انتشرت منذ أكثر من سنة على الإنترنت فيديوهات عديدة تظهر الممارسات العنيفة للشرطة في البحرين ولم تعد تثير ردود فعل كثيرة. لكن هذه المشاهد أثارت ضجة في البحرين بحسب موقع " موقع مونت كارلو وفرانس " لأن الأمر لا يتعلق هنا بالاعتداء على محتجين، ولكن برجل يتعرض للإهانة أثناء ضبط هوية اعتيادي وأمام طفله.
حدث ذلك في 23 ديسمبر في قرية عالي وسط البحرين. الكاميرا تصور من وراء زجاج مشهدا يفترض أنه عادي: شرطي يسأل رجلا عن اسمه ومسقط رأسه. يرد المواطن الذي كان يحمل ابنه على ذراعيه أن اسمه حيدر وأنه من قرية عالي. لكن عندما طلب الشرطي بطاقة هويته ورخصة السياقة أجاب أنه لا يحملهما. فثارت ثائرة الشرطي وطلب من الأب خفض صوته، ثم شتمه. وصفعه صفعتين كاد في الثانية أن يضرب الولد الصغير أيضا الذي بدأ يبكي. وحاول الأب حجب المنظر عن ابنه الصغير كي لا يرى هذه الإهانة.
الفيديو أثار ضجة في البحرين حيث سماه مستخدمو الإنترنت "فيديو الصفعة". وردا على هذه الفضيحة التي أثارها الفيديو، أعلنت وزارة الداخلية أنها احتجزت الشرطي وأحالته على المحاكمة العسكرية. وحسب الناشطين المحليين، فهذه ليست أول مرة يتصرف هذا الشرطي مثل هذا التصرف.
"لا أظن أنهم حاكموا الشرطي حقا"
كان حيدر في ذلك اليوم يزور خالته التي تسكن غير بعيد ولذلك لم يحمل أوراقه معه. الحي الذي تسكن فيه خالته حوله طوق أمني مثل العديد من الأماكن الأخرى في البحرين خلال الأيام الأخيرة لأن البحرين كانت تستضيف اجتماع قمة الخليج (بين 24 و25 ديسمبر في العاصمة المنامة) وكانت الحكومة تخشى المظاهرات.
ما لا نراه على الفيديو هو أن شرطيا آخر أوقف في البداية سيارة حيدر وطلب منه أن يتقدم عند زميله. حيدر نفذ الأمر لكنه رفض ترك ابنه وحده في السيارة. يسود التوتر وهذا ما دفع الشاهد العيان إلى تصوير ما سيحدث من نافذته (المصور يبدأ في التصوير قبل دخول الأب إلى مجال التصوير كأنه يتوقع حدوث شيء بالفعل).
لقد أعلنت وزارة الداخلية أنها احتجزت الشرطي وحاكمته. أنا شخصيا لا أصدق ذلك. أرى أن هذه التصريحات ترمي إلى تهدئة الرأي العام. وإلا لماذا لا تعطي السلطات أي دليل مصوّر على هذا الاحتجاز؟ ولماذا تجرى المحاكمة سرا (محاكمة عسكرية) بدل أن تكون علانية؟
صوت المنامة
المصدر: موقع مونت كارلو وفرانس