه، ومُورست أسوأ أنواع العنف في الصامدين على أرضهم، يواجهون بصدورهم كل أنواع القتل وسلب الحقوق أمام العالم الذي بات يسير وفق توجهات وتعليمات حكام هذا الكيان المجرم.
إن اغتصاب فلسطين جريمة لم تعرف البشرية جريمة مثلها، عندما تحالفت الصهيونية والاستعمار الانجليزي على إنتزاع شعب من وطنه، ليحل مكانه غرباء تحت ذرائع واهية، وفي الوقت نفسه تجد من دعاة الحرية وحقوق الإنسان من يتخندق في الخندق الصهيوني بدعمه بكل أنواع الدعم، لقتل وتشريد هذا الشعب، متنكرة لابسط الحقوق الإنسانية، ضاربة بعرض الحائط كل القيم البشرية التي تسعى الإنسانية على غرسها وتعميمها لتكون دستوراً تسير على نهجه عموم أبناء البشرية، وفي الوقت نفسه، وبسبب من الدعم العسكري اللامحدود لهذا الكيان الغاصب لم يتورع عن ممارسة العدوان طيلة وجوده على ارض فلسطين لكل أبناء الامة العربية.
في الذكرى الثامنة والستين تصر أمتنا العربية وفي طليعتها شعب فلسطين المناضل على مواجهة الامبريالية والصهيونية وكل قوى الشر، لخلاص البشرية من ويلات الحروب والقتل والدمار الممنهج، الذي تمارسه العصابات الصهيونية، وبسلاح ودعم أمريكي اوروبي، وتعلن أن عهد الاستعمار قد ولى، وأن عهد الإنسانية وحقوقها، وقيم الحق والخير والعدالة هي التي يجب أن تسود عالم اليوم.
إن صهيونية اليوم قد ولدت من رحم الحركات الامبريالية الاجرامية، وهي ربيبة الاستعمار والمتعطشة لدماء الشعوب، وبشكل خاص الشعب العربي، وفي مقدمته شعبنا العربي الفلسطيني، الذي قدم على مذبح الحرية الآلاف من الشهداء، والمعتقلين في السجون النازية الصهيونية، ولم تستثن جرائم هذا الاحتلال لا طفلاً ولا امرأة ولا شيخاً، وحتى الحجر والشجر قد استهدفتهما دولة الكيان الصهيوني.
إن فلسطين عربية من البحر إلى النهر، ورغم احتلالها إلا أنها غصة في حلق الصهاينة المحتلين، نظراً لصمود أبنائها ومقاومتهم الباسلة، ووقوفهم في وجه الممارسات الصهيونية المجردة من كل أنواع الحق والعدل، وأن فلسطين لم تستهدف اليوم فحسب، بل كانت وعلى الدوام مستهدفة، ولكن بسبب حيوية الأمة وتجذرها في عمق الارض القائمة عليها تتمكن من كنس الاحتلال الذي يستدفها، ويعود لها وجهها العربي المشرق.
يا أحرار الأمة، ويا احرار العالم، إن كفاح شعبنا العربي الفلسطيني هو كفاح من أجل الإنسالنية كافة، فإنتصروا لدعم هذا الكفاح، للخلاص من أبشع حركة اجرامية عرفها التاريخ الإنساني، فالطفل والمرأة والشيخ الفلسطيني يقفون جميعاً في الخندق الامامي للنضال الإنساني، ويصدون عن البشرية ما تقوم به العصابات الصهيونية، فالكفاح لتحقيق عالم تسوده العدالة وحقوق الإنسان، وحق تقرير المصير يهم عموم الحركات الإنسانية، والمعارضة لممارسات القتل والتدمير الذي تسير على نهجه الامبريالية والصهيونية.
إننا نستلهم كلمات الشهيد صدام حسين، وهو في مواجهة ملك الموت عندما قال فلسطين حرة عربية من البحر إلى النهر، ونهيب بكل القوى النيرة، وباصحاب الضمائر الحية، وبالاقلام الحرة في الوقوف إلى جانب نضالات شعبنا العربي الفلسطيني، ورفض كل معاهدات الاستسلام، والسكوت على نهب الارض، والعملية الممنهجة لطرد شعبنا من ارضه.
نجدد العهد أن نقف في خندق النضال الوطني الفلسطين حتى تحرير كامل تراب فلسطين من البحر إلى النهر، ونقف في مواجهة كل الاتفاقيات الاستسلامية مع هذا الكيان الغاصب، ونرفض وبكل شدة كل أنواع التطبيع معه، ونصر على حق العودة الكامل لأبناء فلسطين الذين طردوا من وطنهم، وتعويضهم الكامل عن حياة التشرد التي عانوا منها، ونؤيد كل من يسير على طريق الوحدة والتحرير، وهو ما خطته يد صدام حسين في مؤتمر الرباط الذي اعتبر منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعب فلسطين، فقد أضاف سيادته عبارة في الوحدة والتحرير، وكأنه يستشرف المستقبل بأن هناك من يجعل من المنظمة ستاراً له، لممارسة العمالة والخيانة كما حصل في اوسلو، وكما يجري اليوم في ماراثون المفاوضات مع "اسرائيل".
عاشت فلسطين حرة عربية من البحر إلى النهر، وعاش نضال شعبنا على أرض فلسطين وفي الشتات، والمجد والخلود لكل الشهداء، والحرية لكل المعتقلين في سجون الاحتلال، والخزي والعار للعدوان الامبريالي الصهيوني على ارض فلسطين وكل ارض عربية.